وهو البابا الثامن والثلاثين في سلسلة الباباوية التى بدأت بمؤسس الكنيسة القبطية القديس مرقص. ولد في قرية برشوط ( كفر مساعد التابعة لايتاى البارود ) بالبحيرة، لعائلة اشتهرت بالغنى والنفوذ , أحب الحياة الرهبانية فالتحق بأحد الأديرة الواقعة في منطقة الإسكندرية. ليتتلمذ على يديْ ناسك شيخ يدعى ثيوناس حيث أصبح راهبا وكاهنا. …. في عام 623 ميلادية انتخب لمنصب البابوية، أي بعد عام من هجرة الرسول الأعظم، صلى الله عليه وسلم، من مكة إلى المدينة معاصرا الرسول وخلفاءه أبو بكر وعمر وعثمان وعلي ومعاوية، وامتدت به الحياة بحيث بقي على الكرسي البابوي لمدة تسعة وثلاثين عاما . في مصر تعرضت الاديرة للتخريب والتدمير منذ خضوعها للاحتلال الفارسى وتكرر ذلك عندما خضعت مصر للاحتلال البيزنطى والذين حكموا مصر بقبضة حديدية وبخاصة بعد ان اختار الإمبراطور البيزنطي هرقل ( المقوقس ) ليكون واليا عليها والذى امعن في ايذاء الأقباط ومنهم مينا شقيق بنيامين الذى عذبه وقتله امام عينيه مدمرا للكثير من الاديرة وامام كل هذه الظروف اضطر بنيامين الى الهرب للصحراء فعاش متخفيا فيها لمدة ثلاثة عشر عاما . وكتب بنيامين الأول بيانا قبل هروبه، تم توزيعه على سائر الأساقفة ورؤساء الأديرة في مصر، ودعاهم فيه إلى الفرار والاختفاء مثله، فحدث هروب جماعي لزعماء الأقباط الروحيين لتصمت أجراس الكنائس صمتا طويلا . عندما دخل الصحابى الجليل عمرو بن العاص مصر فاتحا لها ناشرا الاسلام فى ربوعها عام 640 م كان اول عمل قام به بعد استقرار الأوضاع الداخليَّة؛ الإعلان بين الناس جميعًا أنَّ لا إكراه في الدين، وأنَّ حُريَّة العقيدة أمرٌ مُقدَّس، فلن يُتعرَّض لِأحدٍ في حُريَّته أو في ماله بسبب دينه أو مذهبه . وعندما سمع عمرو بن العاص بأمر البابا الهارب في الصحراء أرسل كتابا وزع في أرجاء مصر، قال فيه : “الموضع الذي فيه بنيامين، بطريرك النصارى القبط، له العهد والأمان والسلام، فليحضر آمنا مطمئنا ليدبر شعبه وكنائسه” وما إن وصلت أخبار عهد الأمان إلى “الأنبا بنيامين”، حتى عاد إلى الإسكندرية وإلى منصبه البابوي، ومعه عاد القساوسة إلى أديرتهم، فقاموا بترميمها وإصلاح ما عبث فيها من خراب البيزنطيين.لتدق اجراس الكنائس من جديد ………… فاتح عظيم وراهب ناسك ذو سيرة عطرة اميمه حسين