جوليانا فالنتينا باناصا – المغرب – شموس نيوز تدلت العناقيد ،و البارحة كنت مارا ،بقرب الشجرة العارية النفضية ،و الجو مكهرب غائم رمادي ،إقتربت منها ،قاب قوسين ،تم عدت أدراجي للوراء و عيناي لا تكاد تهرب عنها ، مثبتة ،محكمة ،مصممة عليها كم جميلة أنت يا أيتها الشجرة ،و فروعك عالية تخترق السماء بكل ثبوت و ثقة ، يخترقك الضوء الرباني ، فروعك تتشابك و كأنك لوحة سوريالية تشكيلية لكن من وجود و من لمس ، شرذات قصائدي تدلت مدلاة عليك بالعطف و بللين ، تغطيك كنبات العليق المتسلق معطفا دافئ،فهذا الألف بين ذراعيك يبتسم و هاته الباء بين شفاهك تغني، و هاته التاء تتأرجح بين أغصانك ،و هاته و هاته و دواليك…. تدفئك قصائدي كمدفأة شتوية ناضجة و أنت ،صامتة ، تميلين بين الريح ،فتميل أفكاري يمينا و شمالا مثلك ، ترى ؟؟؟؟فيما تفكرين و بمن ،و لما و كيف ،؟؟؟ ظننتك مبتسمة ،لكنك نائمة بين أحضان الخريف ، تساقطت كل وريقاتك و غطتك معطف قصائدي ،غطتك أبجديات عربية تألقت فيك و كأنك نجمة من هوليود . و بالكاد تحدثينني بالذين مضى من عمرك ،فكم صمدت ،و أخيرا ،أردتي الرحيل….. قلت لي بأنك مللت البقاء ، الكل من أدلة على العناقيد فقد رحل و رحل و رحل ، فلسفة الحياة قصيرة جدا ،لكن فلسفة الموت أكثر عمقا ، و أكثر قساوة كالخريف ،جامدة كالجبال ،لكنها تتحرك كالغيم… قلت لي الرحيللللل الموت عازم ،يجمع يحطم يفرق ، و هو قادر على شجرة تابثة و ماذا بعد؟؟؟؟ كم أقسم الليل بأهازيجه على جدعك ،و كم كانت من كائنات ليلية تبحث لها عن مأوى بين أحضانك . هواجس تسرقك و أخرى تعود بك ،مؤلم جدا حديث الليل المميت ،نعم لقد مللت البقاء لكن لا لا يا حلوتي ، فلزال فصل الشتاء يعلن قدومه ،بأسراره الغريبة ، بمطره و ريحه و بثلجه ،و عواصفه و ببرقه و برعده و بحديقه الطويل الممل المفصل لك ، أجل ،فالشتاء يهواك كما أنت عارية ،لكنك لهذا العام ،أهديتك معاطف القصائد و الشعر ، لن تكونين وحيدة ،و لن تمر قساوة الشتاء بك .ستدفأك قصائد الحب و العشق و الصبابة ، ستدفأك قصائد الحبلى بالزهر و بالربيع ، ستكونين أنت الشجرة الأيقونة الحالمة يفجر يوم جميل ،بين قصائد الحب. عرابة فصل حالم بالربيع