بواسطة الصفحة الرسمية لموقع الملك فاروق " علياء الدسوقى " ففي مساء 16 نوفمبر، حين اكتمل وصول سفن المدعوين إلى بورسعيد، بدأت مراسم الحفل .. وكان الخديوي قد أقام 3 سرادقات فخمة من الخشب مكسوة بالديباج والحرير خصص أكبرها في الوسط للملوك والأمراء وكبار المدعوين. أما الثاني على اليمين، فقد خصص لعلماء الدين الإسلامي، يتقدمهم شيخ الأزهر "مصطفى السقا"، ومفتي الديار المصرية الشيخ "محمد المهدي العباسي". وخصص السرادق الثالث لرجال الدين المسيحي، يتقدمهم "المنسينور بوير" الرسول البابوي، وخلفه بطريرك كنيسة القصر الإمبراطوري في باريس، والذي حضر أيضاً، ليعقد قران "دي ليسبس" على "هيلين دي براجار" 21 سنة. وفي نفس الوقت نصبت على مدخل القناة من الجانبين مظلات أنيقة لبقية الجماهير المدعوة .. تتصدرها مظلة "دي ليسبس"، ومجلس إدارة الشركة. وقد اصطف الجنود والطوبجية بملابسهم الزاهية بين رصيف النزول ، أو رصيف أوجيني، وبين السرادقات الثلاثة، هذا على اليابس. أما في البحر فقد اصطفت 30 سفينة حربية، و30 سفينة تجارية على هيئة قوس داخل مرفأ بورسعيد. وفي العصاري .. بعد أن فرغ المدعوون من تناول غذائهم على ظهور سفنهم، واستراحوا بعض الوقت .. وأخذت فرق الموسيقى تعزف بين دوي طلقات المدافع .. وشرع المدعوون ينزلون من سفنهم ووسط صفين من حرس الشرف. تقدم تشريفاتي الخديوي إسماعيل يفسح الطريق، وخلفه ولي عهد مصر "محمد توفيق" تتكئ على ذراعه أميرة هولندا، وتبعهما ولي عهد بروسيا، فأمير هولندا، فسفير بريطانيا، فسفير روسيا، فالبرنس جورج ولي عهد الهانوفر، ثم تقدم الأمير عبد القادر الجزائري، ودي ليسبس وأعضاء مجلس إدارة الشركة، ثم قواد السفن الحربية وقناصل الدول. وإذا بالإمبراطورة "أوجيني" تبدأ المسير إليه ويسير خديوي مصر أمامها، وبجانبها الإمبراطور "فرانز جوزيف" ... وبدأ شيخ الإسلام الحفل بخطبة وجيزة .. ودعاء بالتوفيق، تلاه رجال الدين المسيحي ينشدون نشيد الشكر الذي رددتها معهم الإمبراطورة "أوجيني" ، ثم ألقى الرسول البابوي خطاباً بالفرنسية حيا فيه الذين جاءوا، والذين حفروا القناة واستشهدوا فيها مضحيين بحياتهم من أجل إتمام بناء قناة السويس. وبإنتهاء الخطاب، انتهت مراسم الإحتفال .. وعاد المدعوون إلى سفنهم إلا قلة منهم ذهبوا مع "دي ليسبس"لزيارة مدينة بورسعيد. وفي المساء حين جاء موعد العشاء بسطت الموائد لستة ألاف مدعو.. وحين أشارت عقارب الساعة إلى الثامنة بدأت الأنوار والزينات في مدخل القناة التي وقفت أمامها "المحروسة" تطلق بين أونه وأخرى طلقة مدفع تحية .. بينما الموسيقى تعزف . حتى إذا كانت الطلقة الأخيرة أنارت المرفأ كله .. بنورها بين صياح الجماهير .