حكايتنا حكاية حبّ مؤودة, لا أريدها أن تبتدئ لكي لا تنتهي, في مدينة لا تزال بكرا عذراء, مع تقلبات الجوّ الخريفية, مع السّحاب المحمّل بدموع العاشقين, تائهة باحثة عن سمائها للبكاء, أتيتني من مدينة أبدعت في قصص العشق الأزليّ, مدينة تستحي من جمالها النسّاء, من أوّل قصيدة قرأتك فعشقتك ثمّ هجرتك,بين الصّخور والأودية والجسور وجدتك, بين أسراب الطيور المهاجرة المغتربة عن مواطنها لمحتك, بين رحلة السّنوات الفاصلة بيني وبينك تداركتك, بين ركام الحياة الصّاخبة ورغبتي وامتناعي فقدتك, جئتني محمّلا ببقايا الزهور النرجسية, معطّرا بعبير ونسيم الأمسيات الرّبيعة, هل تدرك لقاءنا الخريفيَّ؟ أم أنّ فصول السّنة لم تعد تعني لك شيئا؟ وقفنا على لوحة فنيّة اختزلت جمال ما نريد قوله, فقالت لنا الكثير دون أن تتكلم, من قال إنّ مدينتنا أوصدت الأبواب عن عاشقيها؟ لكنّني أنا التي لا أريد لحكايتنا أن تبتدئ لكي لا تنتهي...