المحاسبة

قبل ساعات معدودة انتهي عام سيذكره التاريخ ففيه سقط في عالمنا العربي وفي مصر من أمن الحساب وقديما قيل ( من أمن الحساب أساء الأدب ) فالمحاسبة مطلوبة علي كل المستويات وبالمحاسبة تستقيم الأمور ويحدث تعديل لمسار قد يشوبه عوج ينحرف به عن تحقيق هدف مشروع للصالح العام .
و في كل دول العالم يتقدم كل مسؤول يكلف بالعمل في اي موقع بكشف حساب في بداية تكليفه بعمله ويقدم كشفا أخر في نهاية مدته ويسأل عن أي زيادة لا تتناسب مع مصادر دخله . و يقدم المسؤول في نهاية مدته كشفا بانجازاته .
و للمجالس المنتخبة بمختلف مسمياتها أمة شعب شورى شيوخ نواب ...الخ محاسبة أي مسؤول و إخضاعة لاستجواب قد يليه سحب الثقة منه وقد تقدمه للقضاء اذا ثبت تقصيره أو خيانته للامانة . و قد تجدد له الثقة و الشكر اذا أثبت أمانته و نزاهته .
وفي دول العالم أجهزة رقابية ومحاسبية يخضع لها الجميع تسأل من تشاء و عليه أن يجيب و لا يقدر كائن من كان على التعالي و ليس لأحد حصانة فالكل يمكن أن يخضع للمسائلة و المحاسبة و يعاقب المسئ مهما علا قدره . و أهم من ذلك كله يحرصون على تربية أبنائهم علي ان يكون لهم ضمائر حيه تحاسبهم أولا بأول .
و في التربية الاختبارات طريقة معترف بها لمحاسبة الطالب هل أدي ما عليه واجتهد أم أهمل و ضيع . و الإختبارات وسيلة و ليست غاية في حد ذاتها . فهي وسيلة للمعلم يتعرف بها مستوي تحصيل طلابه من علم نافع لهم في مستقبل أيامهم فيفرح إن أجادوا و يشعر أن جهده لم يذهب هباء و يثق في مستقبل مشرق لهم و تبقي في نفسه غصة إن وجد غير ذلك . و كذلك الطالب يجد ثمرة جهده ودراسته في تفوق يحصده و تكريم من معلميه و أبويه و يشق طريقه ليكون نجما تحت الثري واثق الخطوة يمشي ملكا .
والإنسان المسلم له مع نفسه وقفة حساب كل ليلة قبل أن يخلد الي نوم قد يبعث منه بعد ساعة أو ساعات قد تطول إلي يوم الساعة فينظر ماذا عمل في يومه فإن وجد خيرا حمد الله وإن وجد غير ذلك ندم و عزم علي أن يصلح من عمله و هذة هي النفس اللوامة التي اقسم بها رب العزة .
و علم الحساب جمع وطرح وضرب و قسمة .
فاجمع الصالحات فالسفر طويل و الزاد قليل .
و اطرح الأحزان عنك فالدنيا لا تساوي عند الله جناح بعوضة .
و اضرب في الأرض تبتغي رزق حلالا قسمه الله لك .
و ارضي بما قسمه الله لك فالرضا أصل من أصول الإيمان .
و اجعل حياتك جمع للخير . . . و طرح للشر . . . و ضرب في الأرض لإعمارها . . .
و قسمة قسمها لك الله فارضي بها . . .
m.m.elghazali@gmail.com