هذا اليوم الموافق 11/3/1978 انطلقت عملية الشهيد كمال عدوان من قاعدتها البحرية على شاطىء لبنان الجنوبي متوجهة الى فلسطينالمحتلة وكانت العملية ...انطلقت في اجواء الانقسام العربي الذي احدثته زيارة الرئيس السادات للقدس و خطابه في الكنيست الاسرائيلي و كان الهدف السياسي الرئيسس للعملية هي الرد على تلك الخطوات الغير مسبوقة في تاريخ الصراع العربي الاسرائيلي اما الهدف الاخر هو رفع الروح المعنوية للامة العربية و الاسلامية وشعبنا بعد الصدمة التي احدثتها الزيارة. خليل الوزير ابو جهاد و التحضيرات للعملية اولآ اختار خليل الوزير ابو جهاد مجموعات مميزة من المقاتلين الذين يتمتعون باندفاع ذاتي فى القتال و لديهم انتماء وطني لا حدود له و ويغطي ذلك كله روح معنوية متدفقة و كان كل ذلك متوفرآ في اعضاء المجموعة . ثانيآ خطة التنفيذ السفينة الطعم و يقودها الشهيد ( خضر). السفينة الام و على متنها المجموعة و يتولى عملية الانزال و المتابعة بهاء (العميد بهاء ). أ. السفينة الطعم : لقد قام الشهيد ابو جهاد بتحضير سفينة ذات حمولة متوسطة حتى تبدو في عرض البحر سفينة تجارية . و كانت السفينة الاولى و التى تحمل معدات الانزال من الزوارق الى جانب المحركات الخاصة بها و هي من نوع زودياك على ان تنطلق السفينة في عرض البحر و تمر يأتجاه ساحل فلسطين الشمالي ثم تنحرف بأتجاه الغرب لتلفت انتباه الدوريات البحرية الاسرائيلية و الرادارات الخاصة بذلك و تحركت في اليوم الاول و عادت و كانت الاتصالات بين الشهيد (خضر) و هو محمد زيدان ابو قاسم و بين ابو جهاد تتم على الهواء مباشرة بقصد الالتقاط و مطاردة السفينة لكن ذلك لم يحدث و عادت السفينة لمكان انطلاقتها و في اليوم التالى كرر ابو جهاد انطلاقتها و كان على الشاطيء و برفقته قائد القوة البحرية الفلسطينية الشهيد عبد الله امين , ووصلت السفينة و على متنها الشهيد (خضر ) وواصلت تقدمها بأتجاه مياه فلسطينالمحتلة في جزئها الشمالي و تواصل الحديث بين ابو جهاد و خضر و اكتشفت البحرية الاسرائيلية السفينة الطعم و طاردتها و هي عائدة الى شاطيء لبنان الجنوبي فامر ابو جهاد (خضر)ان يتوجه بأتجاه خط جزيرة قبرص و فعلا أخذت السفينة في الابتعاد عن شاطيء لبنان و الزوارق الاسرائيلية تلاحقها و ابو جهاد ومن معه يراقبون المشهد الى ان اختفت عن الانظار في هذه اللحظات جاء دور السفينة الام . السفينة الام. امر ابو جهاد السفينة التي تحمل المجموعة بالتحرك بالسرعة الممكنة لآن الدوريات البحرية الاسرائيلية تطارد السفينة الطعم للتأكد انها سفينة تجارية في وضع طبيعي ام لا , و نجحت الخطة و استمرت السفينة في اندفاعها بأتجاه هدفها و كانت المجموعة تردد اناشيد الثورة الفلسطينية و تدعو لرفيقهم الشهيد (خضر) بأن يرعاه الله و يوفقه في رحلته التي كانوا يتابعونها قبل الانطلاقة , ووصلت السفينة الام الى المكان المحدد في مواجهة الهدف وسط امواج عالية و بسرعة المحركات اليابانية السريعة كانت زوارق الزودياك التي تحمل المجموعة قد وصلت الى الشاطيء الفلسطيني المحتل , و استمرت السفينة التي يقودها بهاء في خط سيرها البحري في عمق المياه الدولية بأتجاه الشواطيء الليبية ووصلت المجموعة الى الطريق الساحلي و بدأت عملها بقطع طريق يافا تل أبيب و اوقفت الحافلة الاولى و الثانية و كانت المجموعة تطلق النار على كل محاولات المطاردة الاسرائيلية التى كانت تقيم الحواجز بهدف ايقاف الحافلات و لكن دون جدوى الى ان وضع على الطريق العام حاجز امني مجهز بقوة نيران عالية حيث اخذ قرار اسرائيلي بقتل المجموعة و التضحية بالركاب و دارت معركة شرسة كانت فيها مجموعة الشهيد كمال عدوان التي اشتهرت بأسم دلال المغربي تقاتل و جهآ الى وجه مع قوة اسرائيلية يقودها إيهود باراك و بعد قتال عرفه العالم اجمع و تابعه لحظة بالحظة انتهت العملية بمقتل عدد كبير من الجنود الاسرائيلين و جرح اعداد كبيرة من ركاب الحافلات و استشهد غالبية المجموعة و هم دلال سعيد المغربي ,محمود على أبو منيف ,أبو الزمر,حسين مراد , محمد حسين الشمري خالد عبد الفتاح , محمد محمود مسامح , عامر احمد عامرية , محمد راعي الشرعان الاسير : حسين فياض , الاسير: خالد محمد ابراهيم و نجحت المجموعة في بناء دولة فلسطينية مستقلة مقاتلة على شاطئنا و ضميرنا و عادت السفينة الطعم و كذالك السفينة الام و عاد معها كاسيت يسجل الاناشيد التي كانت ترددها المجموعة في طريقها الى فلسطين مع اطيب التمنيات الى زميلهم خضر و هذا النجاح للمجموعة في تلك الايام قد حفز قواتنا للاستعداد لماهو قادم حيث كانت العملية تشكل اعلى درجات الاستفزاز و الاهانة للجيش الاسرائيلي حيث مهدت الى رد فعل كبير و هو الحرب الخامسة و التى عرفت بحرب الليطاني. الشهيد عبد الله امين الجندي المجهول للعملية . الشهيد عبد الله امين هو قائد القوة البحرية الفلسطينية و كان قد تسلم مهامه في قيادتها قبل العملية ببضعة اشهر ووقف ينظر لصفاء البحر و سكونه يتأمل ماحدث بالامس و كيف انطلقت احدي موجات العاصفة و فيها دلال فخر المرأة الفلسطينية التى نضعها اوسمة على صدور الابطال اليست هي حامية نارنا الفلسطينية الدائمة ؟ . و كان عبد الله امين يقف على الشاطيء بين الفرح بالنجاح و الحزن على الشهداء و لم يكن يعلم ماذا ينتظره حتي فاجئه الطيران الاسرائيلي بغارة على الموقع جعلت جسده و دمه يغطي المكان لتعانق روحه ارواح شهداء عملية الشهيد كمال عدوان. تحية الى ارواح الشهداء في يومهم المميز يوم الشهيدة دلال مغربي و رفاقها . تحية الى الشهيد عبد الله امين قائد البحرية الفلسطينية و الذي اكمل المجموعة بأستشهاده تحية الى الشهيد قائد السفينة الطعم محمد زيدان عبد العزيز ابو قاسم (خضر) تحية الى روح امير الشهداء خليل الوزير في ذكرى عملية البطولة و المجد