أطلق المركز المصري لحقوق الإنسان حملة قومية لتدريس مادة حقوق الإنسان في المدارس خلال مؤتمر موسع نظمه بحضور كل من الدكتور سالم مرزوق الرفاعي، خبير المناهج بمركز تطوير المناهج، مندوبا عن وزير التربية والتعليم، والشيخ الدكتور سالم عبد الجليل وكيل وزارة الأوقاف، والقس رفعت فكري راعي الكنيسة الإنجيلية بشبرا، ونخبة من خبراء التعليم وأعضاء مجلس الشعب السابقين وأعضاء المجالس المحلية، ونشطاء حقوق الإنسان. أكد صفوت جرجس مدير المركز المصري لحقوق الإنسان، أن هذه الحملة تهدف إلى تدريس مادة لحقوق الإنسان في المدارس بداية من المرحلة الإعدادية والثانوية من خلال مادة دراسية يتم إعدادها مع ورش عمل وأنشطة طلابية ترسخ وتعزز من قيم حقوق الإنسان في المجتمع، وتكون بالتعاون مع الوزارة في إعداد هذا المنهج بالتعاون بين الخبراء التربويين الذين يضعون المناهج الدراسية وبمساعدة مجموعة من نشطاء حقوق الإنسان وأعضاء النقابات المهنية، ويتم أيضا المساهمة مع الوزارة في تدريب المعلمين على نشر ثقافة حقوق الإنسان، وتنظيم حلقات موسعة مع أعضاء نقابة المعلمين، كذلك يتم تنفيذ عدة ورش عمل للإعلاميين من مختلف أنواعه المرئية والمكتوبة والمسموعة بمشاركة نشطاء حقوق الإنسان، ويقتصر تنفيذ المشروع في ثلاث محافظات هي القاهرة، الإسكندرية، والمنيا. وفي هذا الاطار أكد الدكتور سالم مرزوق الرفاعي على أهمية تدريس حقوق الإنسان في المدارس، وأن المرحلة الراهنة تتطلب توعية المواطنين بحقوقهم، وأن وزارة التربية والتعليم لا تدخر جهدا في هذا الإطار، وترحب بالتعاون مع المركز في هذا الشأن، وأن الوزير يؤكد على أهمية قيم حقوق الإنسان وتعزيزها بالمجتمع، وسيتم دراسة الأمر مع المركز وبمشاركة خبراء تطوير المناهج، من أجل التوصل إلى محتوى هذه المادة وكيفية تدريسها في المدارس وتعزيز حقوق الإنسان في المجتمع، وأكد الرفاعي أن المدرسة نواة مهمة لغرس العديد من القيم والأفكار داخل التلاميذ باعتبارهم نواة المجتمع ومستقبله. من جانبه أكد الشيخ الدكتور سالم عبد الجليل، أن تنشئة التلاميذ على قيم حقوق الإنسان أمر في غاية الأهمية، ولكن الأهم من ذلك هو تحويل هذه المعلومات إلى واقع عملي يشعر بها المجتمع ويتفاعل معه وأنه من المهم أن يتم تدريس مادة لحقوق الإنسان أو القيم، ولكن يتم تدريس هذه المادة بجانب مادة التربية الدينية، حيث إن إحلال مادة حقوق الإنسان أو القيم بدلا من التربية الدينية أمر غير مفضل، ولن يحصل التلاميذ على حقهم في معرفة دينهم ووسطية الإسلام بدون مادة التربية الدينية، وبالتالي يلجأ التلاميذ إلى منابر غير معروفة وتضيع وسطية الإسلام المصري ويظهر التشدد والتطرف، وحذر عبد الجليل من عدم تأهيل المعلمين لتدريس الدين؛ لأنه يعني ترك التلاميذ لشخصيات مغشوشة يقدمون الدين للآخرين بشكل مغلوط. وشدد وكيل وزارة الأوقاف أن مصر مقبلة على مرحلة خطيرة، وعلى كل أبناء المجتمع المصري التضافر للنهوض بالوطن، فثورة يناير كانت ثورة مباركة، ولكن لا بد من التمسك بالمبادئ والبعد عن الفوضى، فالحرية مرتبطة بالمسؤولية، والحرية المطلقة مفسدة مطلقة. وأشار القس رفعت فكري إلى أن حقوق الإنسان أصبحت لغة عالمية، وأنه من خلال احترام المجتمعات لحقوق الإنسان تظهر المجتمعات المتقدمة وتتطور بشكل مستمر، وأكد فكري على ضرورة وجود برنامج عمل واضح تلتزم به مصر لتنقية القوانين التي تميز على أساس الجنس أو الدين أو النوع أو المعتقد.