استنكرت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، اليوم، استدعاء إدارة جامعة “سنار" لشرطة مكافحة الشغب لفض مظاهرات طلاب كلية الهندسة بالجامعة التي خرجت ي وم السبت 10 نوفمبر 2012 على خلفية قيام إدارة الجامعة بإجبارهم على دفع الرسوم الدراسية المعفيين منها أصلًا. كانت إدارة جامعة “سنار" بدارفور قد استدعت قوات مكافحة الشغب لفض التظاهرات السلمية التي خرج فيها طلاب كلية الهندسة بالجامعة، احتجاجا على مطالبة الجامعة لأبناء دارفور بدفع الرسوم الدراسية، مما يشكل خرقًا واضحا لاتفاقيات سلام دارفور وتوجيهات رئيس الجمهورية القاضية بإعفاء أبناء دارفور من الرسوم الدراسية، مما أدي إلى هذه التظاهرات التي انطلقت عقب دخول طلاب المستوى الثالث بكلية الهندسة المدنية للامتحان. جدير بالذكر، أنها لم تكن المرة الأولى التي تصدر فيها إدارة الجامعة قرارات تعسفية دون مراعاة للطلاب الأمر الذي تسبب من قبل في خروج طلاب هذه الجامعة في تظاهرات احتجاجا على قراراتها التعسفية خلال أقل من أربعة شهور. وحذرت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان السلطات السودانية وإدارة جامعة سنار من قمع الحريات الأساسية لا سيما حرية الرأي والتعبير من خلال التصدي للمظاهرات الطلابية بالعنف والقوة واستدعاء قوات مكافحة الشغب لتفريق المظاهرة بالقوة. كما دعت الشبكة العربية السلطات السودانية إلى ضرورة فتح تحقيق فوري في هذه الانتهاكات التي أصابت الطلاب أثناء التظاهرة السلمية التي نظموها، ومعرفة المتورطين في ذلك من قوات مكافحة الشغب ومن إدارة الجامعة التي لم تلق بالا إلى الاتفاقات المبرمة وسارعت باستخدام العنف لقمع حرية الطلاب وحقهم في التعبير عن رأيهم، وتقديمهم للقضاء لمحاسبتهم. =================================== الأردن: قمع أمني عنيف لتظاهرات احتجاجية ضد قرارات رفع الدعم عن المحروقات أدانت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، اليوم، بشدة استخدام قوات الأمن الأردني العنف المفرط لتفريق المتظاهرين والمعتصمين في العاصمة عمان والعديد من مدن المملكة، مما أسفر عن إيقاع عدد كبير من الإصابات بعضها بالرصاص الحي. وكانت الحكومة الأردنية قد أعلنت بالأمس عن قرار برفع الدعم عن المحروقات، وشمل ذلك رفع سعر الغاز المنزلي بنسبة 55% وأسعار السولار والبنزين بنسب 25% و12% على التوالي، مما أدى إلى اندلاع مظاهرات غاضبة احتجاجا على القرارات التي تمس بشكل مباشر حياة المواطنين ومستوى معيشتهم. وشهد ميدان جمال عبد الناصر في قلب العاصمة الأردنية عمان، أبرز هذه المظاهرات فتجمع في الميدان آلاف المواطنين الغاضبين في مواجهة مبنى وزارة الداخلية الأردنية. وشهدت العديد من مدن ومحافظات المملكة مظاهرات مماثلة من الرمثا في الشمال وحتى معان في الجنوب مرورا بإربد والكرك وغيرها. واستمرت هذه التظاهرات منذ مساء الأمس وحتى الساعات الأولى من صباح اليوم. وقد واجهت قوات الأمن الأردنية المظاهرات الغاضبة بعنف مفرط مستخدمة القنابل المسيلة للدموع والأسلحة النارية مما أدى إلى سقوط العديد من المصابين بعضهم كانت إصابته بالرصاص الحى، كما لجأت قوات الأمن إلى اعتقال عدد غير محدد من المتظاهرين، وتشير أنباء إلى امتداد حملة الاعتقالات إلى ناشطين من الحراكات المعارضة في مختلف أنحاء الأردن. وطالبت الشبكة العربية السلطات الأردنية بوقف التدخل العنيف من قبل قوات الأمن في مواجهة التظاهرات السلمية واحتواء أي أعمال شغب بالوسائل التي ينص عليها القانون، كما طالبتها بالإفراج فورا عن المعتقلين من المتظاهرين السلميين. وقالت الشبكة “إن محاولة فرض قرارات تمس بمصالح المواطنين بواسطة القمع الشرطي لاحتجاجاتهم، هي وصفة كارثية أثبتت فشلها الذريع في عديد من الأمثلة في المنطقة وخارجها، وينبغي للسلطات الأردنية أن تلجأ إلى حوار مجتمعي موسع يتيح التوصل إلى مسار توافقي يقبله الشعب للتعامل مع مشكلات المملكة الاقتصادية". وأضافت الشبكة “إن استهداف النشطاء السياسيين من المعارضين بحملات الاعتقالات ومحاولة تحميلهم مسؤولية اندلاع المظاهرات هو دفن للرؤوس في الرمال ولن يجدى في وقف الغضب الشعبي الذي يعود في الأساس إلى تجاهل الحكومة لمصالح البسطاء من مواطنيها عند اتخاذها لقراراتها الأخيرة، فضلا بالطبع عن كونه تمادٍ في انتهاك الحريات الأساسية لهؤلاء النشطاء في مخالفة صريحة للدستور الأردني وكافة المواثيق الحقوقية الدولية الملزمة للمملكة".