قال المغنّي حين أشعله المساءْ طوبى لقلب تاه في جبّ الضياءْ وسقى النسيم الدفء من عمق الخلايا زارعا كل الربوع النور في ليل الرجاءْ قلب ورابية وذاكرة الرحيل إلى العيون وما تيسر من بكاءْ قال المغنّي : طوبى لقلبك إن رعى عهد الضلوع ولم يكن بعد الرحيل مسافرا خلف الهباءْ طوبى لكل العاشقين تعطرت أفياؤهم يوم التذكر بالسنا وسما بذكرهم الثناءْ يا ليل ليلى في التّذكّر ضمّني واشرب دموع البوح علّي أرتقي إن قيل ليلى للسماءْ واقبل حديث الروح في حضن الصفاء فربما حضن يرد النور يمنحنا العطاءْ نادوا على جرح الغريب فربما سمع الطبيب وأرسل العينين بشرى يالشفاءْ يا ليل ليلى والعراء وموجة مجنونة ماذا وراء البوح في ليل يطول ولا عزاءْ ؟ عيناك قالت ما أشاء و لم تبح للعابرين بسرنا فلم الدروب تضمنا بجنونها وترد عنّا ما تعاظم من غباءْ ؟ هذي طيور الفجر تفتتح الغناء فمالها صدحت بليلى أيقظت شمس النقاءْ ؟ و الشمس غنّت في الربوع بطهرها سقت الزروع وضاءة غار الندى واغتاظ ماءْ قولي بربك يا حبيبة مهجتي ما ذنب ليل العاشقين تنوشه كل السهام بلا انتهاءْ ؟ ما ذنبها الأحلام تقتلها الظنون و ما الذي يحمي العيون من العيون وما يعربد في الخفاءْ ؟ ليلي و ليلى و الظنون ومن يذق شهد اليقين ولذّة الوصل البهي فقد رمى في الجب أسباب البقاءْ نور يسافر في الضلوع وما ارتوت يوم الرحيل بصبوة لكنها حوت الشموس وما تفيض من الضياءْ عيناك مفتتح السمو إلى السماء فهل لنا يوم العروج منازل العشاق أو سكن الإباءْ ؟ وأنا الغريب فهل لقلبي سدرة و أنا المعبأ بالرجاء فلملمي كل الخلايا و اصعدي صوب اللقاءْ قلبي و رابية هناك على المدى و عيونك الوطن البعيد فمالذي منح الضلوع جنان وجد أشرقت منحا تغرد في الفضاءْ ؟ عيناك كل حكايتي سبل السلام و نور قلب خاشع وهي التي ختمت تباريح الجوى نقشت إباء العشق في سقف الرجاءْ