قصيدة ... تصرخ أشجار الزيتون

تصرخ أشجار الزيتون
تشكو من قهر الجلاد
تتجاوب أناتها
مع صرخات الزراع
لا مغيثون
ويحكم من عرب
خانعون مغيبون
من منكم اشترى؟؟؟
ومن باع ؟؟؟
من مزق الشراع ؟
فغرق الزورق
وردم الخندق
خندق الدفاع
تصرخ أشجار الزيتون
أين أهلي؟؟؟؟؟؟؟
فتسمع صوت الصدى
إنهم ضائعون
في المنافي والشتات
في الأزقة والحارات
هائمون لا يدرون
لأي وطن يلجأون
ما من سبيل
والممكن مستحيل
فلا الليل ليل
ولا النهار نهار
خراب ودمار
أحلام طفولة
مع القصف تنهار
وأرض في انتظار القرار
فما من حل
سوى الفرار
من حمم النار
هنا صهيوني
يشرع بندقيته
يترصد فريسته
ينتظر الأمر
ليبتدئ الغدر
وخلف الصورة
عصبة أشرار
وثلة أحرار
وتصرخ أشجار
أغيثوا الديار
أغيثوا الديار
ومآذن تناجى السماء
تجهش بالبكاء
يسكتها مدفع
فتهوى كما هوت
الأشجار
كل ما فوق أرضى مستباح
نسمات الهواء
تلونها الدماء
تغطيها الجراح
وتحت الثرى أموات أحياء
هم الأوفياء
يستصرخون عربا
ماتت نخوتهم
دفنت كرامتهم
ولكن سأبقى شجرة الزيتون
إن ذبحوني
أو اقتلعوني
فجذوري راسخة في الأعماق
ترى في الآفاق
ممتدة مع شرايين القلوب
تتوغل في كل الدروب