"قصائد منتخبة من التركية والفارسية والأوردية" .. هو عنوان الكتاب الجديد للفنان والناقد التشكيلى الدكتور ياسر منجى ، ويعد من أوائل تجاربه المنشورة في مجال ترجمة الشعر، والتجربة الثانية في مجال نقده (التجربة الأولى كانت دراسة في نقد الشعر التفاعلي، من خلال نموذج الشاعر العراقي المعاصر "مشتاق عباس معن"، صدرت عام 2009 عن مطبعة "الزوراء" بمدينة "كربلاء" بالعراق، وهي من محفوظات دار الكتب والوثائق العراقية. منجى قال : كتاب "قصائد منتخبة من التركية والفارسية والأوردية" يشتمل على دراسة اجتهدتُ فيها لتحليل وتأريخ ونقد إبداعات مجموعة منتقاة من أبرز شعراء اللغات الثلاث، مع توضيح علاقة كل منهم بالأدب العربي، وأثرهم على حركة الشعر الشرقي كلٌ في عصره، إضافة لترجمتي العربية لنخبة من أروع قصائدهم. ومن شعراء الأوردية الذين وردت أعمالهم بالكتاب كل من: "ميرزا أسعد الله خان" (غالب الدهلوي)، و"خواجة مير درد"، و"محمد إقبال"، و"جاويد أخطر"، ومن شعراء الفارسية: "سنائي الغزنوي"، و"فريد الدين العطار"، و"فروغ فرخزاد"، و"برفين اعتصامي"، ومن شعراء التركية: "محمد فضولي"، و"توفيق فكرت"، و "خالدة أديب"، و"ناظم حكمت". جديرٌ بالذكر أن الترجمات العربية للشعر من اللغتين التركية والفارسية قليلة، قياساً على ترجماته عن اللغات الأخرى، وتكاد تصل حد النُدرة في ترجمته عن الأوردية. ومن أبرز من ترجموا عن اللغات المذكورة أعمالاً حظيت بالشهرة والتقدير في المكتبة العربية، كل من: الدكتور "عبد الوهاب عزام"، والشاعر "أحمد رامي"، والدكتور "إبراهيم الدسوقي شتا". ومن نماذج القصائد الواردة بكتاب "قصائد منتخبة من التركية والفارسية والأوردية"، قصيدة "أين هذا الذي وصلنا إليه؟!"، التي ترجمتُها عن اللغة "الأوردية"، وهي قصيدة من نَظْم الشاعر الهندي "جاويد أخطر" (من مواليد عام 1945): في وحدتي عادةً ما تحاورني نفسي، تُرى، ماذا كان ليحدث في وجودكِ؟ أكنتِ ستقولين هذا، أم كنتِ ستقولين ذا؟ أكنتِ ستنزعجين لسماع هذا، أم كنتِ لتضحكين لسماع ذاك؟ هل كان الأمر ليتم على هذا النحو؟ أم تراه كان ليسير على نحوٍ آخر؟ في وحدتي عادة ما تحاورني نفسي ها قد أتى الليل، وما أظنه إلا شَعركِ وقد انسدل هل هذا وميض القمر أم شعاع عينيك يحتضن ليلتي؟ بل، هل هذا القمر ذاته، أم هو سوار معصمك؟ وهل هذه النجوم، أم شالٌ يحيط كتفيك؟ هل هذه الرياح، أم عبير يهب من بين أحضانك؟ حفيف أوراق الشجر يخبرني أنكِ همست بشيء فهدَّأْتُ من روعي عندئذ لأنني أدركت من فوري أنكِ لستِ هنا، ولا حتى قريباً من هنا لكن قلبي ظل يؤكد لي أنكِ لا بد هنا، أو في مكان ما بالقرب من هنا مستحيل أن تكوني هنا وفي الوقت ذاته هناك!! أفي ليلة واحدة وحيدة، تُراكِ موجودة هنا، وهناك أيضاً؟! أمور يصعب حصرها تنتظر البوح بها، ولكن، لمن أقولها؟ حتى متى يمكنني البقاء صامتاً أستجدي الصبر؟ قلبي يحدثني بأنني يجب أن أجتاز كل التقاليد المتبعة في هذا العالم، بأن أهدِم الجدار الفاصل بيننا اليوم لماذا علينا أن نكتم ذلك في قلبينا؟ فلنُعلنه على الملأ! نعم، نحن نحب، وإننا لفي غمار الحب... هو الحب! والآن، باتت الخواطر ذاتها التي تملأ قلبي، تجوس حولي هنا، وتتجسد عندكِ أيضاً.