عبر الفنان خالد السماحي في معرضه (العابرون ) عبورا سلسا للقلب دون حواجز أعطى ومضات مضيئة لأناس نمر بجانبهم دون تقدير لأهميتهم بحياتنا يوميا . ففي عمل فني تجد الخياطة امرأة تقوم بالخياطة على الماكينة بواقعية تعبيرية بلباسها الأسود بانهماك وملامح الحزن والاجهاد مرتسمة على وجهها بمدلولات فنية بالظل والنور واستخدام التدريج في اللون الرمادي متعانقا معه اضاءة داخلية من اللون الأخضر بجانبه الأصفروملامح الوجه بتدرج اللون من الفاتح للغامق وتفاعل المراة مع ماكينة الخياطة تجعلك تدرك أهمية الخياطة في حياتنا واستخد ام التضاد بين اللونين الأبيض والأسود لتعميق المنظور في العمل الفني. وأيضا في عمل فني آخر النقاش الذي يدهن الحوائط وهو ممسكا بإحدى يديه بملابس سوداء متهالكة عليها بويات ودهانات وامتداد من المحاور الرأسية والأفقية لإعطاء عمقا منظوريا في الأرضية والحوائط خلف الرجل (النقاش ) الذي يقف وهو يؤدي عمله بتفاعل وحب إيمانا أن مهمته ووظيفته مهمة في حياتنا بالواقعية التعبيرية بملامس الألوان الناعمة لإعطاء توهج لكل لون بجانب الآخر في تجسيد الوجه والجسد كله للرجل النقاش الذي توسط العمل الفني وتأثر بالمدرسة التأثيرية بالظل والنور. وفي عمل فني آخر الكناسة امرأة تمسك المكنسة بلقطة منظورية معبرة ملابسها الحمراء وملامحها المصرية الأصيلة والطرحة السوداء التي ترتديها حول وجهها والخلفية الفاتحة من الألوان وامتداد الظلال على الخلفية وانعكاسات الألوان بشفافية وتمكن من الفنان باستخدام فرشاته ليعبر عن أهمية وظيفة تلك المرأة في حياتنا من أجل النظافة والجمال. وفي عمل فني آخر (الساعي) الذي يتوسط العمل الفني ويحمل كوبا من الشاي على صينية وملابسه القميص الأبيض والبنطلون بلونه الرصاصي بوقفة هادئة والكنبة من ورائه بلونها البني بطبقات للون الواحد فيه الفاتح والغامق وملامح وجهه المعبرة عن جهد وتعب في عمله وملامس ناعمة وخشنة في كل أجزاء العمل الفني وهالة من الظل حوله للتأكيد على مدلولات فنية من تداخل الألوان بجانب بعضها للدمج بين الواقعية التعبيرية والمدرسة التأثيرية في العمل الفني ككل. وفي عمل فني( عازف الكمان) وهو يتوسط العمل الفني بمركزية من أعلى الوجه حتى منتصف الجسد ظلال اللون الواحد وتدرجه من الفاتح للغامق في ثنيات الملابس وانحناءتها وملامح الوجه وهو يعزف متفاعلا مع آلة الكمان بتشكيل فني قوي معبر. وفي عمل فني آخر الجنايني الفلاح يتوسط العمل الفني بعمق منظوري أيضا وبملابسه الرثة المهلهلة من جلباب فضفاض واسع بني وعليه صديري رصاصي وعلى رأسه يرتدي طاقية بيضاء وامتداد لمنظر من خلفه به النباتات والشجر مؤكدا على الملامس الناعمة والخشنة في الملابس والوجه والجسد ككل ليوصل اندماج الفلاح في زرعه النباتات والأشجار وهنا نجد حين نتأمل معرض الفنان نلمح الكناس. والسيدة التي تكوي الملابس والأم التي ترضع ابنها وشخصية كفافيس ومجموعةمتكاملة لوجوه سيدات ورجال وفتيات وشباب وتكوينات من الطبيعة الصامتة من الأزهار والورود. إن الفنان عبر بنا لعالم له أسراره الكامنة والخاصة به من شخصيات موجودة حولنا مهمشة منسية لها وظائفها وحرفها من الكنس والنظافة والخياطة وكي الملابس والزرع والفلاحة وهي مهمة في حياتنا ولا نشعر بأهميتها ولا نستطيع اغفالها ولا إهمالها . وقد جمع الفنان بين الواقعية التعبيرية والتأثيرية في أعماله الفنية وكل عمل فني له موضوع متفرد خاص به. واعتمد على المنظور وقوة التكوين والاختزال العضوي للجسد والوجه والتأكيد على الملامس اللونية الناعمة والخشنة والانسجام والتوافق والتضاد في تكوين العمل الفني بألوانه ويعبر عن وظيفة كل شخصية قام برسمها من خلال التصوير الزيتي واستخدامه الخامة بتمكن وتفاعل من فنان عاشق لفن البورتريه وامتدادات رأسية وأفقية في أعماله حتى لاننسى العابرون في حياتنا يوميا ونقدرهم ونحترم دورهم ونقدرهم ولا نحتقرهم في رسالة سامية من الفنان يضم المعرض 61 عملا فنيا وجدير بالذكر أن المعرض افتتح يوم 22 نوفمبر بقاعة صلاح طاهر بدوريها العلوي والسفلي وافتتحته الدكتورة إيناس عبد الدايم رئيس هيئة المركز القومي دار الاوبرا المصرية واختتم اليوم السبت 29 نوفمبر بحضور لفيف من الفنانين والنقاد ولا تغفل أن الفنان خالد السماحي وصل بذاتية الفنان من مكنونه الداخلي فعبر عن أناس نحن نحتاجهم في حياتنا وهم حقا عابرون في كل لحظاتنا في كل كلماتنا في كل أفعالنا