وَصيَّةُ شَيْماء [فى ذكراها الرابعة]

(إلى روح: “شيماء الصباغ”.. شهيدة أحداث ش طلعت حرب- 24 يناير 2015).
شهودُ العِيانِ يقولونَ:
أركانُ تلك الجريمَةِ كامِلةٌ
وأدلَّتُها دامِغَهْ!
……………….
مِن اسكندريَّةَ “شيماءُ” جاءتْ
وصاغتْ شِعارًا نُرددُهُ لم نزَلْ:
[بعدَ ثورتِنا.. لم يعُدْ شعبُنا لُقمةً سائغَهْ
يسُدُّ الطغاةُ بها جُوعَهمْ.. ويُداوُونَ أوجاعَهمْ]
فتباركْتِ “شيماءُ” مِن صائغَهْ!
……………………….
و”شيماءُ” كانتْ تقولُ لرِفقَتِها:
اتَّحِدوا.. ثُم ثُوروا
فلن يُفلِحَ الثائرونَ.. وآلةُ شيطانِهِمْ بينَهمْ نازِغَهْ!
………………….
ومِن أهْلِها شاهدٌ قالَ: “شيماءُ” بنتُ الفضيلةِ..
ثوريَّةَ الرُّوحِ كانتْ
ومُنذُ الطفولةِ مُغرمةً بالفنونِ الجَميلةِ..
“شيماءُ” بينَ اللِّداتِ وسائرِ أتْرابِها: نابغَهْ
…………………………
من اسكندريةَ جاءتْ بطاقةِ وُدٍّ.. وباقةِ ورْدٍ
تحيَّةَ مجْدٍ.. وتجديدَ عهْدٍ معَ الشُّهداءِ…
ولكنَّها ودَّعَتْنا.. لِتنضمَّ فوْرًا إليهمْ
بكامِلِ عِفَّتِها وبراءتِها البالغَهْ!
……………………..
وقال شُهودُ العِيانِ: وجدْنا هنا فى مكانِ الجريمةِ
باقةَ وردٍ مُلطَّخةً بالدماءِ..
وفى قُربِها طلقَةٌ فارغهْ!
وقال الذى كان يحمِلُها.. ويُحاولُ إنقاذَها:
إن حشرجَةَ النفَسِ المُتقطِّعِ فى الصوتِ
دلَّتْ على الموتِ..
دلَّ عليهِ الذهولُ.. بِنظرتِها الزَّائغَهْ!
……………………………..
فلا تحْزَنوا اليومَ مِن أجْلِها
إنها الآن خالِدةٌ تتلقَّى التحيَّاتِ..
بينَ المِئاتِ مِن النُّخبَةِ المُصطفاةٍ..
وتُخبِرُكم أنها الآن فى نعمَةٍ سابغَهْ!
وتُوصِى ابنَها الطفلَ: فلْتَنتَبِهْ يا بُنىَّ..
كلابُ الحراسةِ فى الحىِّ: مَسعورةٌ
وهْى فى دمِكُمْ لم تزَلْ والغَهْ!
……………………………
وشيماءُ يا أيها الثائرونَ تُطمئِنُكمْ:
[شُرطةُ القتلِ والقمْعِ آفِلَةٌ شمسُها
إنما شمسُ ثورتِكمْ فى الميادينِ:
لا بُدَّ بازغَةٌ.. بازغَهْ]!
==================
* من ديوان (سِفر الشهداء) الذى كنت أود أن يلحق بالمعرض، ولكن شئنا وشاءت الأقدار!