« صورة الإنسان في رواية السفينة لجبرا إبراهيم جبرا » دراسة نقدية للكاتب والناقد المغربي "البشير البقالي "، صدرت عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة ، فى كتاب يقارب الرواية العربية ، من خلال رواية « السفينة » ، مقاربة جمالية صرفة تستند إلى مفهوم الصورة الروائية ، بوصفه تصورًا بلاغيًا بادي المعالم الجمالية ، وتقع في 140 صفحة من القطع المتوسط ، الغلاف تصميم : إسلام الشمّاع. وقد تدرج الكاتب في دراسته من إبراز ملامح الصورة الإنسانية للشخصية الروائية في الرواية العربية ، الدرامية تحديدًا . ثم غاص في رواية « السفينة » ورصد صورة الإنسان في سياقها الدرامي التفاعلي . بعد ذلك اخترق بنائية النص ، ولامس دينامية التوازن والاختلال في الصورة . وإنتهى إلى إستكشاف الحمولة الفكرية والفنية التي أسندت تشكيل الصورة الروائية في النص. جاء ذلك في إطار استراتيجية تحليلية منطلقاتها جمالية وغاياتها جمالية وإنسانية. على الغلاف الخلفي للكتاب ؛ نقرأ فقرات من مقدمة المؤلف تقول :- ( نحاور في هذا الكتاب الرواية العربية ، من خلال رواية « السفينة » للروائي جبرا إبراهيم جبرا ، ويجدر أن نؤكد هنا أن اختيار هذه الرواية أملته جملة من العوامل ، أبرزها أنها تتسم بالحنين ، لكونها تمزج بين الذاتي والوطني والقومي والإنساني . إضافة إلى أن الأحداث فيها تجري في فضاء متنقل موغل في الحركة والتزامن والتزمن ، ومحمّل بأبعاد إنسانية شاسعة بشكل يثير فضول مغامرة القراءة . ثم إن القراءة الأولية للنص تركت لدينا إحساساً بزخم إنساني وتماسك وإنسجام وتوازن ضمني مثير يحدسه القارئ رغم الشتات الظاهر على مستوى البنية السردية . وقد انصب اهتمام هذه الدراسة على الإنسان وصورته بدافع توخي الإحاطة والشمولية والرؤية الفوقية للمتن الروائي ، على اعتبار أن الإنسان هو محور العالم السردي ، طالما أن الرواية هي فن الارتقاء بالشخصية ، وطالما أن باقي المكونات لا تستمد ملامحها ووظائفها الجمالية إلا في محيطها الإنساني . ولست أدّعي كثيرًا إذا قلت بأن وضع هذه الرواية تحت مجهر الصورة الروائية ، كشف كثيرًا من أسرارها الفنية ومكامنها الجمالية وأصالتها الإبداعية والإنسانية ، بشكل يدفعنا إلى تأكيد الاعتقاد بكون الرواية العربية ما زالت تستدعي النبش والمساءلة ؛ الجماليين تحديدًا ) . إن كتاب « صورة الإنسان في رواية السفينة لجبرا إبراهيم جبرا » هو ، بحقّ ، إضافة نوعية للمكتبة العربية وللمشهد النقدي الروائي العربي ، لعدة اعتبارات :- - أنه يعتمد الصورة الروائية ، بما تكتنفه من دلالات جمالية صرفة وشاسعة . - أنه يتجاوز القراءة الوصفية ، ويتوغل في جوهر العمق الجمالي للنص وتشكيلاته ووظائفه . - أنه يواجه إشكالاً نقديًا عويصًا ، يتصل بصورة الإنسان في الرواية ، بجرأة وجدية . - أنه يتسم بإلتزام منهجي واضح الصرامة الجمالية ، ويعرف رهاناته جيدًا . - أنه يحتفي بعَلم وازن من أعلام الرواية العربية ؛ جبرا إبراهيم جبرا ، الذي لم يحظ بما يستحقه من دراسة ونقد ، على الرغم من شموخ أعماله الروائية .