في رسالة اليوم سأعود بكم أعزاءي السادة المشاهدين الي ما قبل الستينيات، وبالتحديد عام 1958، وقت أن كنت طالبا بكلية التجارة جامعة القاهرة. تعكس اللوحة المرفقة والتي اسميتها ( ذات الوجهين ) مرسومة بالقلم الرصاص علي ورق 1958 ، حصيلة قراءات ومشاهدات عديدة اسفرت عن اقتناعي بأن الحياة تنطوي دائما علي التناقض بين القوي، فنجد الخير والشر الفقر والغني، النهار والليل، الطويل والقصير..........الخ، انها الحالة الدرامية لفكرة الشيئي ونقيضه........ رسخت تلك الفكرة في وجداني، فكل شيء من حولنا يجمع في طياته وجهين متناقضين، وفي نفس الاتجاه كنت أعجب كثيرا بأفكار اديبنا الكبير توفيق الحكيم التي ضمنها في كتابه ( التعادلية) ، وايضا الفيلم الامريكي الشهير ( دكتور جيكل، ومستر هايد)، وكذلك قصة الكاتب الانجليزي أوسكار وايلد ( صورة دوريان جراي) والتي أخرجت في فيلم سينمائي بطولة الممثل الشهير جورج ساندرز............. وفي اطار تلك الافكار طرأ في بالي رسم لوحة (ذات الوجهين)، والتي تبدو فيها المرأة كرمز الحياة، ينبت منها فرعان فرع ندي تدب فيه الحياة، وفرع آخر مقفر ضاعت منه الحياة. تحياتي لك وإلي اللقاء في الرسالة التالية.....