كان الطفل الصغير ذو الأظافر الناعمة يحبو..يثاثئ.. يرغو ثم قتلوا والده غيلة.. حين كان يخطو عابرا الطريق.. واتته رصاصتهم طائشة في تراشق علي السلطة الفانية كان جل ما يحلم به أن يكمل ابنه نطق بقية الحروف في :بابا لكن الموت كان له رأي آخر قلبها صغير جدا في حجمه ..الكبير جدا في حبه العاشقة ذات الدب الأبيض المهدي من الشاب اليافع ..غض الايهاب. .ذي الوجه المتبسم المشرق وبضع خواتم فضية منحوت فيها عند المفرق ..اسماهما ورسائل وسيطة علي الهاتف المحمول فيها قلب أحمر يخترقه سهم ...و وردة وطوق ذهب يعمل في أحد الأقطار الشقيقة ليدخر تكاليف زواج عتيقة رجع في تابوته المغلقا وصحب الجثمان تقريرا ملفقا وانفلق قلبها حزنا وانبثق منه نواة من قصديرنافقة وذلك لأنه.. كان للموت رأي آخر جميلة كالندي .رقيقة كالفراشة المحلقة فجأة هاجمها وحش السرطان الكاسر وليال الألم المؤرقة ترك رأسها صلعاء كالرجال مما تسبب لها كثيرا في احراج مقلقا صبغ وجهها باللون الأبيض الشاحب ذو الضوء الخافت هذا لأن فقر دمها كان مبالغ فيه خلفت وراءها رجلا يحبها ...مشتتا معلقا ما طمع منها بكثير وظل الحب الذي بينهما عذريا لأن من ضمها في أحضانه كان قبر عتيق حين اختنقت أنفاسها مزهقة حين ودعها هو إلي مثواها الأخير تمني لو أن أحدا يمن عليه ويعتقه يعاجله بطعنة مميتة تبقيه هناك معها تحت الثري لكنه لا أحد تطوع بأداء مثل هذه المهمة الصعبة فظل يحيا بعدها ميتا علي الأرض وذلك أيضا لان الموت كان له حكمة لا ندركها في حوش بيت فقير ظلت الأرملة تعمل بكد ترعي ثمانية أطفال صغار تركهم أباهم لها _دون إرادته -في مختلف الأعمار وذات صباح أعور العين لأن الشمس اختفت فيه خلف غيمة كبيرة هرعت لبعض شأنها خارجة من منزلها تاركة الأبناء علي نحو مختلف كل في شأن فاجأها سائق ارعن بحادث سير..يقود مسرعا وتركتها سيارته علي الطريق أشلاء ما تطوع حتي يحملها الي مشفي هرب قبل عن أن يكتشفا بعلته المروعة وتوحد الصغار مع اليتم المطبق في العراء ذلك أيضا لان الموت كانت له عين واحدة هذا العالم الفذ الجهبذ ما تحدثوا عنه كثيرا في الميديا الفضائية يبدو أن بلاده قد خشيت عليه من شرور الحسد وقع أخيرا صريعا بمرض القلب كان ذلك بسبب جهده الكبير الذي يبذله طواعية وفي غرفة عمليات القلب المفتوح أخطأ المشرط شريانا رئيسيا به جلطة واندفع الدم نزيفا مريعا حاملا الموت وخر الرجل صريعا وهو نائما مات غريبا وحيدا في ثلاجته..في تحنيطه.. جاء إلي الوطن في صمت مطبق في تابوته ذلك لان الموت تماما مثل الحياة في بلادنا قد يأخذ شكل التجاهل تغربت في بلاد الفرنجة في بعثة دراسية ورويدا رويدا فقدت الفتاة العربية هويتها المرجعية دينيا واجتماعيا استسلمت تماما للعولمة المخزية غير عابئة بهويتها الأصلية شربت ما شاء لها الشرب وتحررت ما بدا لها الأمر وتجردت من حجابها... ظنته قهر وكانت بلا فخر لكل جديد تجرب مغامرة غير ناسية كانت تنعت قومها مفاخرة .هؤلاء الهمج.. الغجر حينما أخذت الصبية جرعة زائدة تساقطت متهاوية غامت عيناها تراخت يداها أحست تمشي الهوينا ثم باتت راحلة إلي عالم كل البشر لابد تمر ببابه ثم تدخله تركها فارا رجل كان معها ذات الليلة قبل أن تحقق الشرطة في الأمر وكان ذلك أيضا لأن الموت كان له رأي آخر تقدم أيها الموت بحكمتك الغامضة بمشيتك المهيبة وقصدك العنيد نعلمك تأخذ من يريد الحياة مفعما وتترك من منها قد مل وسلا وإننا نحترمك ونقدرك وخلافنا معك غير ذي موضوع ولا نحن ذو صفة للتنازع ولا نحن مؤهلون أساسا للترافع في قضية خاسرة ودوما نعلم أنك الأمر الذي قضي إذا فيه استفتينا ولا يفسد الحزن ولا الشجن للود قضية فكلنا في نهاية المطاف واقعون تحت طائلتك وسطوتك الخرافية فأنت الشئ الوحيد الحقيقي الصادق المتواضع في دنيانا الكاذبة الفانية المتعالية