تلك النسمة العابرة .. وقد لامستني بعد أن غمرت دناك .. وأدركت مناك.. ثم داعبت بلطف أحلامك .. تلك النسمة.. أحاطتك بعشق سافر.. بوله آسر.. تلك النسمة .. عادت لتطرق أبوابي .. لتفتح حجرات عذابي.. وتؤجج الأوجاع.. عادت على أجنحة الغمام.. وفي عيون الطير.. في هذيل الحمام.. عادت لتبحث عني.. لتدلف مني .. وقد اختارتني .. دونا عن بقية الأنام.. عادت تترنح.. بالألق .. بالبهاء تتسلح.. عادت منك إلي .. تبوح بالشوق .. ومن عيني.. تستبيح الهيام.. عادت بعد احتضانك .. وقد غدت قصيدا على لسانك.. واختطفت عن النجم كل الانوار.. فبعثرت السنا .. ذرا بين الأزهار.. واجتذبته ألقا.. يكلل الشموس والأقمار .. عادت لتراقص براعم الأشجار.. وهي تبوح لبعضها بعميق الأسرار.. تلك النسمة السارية بين أيامي ... عادت ... تتمسح بمحرابي... وقد أيقنت .. أن العشق أريق نداه... فانسكب ذرا على أبوابي... تلك النسمة العابرة إلي .. على أجنحة الطير... وعلى مسافات العمر... ظلت ..مقيمة ثاوية... تلك النسمة تهزمني.. تعيدني إلى أساي.. وقد أقسمت بالصدود.. وفتح أبواب التيه والشرود.. تلك النسمة اللبيبة... ردت إلي روحي... وقد كانت سليبة...