بكل معنى الكلمة وقوتها وواقعيتها...نقول لمنتخبنا العتيد منتخب الساجدين شكرا لكم ..وبملء الفم نردد معني الاعتزاز والفخر والفرح بما قدمه هذا المنتخب لاعبين ومسئولين عبر السنوات الماضية ...لن نخجل بالخروج من تصفيات افريقيا ...ولن نصفها بفضيحة تاريخية ...لن نحاسب المنتخب بالقطعة ولن يمح تاريخ حافل عثرات طبيعية ...فالحاضر امتداد للماضي ولا حزن يدوم ولا سرور ..ولا فوز يدوم ولا هزيمة .... لمن تعجل بالحكم على المنتخب ...وبدأ حالة من التشفي او فتح سجل اخطاء الماضي وتناسي نجاحاته ..نقول له الهوينا الهوينا ...فمن يعرف سنن الحياة وطبائع الاشياء ..يعرف ان الحياة في حالة من الدوران والتغيير المستمر ...وان حالة الفوز او الهزيمة او التقدم او التراجع هي قانون رباني وحياتي نلحظه يوميا على كافة المستويات الشخصية والحكومية والامم والمؤسسات ..الخ ... فالله سبحانه وتعالى يقرر في كتابه الكريم بان لولا تدافع الناس لفسدت الارض ..فسنة التدافع هي سنة التغيير ...وليس هناك شخص او امة او دولة بمنأى عن التدافع إما للامام واما للخلف ...فنحن لسنا وحدنا في هذا الكون ..والقمة مطمح الجميع وحق مشروع مفتوح وليست حكرا على احد ولن تكون... واما الحزن على وداع بطولة افريقيا ..او التعجب من اداء ابطال افريقيا ...فهو ليس بالمستغرب ولا المذموم ...لكن ما يسعفنا تاريخا حافلا ...وما يشجعنا على استحضار الماضي هو استشراف المستقبل ...فكيف سيتشجع الجيل الجديد للانجاز وهو يرى هذا الاتهام والسباب لجيل وصل فيه المديح لاعلى مستوى في يوم من الايام ...وكيف نصنع الاجيال ونحن نحطم قدواتهم ونجعلها في مهب الريح لاي زلل او تراجع ... مرة اخرى شكرا لهذا الجيل الرياضي المحترم وشكرا لجهازه الاداري على ما قدم ... ورغم اختلافنا في العديد من الامور حول المرحلة الماضية فان الاعتزاز والفخر لا يجب ان يغيبا عن اذهاننا وافعالنا وكلامنا...فهذا الجيل صنع الكثير الكثير ..ليس في مجال الرياضة فحسب ...بل في صياغة مستقبل مصر لمن تأمل وأمعن النظر ...ولربما ما كرهنا من بعض الأمور التي أحاطت بالمنتخب سابقا لم يكن شرا .. بل كان خيرا ولعل ما حاول النظام البائد في استخدام الرياضة لتدعيم أركانه والهاء الشعب إلى غير أولوياته كانت عنصرا حافزا وداعما للثورة المصرية من غير أن يدرك ذلك ...فحالة التحشد الجماهيري والتوحد مع المنتخب والأخلاق التي افرزها العديد من نجوم المنتخب ...والحروب الوهمية التي قادها رموز النظام البائد انقلبت عليه بانقلاب السحر على الساحر... لربما كان من حكمة رب العالمين أن ينتهي مشوار المنتخب إلى هنا في هذه التصفيات ...بدل أن يتعلق الجمهور بالأمل لشهور وسنوات إضافية ونحن ندرك أن سنة التغيير قد حانت ...لن نخسر الكثير من الخروج من تصفيات افريقيا واعتقد جازما أننا لم نكن لنكسب الكثير لو تأهلنا ...لكنني على يقين أن الله يسر الآن مرحلة جديدة إن أحسنّا التعامل معها أوصلتنا للأفضل ...ولتكن عيننا على الأفضل والأعلى دائما ...ولا اقلها مشاركة متميزة في كاس العالم القادم ان شاء الله .