رغم مساحتها السكنية الصغيرة وعدد سكانها المقيمين فيها والقليل نسبيا، ورغم بعدها عن مراكز المدن الرئيسة قلقيلية وطولكرم، إلا أن جيوس كانت من البلدات المتميزة بالتزامها بالاجراءات التي اتخذها مجلس وزراء السلطة الفلسطينية بخصوص مواجهة هذا الابتلاء والبلاء والذي عرف بإسم فايروس الكورونا، وقبل اتخاذ قرار منع التجوال بادرت بلدية جيوس بتوجيه نداء للمواطنين لدعم الاسر المحتاجة من خلال التبرعات المادية والعينية وقالت في بيانها: (نناشدكم أن تتكاتف الأيدي وتكونوا عونا لنا لمساعدة اخوة لكم وأسر كريمة تعاني من قلة اليد ومحدودية الدخل ممن تعففوا عن السؤال أو ضاقت بهم الأحوال فليس لهم ملاذ بعد الله سواكم . نداء نطلقه لكل مواطن وخاصة أصحاب المحال التجارية ومن فتح الله عليهم من رزقه.تبرعوا بالمال او ما تجدوه من مواد تموينية فقليل من اللقم تدفع عنكم كثير من النقم)، وحسب حدود معلوماتي أن أصحاب الخير لم يقصروا بالتبرعات للأسر المستورة من أهل البلدة من خلال البلدية. وحين أعلن عن موعد منع التجوال لم يتدافع أهل البلدة كما حصل في مناطق أخرى على الشراء ومن كان يحتاج شيء اشترى بهدوء حتى أن أهل قرى مجاورة حضروا وأشتروا من جيوس، وفي موعد حظر التجوال خرجت لجان متطوعة من البلدة من الشباب المنتمي لوطنه وبلدته لخدمة المواطنين فيما يحتاجوه، وخرجت سيارة البلدية توجه النداء المهذب لأهل البلدة والنصائح بأهمية الالتزام بالبيوت حرصا على المجتمع وحصار المرض، وحين حضرت الدوريات الأمنية المشتركة في الليل وتجولت بالبلدة لم تتأخر فيها فقد شاهدت ولمست وعي المواطن من ابناء جيوس بالالتزام، وحتى حين اتت نهار اليوم ايضا كان نفس الوضع، فالمواطن ان اضطر للخروج يخرج للشراء ويعود فورا لبيته بالتزام ورقابة ذاتية لا تحتاج قوى أمنية. تحية لأبناء جيوس رجالا ونساء وشيبا وشبانا، وبالتكافل الاجتماعي والنظافة والالتزام بالتعليمات والابتعاد عن التجمعات والاستهتار، يقاومون هذا البلاء الذي نتمنى من الله أن يرحم العالم ووطننا وبلدتنا منه، وتحية للبلدية وطواقمها التي تسهر ليل ونهار من بداية الأزمة من أجل خدمة جيوس وأهلها.