في إطار سلسلة اللقاءات التي أقوم بها بقصد اتاحة الفرصة امام المهتمين بالشان الثقافي والابداعي والكتابة الادبية بشكل عام والذين قد يعانون من ضائلة المعلومات الشخصية عن اصحاب الابداعات الثقافيةعبر انحاء الوطن العربي الكبير،لذلك فان اللقاءات بهم والحوار معهم يتيح للجميع التعرف عليهم من قرب والتواصل معهم مستقبلا ويأتي هذا اللقاء رقم ( 163 ) ضمن نفس المسار وفي ما يلي نص الحوار س 1- من هي بهية مولاي سعيد ،السيرة الذاتية ونبذه عنها؟ اسمي بهية المعتضد بالله، مولاي سعيد اسم والدي رحمه الله من مواليد فاتح أكتوبر 1975 بمدينة مراكش بالمغرب حاصلة على بكالوريوس لغة عربية وادابها تخصص نقد وكذا تكوين مهني لتدريس الفلسفة، واشتغل حاليا أستاذة فلسفة كما انني ام لنور 22 سنة وصلاح 19 سنة س 2- عن ماذا تدور أغلب قصائدكِ ؟ والله الكتابة بالنسبة لي حاجة ملحة لأنها كالبلسم الشافي، فهي وسيلتي لتخفيف من وطأة الحياة واكيد ان مضمون بوحي غالبا ما سيعبر عن معاناتي كأمرأة مستقلة في مجتمع شرقي أقوى صفاته انه ذكوري، وكوني كذلك مطلقة عليها مسؤولية أبناء وعمل وبيت إضافة إلى الجانب الابداعي الذي احرس ان يبقى نابضا في رغم العراقيل والاكراهات س 3 – هل لنا أن نعرف أقرب قصائدك إلى قلبك؟اكتبي لنا جزءا منها؟ لا اخفيك استاذ صابر انه من الصعب أن أميز قصيدة عن أخرى لان كل واحدة كتبت تحت ظرف نفسي او انساني أثر في وبالتالي فكل ما اكتب هو عزيز على قلبي لانه يمثلني شيء يشبهني ....... لا شيء يشبهني غير وردة تسللت من هامش جدار مبلل غير قمر شق الغيم ليضيء ليل العاشقين لا شيء يشبهني غير ابتسامة غيرت ملامح وجه حزين غير شمس اختلست الشروق في صباح ثلجي لا شيء بشبهني غير لحن ينتظر نوتته الاخيرة غير قصيدة تعسرت بين انامل شاعر لاشيء يشبهني غير قلب نزف الما ولازال ينبض باخلاص غير وعد تاه بين دروب الانتظار لا شيء يشبهني ......... س 4 – أنتي عضوه في العديد من المنتديات الثقافية والادبية ولكي موقع خاص باسمك – فهل استطاعت الشبكة العنكبوتية تقديم الانتشار والتواصل المستهدف بين الاديب والمتلقي ؟ سؤال جدا مهم لان العالم الأزرق فضاء حر ومطلق يجمع فئات متعددة من الشخصيات والخلفيات الفكرية وانا من خلال مشاركتي فيه منذ سنين لاحظت تغييرات ارتبطت باتساع الفئة المنخرطة في هذا الفضاء حيث أن الحرية الموجودة استغلت غالبا بطريقة عشوائية مما نتج عنه خلط بين الحابل والنابل لكن لا انفي ابدا ان بفضل صفحتي الفيسبوكية أصبح لي اسم معروف في مختلف الاقطار العربية خصوصا مصر الحبيبة والعراق الغالي حيث وجدت تشجيع والاهتمام من طرف شعراء وشاعرات لهم شأن في هذا المجال كما اتاح لي فرصة المشاركة في صفحات وجرائد إلكترونية وورقية ولا أنسى ابدا مقالاتي التي كانت تنشر في ركن المرأة على مجلة نجوم الصادرة باللغة العربية في سيدني باستراليا وكذا مجموعة من الدراسات النقدية التي تناول فيها بعض النقاد قصائدي وأخص بالذكر هنا استاذ علاء حمد الذي ادرج قصيدة لي ودراستها النقدية في ديوان مشترك يضم شعراء من الوطن العربي كل هذا كان سيكون مستحيلا لولا هذا الفضاء الأزرق https://web.facebook.com/bahia.moulaysaid س 5 – كيف كان شعورك وانت تكتبين وتلقين قصيدتك لأول مرة في عرضها وتواجهين الجمهور وجها لوجه ؟ الالقاء أمام الحضور له رهبته واكيد ان ارتعاشة الخوف سيقشعر لها البدن لكن بعد اول كلمة تندمجين في النص وتتقمصك نفس المشاعر التي أنجبت القصيدة لتكوني اكثر اقناعا لتصل القصيدة إلى قلب المتلقي وكأنك تصفين مشهدا اوحاله تأخذ المتلقي من مستمع إلى مشارك في حالة القصيدة س 6 – دائما حضرتك على قلق، عاشقة للقلم والابداع ومغامرات التجريب فكل عمل يختلف عن سابقه شكلا ومضمونا وصياغة ومناخات فمن اين لكم تلك الروح ؟ في نظري اي مبدع في اي مجال لزاما عليه أن يطلق العنان لنفسه وان يتخلى عن تقييدها باي شكل من الأشكال فالنحلة تقتاح من رحيق ازهار مختلفة لتنتج في آخر المطاف مادة واحدة وهي العسل المبدع كذلك يجب أن يكون منفتحا او بتعبير أدق ان يكون انسان ليعيش جميع الحالات التي تخص الانسانية وان لا يقيدها في موضوع واحد أو شكل واحد فالروح تتجدد بالحرية والانفتاح على الآخر دون تحيز او عنصرية او نظرة دونية س 7 – لنتوقف قليلا عن الأسئلة ودعينا ننصت إلي قصائد مختارة من كتاباتك ؟ حيرة ...... كل الدروب أمامي اختفت لا خريطة ولا بوصلة غير صرير ريح التيه تعزف ألحانه الباكية هنا أضعت الخطى مشيت.... وما كان لمشيي اثر السماء من فوقي تحرس جسدي العاري من الامل والأرض من تحتي تغني لأقدامي الحافية قلبي شمعة تصارع الانطفاء والطريق مظلم طويل بنواجدي المهترئة اعض على ما تبقى لي من زاد الصبر ولا ادري هل سيكفي لرحلتي ام اني سأستسلم لاعود اجر اذيال هزيمتي إلى نقطة انطلاقي ........ كل ما لدينا ...... طريق العمر منعرجات قاتلة نتشبت بفتات الارض أظافرنا مغروسة في حافات واهية حب وامل كل مالدينا تقودنا الدروب إلى قبلة النهاية ومازلنا نتنسك ندعو بطول عمر يتساقط كحبات برد على صحراء قاحلة يشدو الحنين بالبدايات طفولة بريئة قلب خال من الهم اي ذنب اقترفنا غير صرخة لفظناها عنوة عندما غادرنا مسكن الأمان ومازال صراخنا يعلو لن نصمت آهات السنين تنوح لا إرث لنا غير البكاء وبعض ابتسامات سرقناها من خزينة الايام نستدفئ بها من صقيع الالم ...... س 8- تجربة جميلة هي الكتابة الادبية وخصوصا في مجال الشعر ، فهل كانت تجربتك هي رحلة البحث عن الذات؟ أم هو الإبداع بإلحاح لحظة الكتابة ؟ تجربتي مع الكتابة كانت احتياج إلى ما يعبر عن ذاتي من اهتمامات وهموم ورغبات واحلام وهذا اكيد لن يتأتى ان لم تكن لديك موهبة وقدرة على الإبداع لترجمة المشاعر التي تسيطر عليك في حالة الابداع س 9: ما هي مشاكل الكاتبه المغربية ؟ وما هي العاراقيل التي تواجهها في التواصل مع القارئ العربي ؟ الكاتبة المغربية لا تختلف معاناتها عن أي مبدعة في الوطن العربي وأهم نقطة ممكن مناقشتها هنا هي التمييز فدائما المرأة محط أنظار وتعليقات قد تصل إلى درجة السخرية خصوصا اذا تناولت غرضا من أغراض الشعر الذي يعتقد الرجل انه من اختصاصه كالغزل مثلا فقليلا ما نجد شاعرة جريئة تبوح بابيات غزل ولكم ومضة في هذا الشأن " كل مسكر حرام الا شفتيك فهما حلال حلال" س 10- طبيعة كونك أم مسئولة عن أسرة – هل أضافت لك شيء كشاعرة ؟ اكيد فالتجربة الحياتية هي زاد الإبداع وكوني أمارس مجموعة من الأدوار في حياتي اليومية كأمرأة اولا ومطلقة ثانيا وكذا ام واستاذة وابنة واخت كل هذا الكوكتيل يمتزج مع شخصيتي كبهية الانسانة وهذا ما يخلق الاختلاف في الإبداع س 11-المشهد الشعري في المغرب الآن – كيف هو ؟ المشهد الشعري في المغرب يرتكز على العموم على التفيء او بمعنى أصح على النخبوية فاللقاءات الشعرية والمهرجانات تقتصر على الوجوه المعروفة والمشهورة او المنتجة للدواوين الكثيرة لذلك نجد ان خلف ستار التهميش هناك مجموعة من المظلومين ابداعيا س 12-مشروعك المستقبلي – كيف تحلمي بة – وما هو الحلم الادبي الذى تصبو الي تحقيقة ؟ بالنسبة لمشروع المستقبلي فيتمثل في تهيء ديوان لقصائدي ليبقى شاهدا على تجربتي الانسانية أما حلمي الأدبي فهو إعادة الاعتبار للمبدع والابداع لان المبدع هو إنسان يعاني في مجتمعنا العربي والابداع يفتقد للقيمة التي يستحق س 13:- ارجو الا اكون قد ارهقتك بالاسئلة ؟واخيرا ما الكلمة التي تحب ان تقولها في ختام هذة المقابلة ؟ كلمتي الاخيرة شكر وامتنان لك الاديب المصري د.صابرحجازي لمنحي فرصة التعريف عن نفسي ومشاركة كلماتي مع القراء وكذا أمنية ان يتقبلني القارئ كما انا دون تصنع او بهرجة واني كنت خفيفة الحضور شكرا جزيلا على هذه الفرصة .. ———— الكاتب والشاعر والقاص المصري د.صابر حجازي http://ar-ar.facebook.com/SaberHegazi – ينشر إنتاجه منذ عام 1983 في العديد من الجرائد والمجلاّت والمواقع العربيّة * اذيعت قصائدة ولقاءتة في شبكة الاذاعة المصرية * نشرت اعماله في معظم الدوريات الادبية في العالم العربي – ترجمت بعض قصائده الي الانجليزية والفرنسية – حصل علي العديد من الجوائز والاوسمه في الشعر والكتابة الادبية -عمل العديد من اللقاءات وألاحاديث الصحفية ونشرت في الصحف والمواقع والمنتديات المتخصصة