كلّ عام أنت حبيبتي وحبّيَ الأبديّ في أحلى زمن عشقيّ نلهو فيه مثل الصبية ونلعب... حبيبتي؛ لا تفارقيني قبل أن تصادقي على عقد حبّنا المختوم على قلبينا , لا تبرحيني قبل أن تعيدي إليّ ما أخذتيه منّي, لا تتركيني قبل أن تؤويني إلى الميتَم... أهان عليكِ حبّنا الفطيم الذي قُدّر له أن يُيَتّم في حياتنا قبل أن نقبض, أم هانت عليكِ سنوات عمرنا التي أهدرناها في صحراء ماؤها غور لا يشرب... كلّ عام أنتِ حبيبتي وحبّيَ الأبديّ في أحلى زمن عشقي نلهو فيه مثل الصّبية ونلعب... حبيبتي؛ أريدك إلى جانبي, تطفئين أول شمعة ميلاد تأججت نارها في صدري, تقتلعين رصاصة خلعت فؤادي واخترقت سويداء قلبي, تضمدين جراحي التي نقشتها رواسب حبّك في خريطة جسدي... إيماني بكِ جعلني أكفر بزمن العشّاق الأُوَّل, جعلني أعيد كتابة التّاريخ وأنقّب في ذكرياتي, وأوقف ساعتي عند بداية غزو جيوشك لي وأسري... ولولا اعتقادي وإيماني لكنت أنتِ عقيدتي وإيماني, كلّ عام أنتِ حبيبتي وحبّيَ الأبديّ في أحلى زمن عشقي نلهو فيه مثل الصّبية ونلعب... حبيبتي؛ بعدك أنتِ؛ جفّت الكؤوس التي منها ارتشفنا حتى ارتوينا, أوصدت المعابد التي فيها مارسنا طقوس حبّنا واعتكفنا وصلينا, عقمت الأرحام التي منها أتينا... لم يبق إلا قلمي الذي لا يزال يكتب تاريخ ميلادنا, في عام أفل فيه القمر وغاب عن الموعد, كلّ عام أنتِ حبيبتي وحبّيَ الأبديّ في أحلى زمن عشقي نلهو فيه مثل الصّبية ونلعب... كلّ عام أنتِ حبيبتي...