دَعكَ مِنَ اليأسْ

ومِنْ خَمرةَ الكأْسْ
وتَعالَ إليَّ
يا أنَا
بِكُلْ العذوبة
والجمالْ لنَبني قصوراً
في الخيالْ
فَوقَ الصخورْ والرمالْ
والرُبى
ودَعْكَ مِنَ الإنفصالْ
فَبعضُ الآمالْ
تُغتالْ
لسنينٍ
طوالْ
ما تزالْ تُصابُ
بمرضٍ عُضالْ
عَبرَ المَدى
دَعْكَ مِنَ اليأسْ
ومِنْ خَمرةْ الكأسْ
وتَعال إلَّي يا فتى
الى رواسي الأمان
من كهوفْ
الهَوانْ
ومن مرارةْ الأحزانْ
من فَوق الزماْن
من عقولْ الصُبيانْ
والدُمَى
ودَعْكَ الآن
مِنَ العبثْ
بلا اسئذانْ بنيران
البُركانْ والدُخان
فيهِ جَمرُ
فَكفَى
دَعكَ من اليأسْ
ومِنْ خَمرةَ الكأسْ
وتَعالَ إلى قلبي
المُنى
على حافتي البيضاء
ودَعكَ من البُكا ءْ
والغناءِ للشِتاءْ
ما دامَ الرجاءْ
طيرا ًيشدو
في أرجاء الفضاءْ
أو في الانحاءْ
نآى
وَدعك من الإنحناءْ
امام مراكب السماء
فَكُلْ الأشياء ْتَعدو
دونْ حياءْ
لِتَشفى من الداءْ والبلواءْ
في الهوى
َدعْكَ من اليأس
ومن خَمرةَ الكأسْ
فَعيناكَ مِثلُ غبارْ
فتعالَ لِترى
كَيفَ تَتَفتَّحْ الأزهارْ
من ديارٍ
إلى ديار ْ
إلى جانِب الأشجارْ
التي من تَحتٍها
الأنهارْ
قَبلَ بداية
الإفطار ْ
وكَيفَ تَزهو
بالنَّدى
ودَعكَ من لُهاثْ الأسفارْ
لو تأخرْ القِطارْ
تَعال لِفرحْ النهارْ المَغسولْ
بالأمطارْ
مِن ألفِ نافذةِ انوارْ
مِن كُلَّ حدبٍ وصوبٍ
ورؤى
دَعكَ مِنَ اليأسْ
ومن خَمرةَ الكأسْ
وتَعالَ إليَّ
بالمحبةِ والهَنا
ودَعكَ من غياهِبْ الظَلماءْ
ومن ألوانْ رغوةَ العناءْ
والإعياءْ
خافِقَ الأحشاءْ من طينٍ
وماء
وطيبْ اللِقاءْ
فأجملُ النساءْ
الطاغية الإغراء ْ
ها هُنا
وهَذا المساء
اللانتهاءْ النِداءْ
قَد دَنا