منى مكرم عبيد: المجتمع المدني بذل جهدا كبيرا لتدريس حقوق الانسان في المدارس . د. سالم مرزوق : 100 معلم تربية وطنية سيعقد لهم 60 دورة تدريبية خلال الأشهر القادمة. . صفوت جرجس : نعمل على تأهيل المدرسين لتدريس مادة حقوق الانسان بشكل متميز . القس بولس حليم : مبادئ حقوق الإنسان لاتتنافى مع أي من الأديان . الشيخ شكري متولى : المجتمع بحاجة إلى نشر قيم حقوق الانسان والتسامح وقبول الآخر أعلن المركزالمصري لحقوق الإنسان،عن المرحلة الثانية من مشروعه "الحملة القومية لتدريس مادة حقوق الإنسان في المدارس"،بمشاركة وزارة التربية والتعليم ، ومركز تطوير المناهج التي أكدت أن مبادئ حقوق الإنسان هي الأولى بالدراسة بالمناهج التعليمية لمالها من أولوية قصوى في المرحلةالراهنة. قالت الدكتورة منى مكرم عبيد،أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، أن منظمات المجتمع المدني بذلت جهودا عظيمة في إدراج وتدريس مادة حقوق الإنسان بالمدارس المصرية، خاصة وأن تدريس مادة حقوق الانسان في المدارس كان مطلبا منذ تسعينيات القرن الماضي، وطرأ على المجتمع عدد من التغيرات أكدت ضرورة تعزيز قيم ومبادئ حقوق الانسان في المجتمع، وأسفر جهد منظمات المجتمع المدنيفي إعلاء القيم الحقوقية والمدنية في المجتمع، وترتب عليه بدء انشغال وزارة التربية والتعليم بحقوق الانسان وتكليف مركز تطوير المناهج بوضع هذه المادة بكل مرحلة دراسية. أكدت الدكتورة مني مكرم عبيد الرهان الآن على كيفية نشر قيم حقوق الانسان وتعزيزها داخل المجتمع، والمدارس من أهم المؤسسات التي يمكن ان تساعد على ترويج هذه القيم، وتعزيزها، من خلال بناء مهارات التلاميذ وصقلها ، وتنشئتهم على المعايير الدولية لحقوق الانسان، وانه من المهم أن تعمل الوزارة بالتزامن مع تدريس هذه المادة على تنظيم عدد من الأنشطة الفنية والرياضية للتلاميذ، لما لها من تأثير مباشر عليهم، وغرس عدد من الأفكار والمبادئ بداخلهم منذ الصغر، وهو ما سيعود بالنفع مستقبلا عليهم وعلى المجتمع ككل. شددت الدكتورة مني مكرم عبيد على أن ذلك يوفر تدريس مادة حقوق الانسان بالمدارس بيئة مدرسية ديمقراطية يتيح المجال لنجاح عملية تعليم حقوق الإنسان،وأهمية انفتاح المدرسة على المجتمع، حتى تكون عضوا فعالا وليس منغلقا، من أجل تحقيق أكبر استفادة ممكن بين المدرسة والمجتمع، موضحة أن هناك حاجة لنشر التربية المدنية بكل مدارسنا، باعتبارها بوابة ترسيخ دعائم المواطنة في نفوس المواطنين، بماتشمله من أدوات ووسائل التنشئة للأفراد. وأوضحت الدكتورة مني مكرم عبيدأن قبول الآخرهومن أهم القيم التي يجب أن يعتاد عليه االتلاميذ،لافتة إلى أهمية البدء في تدريس تلك المبادئ تحت شعارالزعيم الخالد سعد زغلول "الدين لله والوطن للجميع". من جانبه أشارصفوت جرجس مدير المركز المصري لحقوق الإنسان إلى أن المرحلة الثانية من المشروع ستعمل على تأهيل المدرسين على تدريس هذه المادة وتوصيلها للتلاميذ بشكل مبسط ويتناسب مع الهدف العام للمشروع، كي تصبح هذه النصوص الموجودة في المناهج ممارسة للتلاميذ والمدرسين، لتنشئة جيل جديد يحترم الحريات العامة في المجتمع والتمسك بالحقوق المنصوص عليها في الدستوروالقانون، ونشرقيم التسامح وقبول الآخر. أكد جرجس أن المركز المصري لحقوق الانسان أطلق في سبتمبر 2010 حملته لتدريس مادة حقوق الانسان في المدارس وفق بروتوكول تعاون مع وزارة التربية والتعليم، بداية من المرحلة الإعدادية والثانوية من خلال مادة دراسية يتم إعدادها مع ورش عمل وأنشطة طلابية ترسخ وتعزز من قيم حقوق الإنسان في المجتمع، وعمل خلال هذه الفترة على تنظيم عدد من الأنشطة وورش العمل بالتعاون مع مركز تطوير المناهج، والمدرسين بمحافظات القاهرة والجيزة والمنيا والاسكندرية، واشراك المعلمين وخبراء المركز في إعداد المنهج المناسب لهذه المادة، وأسفر هذا الجهد والتعاون مع الوزارة في الخروج بمنهج لهذه المادة يتم تدريسه للمرحلة الثانوية، وجاري إعداد المناهج الخاصة للمرحلة الاعدادية. نوه جرجس على أن الممارسة العملية أكدت أهمية وجود مدرسين متخصصين لتدريس مادة حقوق الانسان، حتى يتم تنشئة التلاميذ بشكل صحيح على فهم المادة واستيعابها، والالمام بفلسفتها، وأن يشعر التلميذ بأن هذه المادة جزءا من حياته وارتباطه بالمجتمع، وانها تغرس بداخله بذور الانتماء والالمام بالقوانين فيما بعد، ومعرفة حقوقه والحريات الموجودة بالمجتمع، وتحقيق ترابطا مهما بين التلميذ باعتباره مشروعا لثروة بشرية يتم الانتفاع بها مستقبلا لخدمة الوطن ، وبين المجتمع الذى عليه استيعاب هؤلاء وادماجهم في الحياة العامة، والحفاظ على المساواة وتكافؤ الفرص بين كل المواطنين من أجل مجتمع أكثر نضجا وفهما لحقوقه وحرياته. نوه جرجس على أن المركز نجح خلال الفترة السابقة في زرع بذور مبادئ حقوق الانسان في المناهج التعليمية ، وحاليا نعكف على توفير البيئة المناسبة للمعلم والتلميذ معا من أجل أن تصبح هذه المادة منهجا معاشا وأفكار متحركة في المجتمع، ويصبح التلميذ والمعلم جزءا من منظومة حقوق الانسان من أجل خلق حالة مجتمعية تؤمن بقيم حقوق الانسان ونشر مبادئها، ومواجهة المعوقات التي تعيق نشر هذه الثقافة ، بما يعود على المجتمع فيما بعد بشكل ايجابي، من خلال غرس قيم الانتماء والمساواة واحترام الرأي الآخر وصون حق الاختلاف، وتعزيز حرية المواطن بما لا ينتهك من حريات الآخرين . وفي هذا الاطارقال الدكتورسالم مرزوق الرفاعي الخبير التربوي وممثل وزير التربية والتعليم أن الوزارة تهتم بنشر مبادئ حقوق الإنسان لمالها من أولوية قصوى في المرحلة الراهنة، معلنا أن هناك 100 معلم تربية وطنية سيعقد لهم 60 دورة تدريبيةخلال الأشهر القادمة. وأضاف رفاعي أن كلمة مادة لاتعنى كتاب منفصل للمادة إنما هي إدراج للمادة ضمن باقي المواد مثل التربية الوطنية، والوزارة تبذل جهودا جادة لتطوير التعليم قبل الجامعي من خلال التقارب مع الهيئات الدولية والمحلية، وتم تشكيل لجنة مشتركة مع المركز المصري لحقوق الإنسان للعمل على ضم مبادئ حقوق الإنسان للمناهج التعليمية عام 2011". وفى هذا الاطار قال القس بولس حليم، المتحدث الرسمي للكنيسة القبطية الأرثوذكسية وكاهن كنيسة مارجرجس القللى إن الحفاظ على حقوق الإنسان تضمن استقرارالمجتمع ، وأن قيم ومبادئ حقوق الإنسان لاتتنافى مع أي من الأديان، لأنه لايوجد دين يحض على العنف أوالقتل، وأن تخصيص منهج لحقوق الإنسان في المدارس يساهم في تعزيز هذه القيم في المجتمع، حتى تنتقل من نصوص مكتوبة إلى ممارسة مجتمعية يصبح من خلالها التلميذ عنصرا فاعلا في المجتمع. وأكد المتحدث باسم الكنيسة أن المدرسة من المؤسسات التربوية المهمة التي تعمل على تنشئة المجتمع وفق قيم حقوق الإنسان وتدعيم المواطنة، والكنيسة ترحب بوجود هذه المادة بمايفيد المجتمع ويعزز من حرياته وحقوقه، وأن المدارس لها دور كبير في ترسيخ ونشر ثقافة حقوق الإنسان، لافتا إلى أن ضمان حقوق الإنسان تضمن تقدم المجتمع وازدهاره. بينما شدد الدكتور شكرى متولى "الاستاذ بجامعة الازهر " أن الأديان السماوي تحث على قبول الآخر والتسامح ونشر قيم حقوق الانسان، وأن مبادرة وزارة التربية والتعليم بإدارج مادة لحقوق الانسان في المدارس من شأنها تنشئة التلاميذ منذ الصغر على احترام قيم حقوق الانسان. أكد الشيخ شكرى متولى أن المجتمع بحاجة في هذه الظروف العصيبة التى تمر بها البلاد تعزيز قيم التسامح وقبول الآخر والتآلف من أجل الوحدة بين كل المصريين من اجل مستقبل أفضل.