يفتتح حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى المؤتمر الدولي للدفاع عن القدس الذي تستضيفه دولة قطر خلال الفترة من 26 - 27 فبراير، تنفيذا لقرار المجلس الأعلى لجامعة الدول العربية "قرار رقم 503 سرت مارس 2010". يلقي كلمات في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر كل من الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء المغربي عبد الإله بن كيران نيابة عن العاهل المغربي الملك محمد السادس والأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو وروبرت سري منسق الأممالمتحدة لعملية السلام بالشرق الأوسط نيابة عن الأمين العام للمنظمة الدولية. كما يشارك في المؤتمر 350 من الشخصيات المعنية بقضية القدس من دول عربية وإسلامية وأجنبية..وتتركز محاور المؤتمر الذي يعقد على مدى يومين على قضية القدس والقانون الدولي، القدس والتاريخ، القدس والاستيطان والانتهاكات الإسرائيلية والقدس ومنظمات المجتمع المدني. وثمن سعادة السفير محمد صبيح الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية منسق عام المؤتمر، في تصريحات صحفية، استضافة دولة قطر لهذا المؤتمر الذي قال إن عقده كان متعثرا رغم أن قرار عقده اتخذته قمة سرت..مؤكدا أن قرارات مؤتمر الدوحة سيجري تضمينها في تقرير الأمين العام للجامعة العربية لعرضها على مؤتمر القمة العربية الذي سيعقد في بغداد. وأضاف صبيح أن هناك اتجاها لعقد المزيد من المؤتمرات الدولية حول مدينة القدسالمحتلة ومؤتمرا أيضا حول قضية آلاف الأسرى الفلسطينيين الذين يعتقلهم الاحتلال الإسرائيلي، بهدف إسماع قضيتهم للرأي العام الغربي ومنظمات حقوق الإنسان الدولية والضغط من أجل الإفراج عنهم. وقال السفير صبيح إن المؤتمر الذي يشارك فيه شخصيات عربية ودولية يمثلون نحو 70 دولة، إضافة إلى رموز وخبراء وباحثين ومؤرخين وقانونيين ينتمون لكافة الأديان السماوية في جوهره، موجه للآخر سعى لشرح قضية القدس بشكل واضح في مؤسسات الغرب ومنظماته المدنية.. مضيفا أنه بعد جلسة الافتتاح سينقسم المؤتمر إلى 4 لجان، هي لجنة القدس والقانون الدولي والتي ستفند قانونيا ادعاءات إسرائيل بأن لها الحق في هذه المدينة، وهذا غير صحيح فالاحتلال العسكري لا يعطي سيادة، فالسيادة للشعب على أرضه مستمرة وهو الشعب الفلسطيني ولذلك العلم يصف القدس بشقيها بأنها مدينة محتلة وهناك أبحاث جاءتنا من أجانب وعرب على مستوى رفيع للتأكيد على حق الشعب الفلسطيني بمدينة القدس استنادا للقانون الدولي وزيف الادعاءات الإسرائيلية بهذا الجانب إسرائيلي بأن القانون الدولي يقف في صفها، فلا يمكن للقانون الدولي أن يقف مع العدوان والعنصرية والضم والتوسع والهدم، لذلك هناك دراسات عن القدس في القانون الدولي تؤكد أن القدس هي أرض فلسطينية والسيادة عليها تنتقل من قوة محتلة إلى الشعب الفلسطيني صاحب السيادة على أرضه..وبالتالي فإن توضيح موقف القانون الدولي من القدس بشكل علمي وبوثيقة صادرة عن مؤتمر أقرته جامعة الدول العربية على مستوى القمة في سرت هو أمر مهم.. فالرد على التزوير والانتهاكات والسرقات الإسرائيلية للأرض يجب أن يكون موثقا". وقال صبيح إن لجنة القدس والتاريخ ستلقي الضوء على تاريخ مدينة القدس التي بنيت من قبل الكنعانيين وبعدها التاريخي الذي يعود إلى ما قبل الفترة الرومانية، إضافة إلى مكانتها في الديانات السماوية الثلاث والهوية العربية للمدينة المقدسة، رغم التزييف الأثري فيها لإثبات الرواية الإسرائيلية الضعيفة في الحق التاريخي لليهود في القدس، والتي تقتضي التصدي لها من خلال إبراز ماذا تمثل القدس في الفكر الإسلامي والمسيحي. وأضاف صبيح أن هناك عشر مدن في فلسطين عمرها يتراوح ما بين 10 آلاف سنة كأريحا وسبعة آلاف سنة كالقدس ونابلس، والتزوير الإسرائيلي في التاريخ لا بد من الرد عليه بشكل علمي، وهناك أبحاث في اللجنة ترد على هذه الافتراءات. وحول لجنة القدس والانتهاكات الإسرائيلية، قال صبيح إن اللجنة ستبحث الاعتداءات الإسرائيلية واقتحامات المسجد الأقصى والعدوان على الكنائس والقساوسة ورجال الدين وهدم البيوت والجدار وهناك سلسلة طويلة منها أيضا الإقصاء العنصري والتهجير العرقي للفلسطينيين أضف إلى ذلك تزوير في أسماء الشوارع حتى وصل إلى وضع شعارات على جدران القدس وكأنها مبان يهودية..رغم أن الإسرائيليين لم يبنوا فيها حجرا واحدا فكل مباني القدس بنيت بعرق الشعب الفلسطيني وجهد الشعب الفلسطيني دون مساعدات منح من الخارج عبر التاريخ وهم يدعون أنهم بناة هذه المدينة..فالقدس مدينة التسامح والتعايش والعبادة مفتوحة لجميع الأديان كما كانت طوال تاريخها إلى أن جاء هذا الاحتلال الذي اعتدى عليها بالدبابات والقتل والدم لفكرة استعمارية من الدرجة الأولى. وأضاف السفير صبيح أن اللجنة الرابعة ستتحدث عن دور منظمات المجتمع المدني في الدفاع عن القدس..فالقدس محرومة من كل شيء هناك من يستطيع إقامة مستشفى أو تقديم أجهزة طبية أو يبني مدرسة أو يقدم مساعدة مالية تمكن مدرسا من الذهاب إلى المدرسة لمدة شهر تضامنا مع الطلاب، وهناك قائمة طويلة من المقترحات البسيطة والعملية تعطي رسالة مادية وسياسية. وشدد صبيح على ضرورة الالتزام بالموقف العربي الذي يرفض زيارة القدس بتأشيرة احتلالية إسرائيلية. وقال: الكثيرون يستطيعون أن يذهبوا إلى القدس بطرق كثيرة دون الحاجة لهذه التأشيرة فمن يزور القدس يجب أن يزورها مناضلا ومدافعا عنها. وأكد أن إسرائيل ليست بحاجة إلى ظرف أو موقع أو حدث لتقوم بعداوتها، فمخطط تهويد المدينة موجود تسير عليه إسرائيل منذ 150 عاما، لم يهدأ أو يتوانى وهو مخطط عدواني وعنصري من الدرجة الأولى، وبالتالي قد تزيد الوتيرة بسبب مؤتمر دولي عن القدس فترسل رسالة أنها لا تهتم وتضرب بعرض الحائط كل شيء أو بسبب المصالحة، لكن المنهج وعملية التهويد مستمرة. وأعتقد أننا نسير إلى مرحلة خطيرة جدا..إسرائيل اخترقت الخطوط الحمراء متحدية الرأي العام والقانون الدولي وشعائر المسلمين والمسيحيين في العالم. المصدر : جريدة الراية القطرية