إليكم خواطري نحو العدد واحد وهو الأول في ترتيب الأعداد فالأول له مذاق مختلف عما يليه دائما فمثلا الطفل الأول يملأ الدنيا فرحا أهله يتابعون نموه بحدب فإذا ما أكمل عامه الأول اقيمت احتفال يشهده القاصي والداني بعيد ميلاده الأول فإذا كان الطفل ناقصا لسبب أو لأخر يختلف الوضع ويكون في النفس غصة وتتنازعها المشاعر شرقا و غربا فمن يرى أن الحمد لله و يأخذ بالأسباب و العلاج و من يري غير ذلك ولكل وجهة هو موليها . والثورة المصرية هي الثورة الأولي الثورة رقم واحد في العالم بل في تاريخ البشرية كلها التي اعتمدت احدث أساليب العصر والتكنولوجيا لتنفيذ خطواتها فأبهرت العالم و لأول مرة وحصريا علي الساحة المصرية يشاهد العالم القوة الناعمة للفيس بوك تتغلب علي القوة الغاشمة من جمال وخيل وقنابل مسيلة للدموع وأسلحة ذخيرتها مطاطي وخرطوش فلا المطاطي خلي الناس تطاطي ولا الخرطوش خلي الناس تلبس الطربوش عظيمة يا مصر وعظيم يا شعب مصر كل هذه العظمة للثورة المصرية و للشعب المصري تخطت بها معارك أثارها بعض من أبنائها بإخلاص أو بغير إخلاص فالله وحده يعلم بالسرائر ويعلم ما تخفي الصدور يأتي من يحاول البلبلة الدستور أولا أم الإنتخابات أولا فإذا ما تمت إنتخابات شهد العالم بنزاهتها قال قائل منهم سمعته بأذناي في أحد برامج التوك شو إن الديمقراطية لا تصنع بالصندوق هكذا والله قال . وغير ذلك الكثير حتى يكاد أن يخرج علينا أحدهم بطرح سؤال ينم عن جهل مطبق هل الوضوء أولا أم الصلاة ؟ وطبعا الإجابة علي هذا السؤال الصعب علي البعض الصلاة أولا ردا على غيهم و جهلهم ( و أنا أقصد الصلاة علي النبي صلي الله عليه وسلم فانه لايلزمها وضوء أساسا ) كفانا مضيعة للوقت ولمصالح الأوطان . إن ما أعلمه علم اليقين شيئا واحدا وقولا واحدا هي إن مصر رقم واحد ليعلم ذلك الجميع نختلف ونتفق ولكن نضع نصب أعيننا جميعا إن مصر رقم واحد ننأى بها بعيدا عن مصالح حزبية ضيقة أو أهواء شخصية بعيدا عن اتهامات بتخوين أو تمويل أو تسفيه للرأي الأخر . والقضيته رقم واحد اليوم لكل المصريين هي أن نجعل مصر رقم واحد في العالم شعبا و وطنا و تعليما وزراعة و صناعة و تجارة و إقتصادا وما ذلك على الله بعزيز متى توحدت الأمة وصدقت النية و شمرت الهمة عن ساعدها هل لمصر من رجل يعيد لها مجدها وهيبتها ويعلى كلمتها وهذا لن يحدث ما لم يكن هناك رقم واحد من بين أبناءها في مجاله وهم كثر والحمد لله فقد ولي عهد كانت توصم مصر ظلما وبهتانا من كتاب باعوا أقلامهم للسلطان بقولهم إن مصر لم تلد غير قائد واحد عبقري زمانه يدلي بدلوة في كل صغيرة وكبيرة فكل الأعمال تتم بتوجيهات سيادة الرئيس رقم واحد . وخواطري مع العدد واحد لا تنتهي فمنذ بدء الخليقة هناك في الجنة ظهر العدو رقم واحد لأبو البشر آدم عليه السلام انه ابليس اللعين . و كان هناك أمر من رب العزة لأدم وزوجه بالسكن في الجنة والأكل منها رغدا مع عدم الاقتراب من شجره واحدة في الجنة هنا بدا الشيطان عمله حتى نسي آدم وزوجه . وكانت هذه هي المعصية رقم واحد لآدم وزوجه تبعتها التوبة رقم واحد برحمة من الله . ثم تعال معي نتأمل خلق الله في أنفسنا لك لسان واحد وأذنان لتسمع أكثر مما تتكلم.. فما بالنا اليوم صار لكل منا لسانان بل أكثر وأذن واحدة نكاد نصمها فلا نستمع لصوت عقل يرجح كفة الوطن مقابل كفة شخص مهما علا وصار الكلام صنعة من لا صنعة له فأرغى و أزبد فيما يفقه و فيما لايفقه إلا من عصم ربك . ولكن في مجلس العلم يكون هناك المعلم واحد يتكلم بما علمه الله وفتح عليه ويعلم المتعلمين ما ينفعهم ويفتح لهم أفاق المعرفة وعندما نجلس لمعلم نكن أذنا صاغية وعينا مبصره وقلبا واعيا فهذا سبيل من يريد الخير لنفسه و لوطنه . [email protected]