للثقافة دورها الأساسى فى تقدم الشعوب، فالثقافة هى منارة العقول، ولكن مصر المليئة بالمثقفين الثقافة فيها ليس لها أى دور على أرض الواقع فهى فى عزلة عن المجتمع المصرى، ولعل إذا كان لها دورها الفعال حقا لما وصلت مصر لما هى فيه الآن ، وفى هذه المرحلة الخطيرة من تاريخ مصر لا يجب أن تقف الثقافة مكتوفة الأيدى أمام ما يحدث ، وانتظرت أن تتخذ الثقافة موقعها حتى قرر وزير الثقافة، الذى جاء بعد ثورة عظيمة قام بها الشعب المصرى ضد الظلاميين وجاء فى حكومة كان من المفترض أن تكون أقوى حكومة فى تاريخ مصر، عقد مؤتمرا صحفيا عالميا بالمجلس الأعلى للثقافة لتوصيل رسالة للعالم بحقيقة الأحداث منذ 30 يونيو وكشف حقيقة ما تتعرض له مصر من إرهاب على يد جماعة الإخوان المسلحون والجماعات المتطرفة... وكان من المفترض أن يحضره شخصيات مصرية عالمية سواء من فنانين أو كتاب أو مثقفين لمخاطبة الغرب. وجاء المؤتمر خاذلا لكل التوقعات وسيذكر التاريخ أن مؤتمر المثقفين عقد ليعرف الغرب الدور الخطير الذى لعبته إحدى الفنانات ضد الإرهاب رغم التهديدات التى جاءت لها وأنا بالطبع لا أقلل من شأنها وإنما ليس هذا وقتها وتجربتها تلك يمكن أن تتحدث عنها فى أحد البرامج . ولست فى مجال أن أتحدث عن سوء التنظيم وعدم ملائمة القاعة لعدد الحضور. ورغم تواجد بعض المثقفين لكن هل هؤلاء هم مثقفو مصر أين المفكرين وأين الكتاب وأين جهابذة الثقافة، أين عقول الوطن هل اختفوا فى ظروف غامضة أم اثروا الصمت حتى تستقر الأوضاع فيحددوا طريقهم ؟ أين الشرفاء منكم وأنا أعرف منهم الكثيرين لكن لماذا أنتم صامتون أمام ما يحدث متى ستقومون بدوركم تجاه هذا البلد وهذا الشعب إن لم يكن هذا هو الوقت الذى يجب ان تتحركوا فيه ..أن تتحدثوا فتضيئوا وجه الأمة .. أين أنتم لتعرفوا الغرب ما هى مصر التى يتحدث عنها الأغبياء منهم الذين لا يعرفون شيئا عن هذا البلد وشعبه الذى لا يقبل تدخلهم والذى لا ينحنى لأحد .. أين أنتم من بسطاء هذا الشعب متى ستتحرروا من قيود أبراجكم العالية؟ متى ستتوحدون مع الشعب إن لم يكن الآن فمتى ؟ أين الدور الذى يجب أن تلعبه وزارة الثقافة فى هذه المرحلة الخطيرة جدا من تاريخ مصر ؟ ماذا فعلتم بعد 30 يونيو وقد كنتم الشرارة الأولى لهذه الثورة لكن الشرارة تنطفئ مع شدة الريح يجب عليكم أن تقفوا أمام الريح حتى لا تنطفئ ثورتكم فأنتم ليسوا متفرجون أنتم مثقفون والتاريخ لن يغفر لكم...