يُقام حالياً بجاليري مصر بالزمالك معرضاً بعنوان " ملاحم " للفنان مدحت شفيق والذي تم إفتتاحه مساء يوم الأربعاء الماضي ويستمر حتى 29 مايو2012، وهو فنان يُقيم ويعمل في إيطاليا منذ عام1976، بعد حصوله على دبلوم في التصوير وديكور المسرح والسينما من أكاديمية بربرا للفنون الجميلة في ميلانو، وأعمال مدحت شفيق تسبر أغوار الأحاسيس ولا تنطق بصوتٍ عالٍ فهي مجموعة من المشاعر والرغبات والشجن يستحضرها الحنين إلى وطنه البعيد مصر ... فمن أقواله : " نحن نعيش في عصر كلنا فيه هائمون، واقعياً وفكرياً ". " ملاحم " هي مجموعة من الأعمال مدفوعة بالحنين لأيام الصيف بالإسكندرية، هي تتعلق بنظرة الغرب إلى الشرق في كل رحلة خيالية أو حقيقية، فهي محفورة بعمق في تفاني وإحترام لهذه الأرض البعيدة وحضارة المتوسط طبقة فوق طبقة، يأخذنا شفيق في رحلة إلى الزمن الماضي آخذاً معه حنينه بألوانه الزاهية والورق المصنوع يدوياً وورق الذهب والحرير والشاش، كلها خامات الشرق وبها تبدأ الرحلة نتجول خلال متاهه الواقع والخيال بدون أجوبة "لا توجد إجابات"، فهو يقول "لا توجد حقيقة مطلقة"، يفكك الواقع من خلال إدراك الأشخاص في بيئتهم الأكثر حميمية ويدخلنا إلى عالمهم، نحصل على لمحة عميقة من خلال نافذة مضيئة تسمح لنا بالنظر إلى الداخل لنصبح جزء منه، النافذة هنا ترمز إلى الحياة، إطارها يجمع الآمال والرغبات والمخاوف على أرضه البعيدة في عمل غني بطبقاته وبنائه، دراما شاعرية تنساب طائرة فوق المدن العتيقة بأسواقها الشعبية، بموالدها وبحياة الريف التي تنساب كمياه النهر، همهمات تستلهم أبعادها من أحاسيس حب فياض للآخرين، زادها شجن الحياة وجمالها والإنبهار أمام معجزة الوجود لتوثيق موروث ضارباً بجذوره في التاريخ، فهنا شيئاً من الغنائيات والجنائزيات والفلكيات والأعياد والمواسم. مدحت شفيق مواليد 1956، بدأ في الإشتراك بنجاح في العديد من المعارض بإيطاليا والعديد من دول العالم منذ الثمانينيات، ولكن جاءت إطلاقته الحقيقية في عام 1995 عندما فاز الجناح الذي مَثل فيه مصر وأثنين من الفنانين المصريين ببينالي فينيسيا الدولي بالجائزة الكبرى ( الأسد الذهبي )، وتقتني أعماله العديد من المجموعات الخاصة والعامة في العديد من دول العالم، ويعتبره متحف الميتروبوليتان بنيويورك أحد أكثر الفنانين أهمية في العالم العربي المعاصر، وتم توثسق أعماله في كثير من كتب التاريخ الفني ومنها: " رؤية جديدة : الفن العربي الفي القرن الواحد والعشرين " المنشور في 2009 ل تايمز وهدسون، وكتالوج معرض " Settimo Splendore " فيرونا عام2007 ل مارسيليو.