كنت عائدة من السوق في ظهيرة أحد أيام حزيران من عام 2013 باتجاه البيت كان قدمضى على فقدان ضياء وتغييبه ثلاثة وعشرون عاما ،لكنه رافقني في كل سنين غيابه لم يستطيعوا أن يقتلوا روحه وروحي عندما غيبوه،لم أكن أعلم باي حفرة جماعية أو اعدام فردي أو تذويب في أحواض الحامض ،ولم أستطع أن انتقي له طريقة موت رحيمة ، لكني كنت على يقين أنني في أحد الأيام سأجده أمامي،وهذا ماكان يبقي جذوة الأمل متقدة ،كان جميلا كملاك وعاشقا من الأساطير القديمة وكان اقرب أخوتي ألى روحي ،عندما عدت في ذلك اليوم لمحت من بعيد رجلا في مثل ملامحه يقف قبالة البيت من الجهة المقابله ،رث الثياب ينتعل حذاءا مهترئا ممسكا بسيجارته،ينفث دخانها بأتجاه البيت ،لايلتفت لأتبينه، غير أني رأيت فيه أخي ضياء،تجمدت أوصالي رعبا ،وتزايدت ضربات قلبي حتى كاد يتوقف،وغشت عيناي غشاوة فتوقفت ،انزلت ماأحمله من السوق على الرصيف وبدأت بمحاولة بائسة في المشي السريع ،اتجاهه وهنا حانت منه التفاتة نحوي فتأكدت أنه هو،غير أن ملامحه تبدلت وخفت جماله ال0خاذ وربما صار بدينا قليلا وربما صار اقصر ساركض…اركض نحوه ووقعت… وأستطعت النهوض وبدأت بمناداته…فهرب …الم يعد يعرفني ضيائي…؟؟؟؟!!!بكيت ولحقت به بأقصى ما حملتني أقدامي عندما بدأ يسير مسرعا بأتجاه نهاية الشارع العام المؤدي إلى حي الجامعة …بدأت أنظار الغرباء تلاحقني ،سقطت عبائتي،وادركت أنني يجب أن أصل أليه لتعود عبائتي وركضت وهو يعدو مهرولا هربا مني ،في تلك الهنيهة تراءات صورنا معا كأنها مشهد لأحد.الافلام القديمة ،مقالبه وضحكاتنا وطعام أمي ومدرستي وبيتنا وأبي الكوردي الذي يجهل التكلم بالعربية كل هذا وأكثر فصل بيني وبينه وهو يعدو وانا اناديه.. .ضياء توقف…تعبت فجأة توقف….أقتربت منه صار على بعد بضع خطوات مني….هل المسه أحتضنه اسجد عند قدميه شكرا للرب…؟؟؟كيف عاد؟؟؟من اين عاد؟؟؟قطع وابل الأسئلة اليتيمة بالتفاتة أولى….وقال بصوت أجش وحاسم…(مأمون،)…… وبعد.ان تجمهر حولي المتحلقون جسدي عرفت أن مأمون الأخ الثالث في عائلة من الكورد الفيلين وهو فاقد للأدراك بسبب التعذيب من قبل جلاوزة البعث ويسمح له أحيانا بالخروج والعودة. كان مأمون برتبة عقيد في الجيش عندما أقتادوه ليلا إلى سجون الأمن الصدامي كونه كورديافيليا .قبلت رأسه واعتذرت منه فمد يده على كتفي مربتا فبكيت وسألته …(اين ضياء؟؟؟) ڤاشار الى السماء…وكانت زرقاء جدا تحلق فيها بعض العصافير وبعض الملائكة….. ولغاية اللحظة …..