يقول الناقد والباحث في التراث والأدب العربي د . / يسري عبد الغني : ” أسعي إلي إماطة اللثام عما يدور بخاطر المتلقي والدارس العربي من عقبات و فوضي و حيرة منهجية إزاء هذا الزخم من المناهج الغربية المعاصرة ، التي هي في اساسها غريبة عن النص العربي بما تحملهُ من خلفياتٍ فلسفية غربية بعيدة كل البعدِ عن فلسفتِنا و معرفتِنا العربية ، لذلك نحن في حاجة إلي مناهج نقدية عربية أصيلة لدراسةِ نصوصنا العربية تُراعي خصوصية المتلقي العربي و كذلك المبدع العربي … ” ويتسائل … هل عالمية الإبداع و الثفافة و الفن وما إليها مبررٌ لان نُحمل نصوصنا ثقل النظريات الوافدة عليها ؛ و التي اكثر من هذا تفرض عليها ، فرضا بحكم التأخر الذي نعانيه علي المستوي الثقافي عموما ؟ ” تعمدت أن اشير إلي ما سبق لأن ساحة النقد العربي غاصةً بمفاهيم نقدية غربية تُلبسُ الإبداع العربي هذه المفاهيم قصراً ، وما لا يتوافق مع هذه المفاهيم لا يحقق – كما يرونَ – جديداً في ساحةِ الإبداع ، وربما يُقصىَ أو يُشار إليهِ بالنقصانِ وعدم الإكتمال . لٍنقترب الأن من .. ” حينما تتنفس الأشياء ” قصص هادي المياح . مباشرةً ايقونات الغلاف ؛ من نباتٍ و جماد و سماءٍ وفضاءٍ علوى زاخرٌ بشهيقٍ و زفيرٍ لهذه الكائنات المألوفة و التي نألفُها من فرطِ سكونِها صامتة ولكنها في اعماقها زاخرة بإحداثٍ و حركاتٍ صاخبة و مكنوناتٍ مُتعددة ومُتباينة ؛ وحدهُ فقط ” المياح ” الذي يشعرُ بها و بأ نفاسِها وإضطراباتِها ، وحركاتِها وصخبِها الزاعقِ والمكتوم من خلال رصد حاذقٍ عبر 115 عنواناً ؛ يواصل بهِ إضافاتهِ الإبداعية التي يحملُها كرايةٍ إبداعية مخالفةٌ و مُميزةٌ لهُ وهو علي منصة ٍ تتسعُ لكل الإبداعات للقامات العراقية التي تتصدر مهمة بعث الرواية والقصة العراقية من جديد . و يأ تي الإهداء لِثلاثٍ كان لهم الأثر الأكبر – كما يري ويُدرك ويقدر ذلك لهم – بكلمة إهداء يستحقونها . إن المئةَ والخمس عشر عنواناً ؛ في تنوعِها يُمثلُ ” ا لحد ث ” البطولةِ المُطلقة لهذه المجموعة القصصية ؛ وهذا مصدر تَميّز كاتبنا .. هادي المياح فقد إعتدنا في الغالب أن يكون ” الحدث المنتقي ” و المنتزع بحرفيةٍ بالغة من وسطِ الأحداث التي تزخر بها الحياةُ من حولِنا ؛ وتمثل بصورةٍ أو أخري وجودِنا في الحياة ، فا وجودنا في الحياة هو مُجموع ممارساتنا و سلوكياتنا التي تصنعُ الهيكل العام لوجودِنا الذي تُمثلهُ ” الأحداث ” التي هي نِتاجُ قناعاتِنا ، وإدراكنا وفهمِنا وتفاعُلِنا الإيجاب أو السلبي مع مُطلق الهيكل الذي نتلبسهُ و نسميهِ ” الأنا ” التي تحملُ ضمن ما تحمل اشكالِنا وقيمِنا و اخلاقِنا وقناعاتِنا و وَعيِنا بما حولِنا و إرادتُنا حرةُ أو تابعة للمفهوم والكيان الجمعي الذي نتحركُ بهِ أو من خلالهِ . و ” الحدث ” تعريفهُ في تصورنا ؛ لدي كاتبنا وفي مُجمل قصصهِ القصيرة هو نتاج إبتكاري او لنقل ” تخييل فانتازي أو درامي ؛ حقيقي أو غير حقيقي ” أو هو بصورة ما تجميع وتركيب من مُتشظيات و مشاهدات ” احداثٍ “عديدة و متفرقة سَمِع بها أو عايشها وعاصرها ، أو هو ذلك كلِهِ معاً ؛ يتمُ إستدعاؤها من الذاكرة الفكرية أو البصرية لديهِ . إذن ف ” الحدث ” في تنوعهِ و تبايُنهِ في المائة والخمس عشر قصة القصيرة فضلاً عن أنهُ الإلتقطٌ الجيد و المألوف من كاتبنا فهو يعكسُ الأناقة اللّغوية السردية التي تجعلهُ كما قلنا ” البطل ” الرئيسي للقصة ؛ عند التأمل الفاحص للحدث و لِمن شملهُم من العناصر البشرية او الزماكانية وغيرها من المُحركات التي يحتويها ” الحدث ” وتتفاعل مع بعضِها مُحدثةُ التأثير والتفاعل بين هذه العناصر في خلقِ ديناميكية و حوارية دائمة بين هذه العناصر و بعضِها من جهةِ وبين القارئ نفسهُ وهو يلهثُ بِجدية وراء الكامن في هذا الحِراك والتفاعل الناضج بين حراكٍ تُمثلهُ هذه التعبيراتٍ والدلالاتٍ التي تحملُها الأبجدية السردية التي يُتقنُها القاص و بَثَها دون إفراطٍ أو إسهابٍ أو إختزالٍ مُخل يُطيحُ بقوة ” الحدثِ ” نفسهِ وتأثيرهُ المأمول . إن روعة ” الحدث ” لا تقفُ عند البلاغة والطلاقة السردية فقط ؛ لكنها ايضاً تتمثلُ في الرؤي الفكرية والمخزون البصري لِمُشاهدات الكاتب الباحث والمُنقبُ بِمتعةٍ عما وراء ” الحدث ” مِن مشاعر إنسانية وعن الإدراك الواعى او غير الواعى لرد الفعلِ والفعل ذاتهُ في لحظة القوة او الضعف الإنسانى ؛ لحظة ” الزامكانية ل ” الحدث ” وتأتي بعد هذه الرؤي والإدراك ؛ قوة الطرحِ لهذا الغيرِ المرئِى بصريا مِن مشاعر و إدراكاتٍ لِنراهُ رأي العين على يد مبدعٍ لهُ تميزهُ الخاص علي منصة المُبدعين العراقيين المُجدد . تعريف بالمؤلف في سطور : الأسم الأدبي : هادي المياح الأسم الصريح : عبد الهادي عبد الهادي عبد الله كريم قاص : عضو اتحاد الكتاب و الأدباء في العراق فرع البصرة بكالوريوس / جامعة البصرة . الإصدارات : مجموعة قصصية ( اسف فوق البحر 2017 م ) مجموعة قصصية ( حينما تتنفس الأشياء 2019 م ) بِخلاف المشاركة في ( 5 ) مجموعات قصصية . والنشر لهُ في عديد من الصحفِ الورقية و الإلكترونية العراقية و العربية سيد جمعه سيد ناقد تشكيلي واديب