دكتور/ محمد زين العابدين عبد الفتاح من المؤسسات الهامة قديما وحديثا في نشر وغرس ثقافة المواطنة في نفوس الأبناء هو المسجد والكنسية اللاذان كان وما زالا يقوما بدور هام وحساس في تربية المواطنة، ويحتلا مكانة ومنزلة جليلة لدى فئات المجتمع المصري الواحد المسلم والمسيحي فالمسجد لا يعد مقراً للصلاة التي هي ركن من أركان الدين الإسلامي فقط، ولا الكنسية أيضا، بل فيهما ينشأ الأفراد ويربوا على القيم الحميدة والسلوك السوي، وحب الخير لجميع الناس، بغض النظر عن توجهاتهم وأفكارهم ومعتقداتهم، فقدوتنا الرسل الكرام صلاة الله وسلامه عليهم، فقد خاطب الله سبحانه وتعالى رسوله محمد قائلا: " وما أرسلناك الإ رحمة للعالمين " فلم يخص فئة دون أخرى ولا دينا عن سواه من الأديان، وفي المسجد والكنسية تعزز المعاني الروحية التي تربط الفرد بخالقه وتؤصل فيه حقيقة خلقه ورسالته في الحياة. وفي المسجد والكنسية يغرس في الأبناء حب الوطن والدفاع عنه والتضحية من أجله بالنفس والمال والولد، قال "صلى الله عليه وسلم" ... من مات دون وطنه فهو شهيد...." فالدفاع عن الأرض والعرض من صلب العقيدة الإسلامية الغراء السمحة، وكذلك من صلب عقيدة سيدنا المسيح، فالديانات لا تقبل اعتداء أحد على آخر، وفي المسجد والكنسية يغرس حب الوطن في النفوس، لأننا فيهما ربينا وفيهما تعلمنا وعبدنا الله سبحانه، وفي الوطن تعلمنا الحب، وفي الوطن نهلنا من الخير، فالواجب علينا أن نعطيه كما أعطانا، وأن نحافظ عليه وعلى استمرارية عطائه لمن يأتي بعدنا. وفي المسجد والكنسية يشجع الأبناء على الافتخار بوطنهم والاعتزاز به، والشعور العارم بفضله، والحرص على أمنه واستقراره، فعلى خطيب الجمعة في المسجد أو مقدم القداس في الكنيسة أن يؤكد دائما وأبدا على حقوق الوطن وأن يحث الناس على القيام بواجبهم تجاهه بأمانة وإخلاص، وأن ينصحهم بالتكاتف والتناصح فيما بينهم، وأن يقدم كل فرد من أفراد المجتمع قدر استطاعته، ليخدم الوطن حسب مجاله وتخصصه فيما أسند إليه من مهام، فكل مواطن لابد أن يعتبر نفسه جندي من جنود الوطن. وفي المسجد والكنسية يحث الناس على حماية الوطن والدفاع عنه وطاعة ولاة أمره لرد كل كائد أو حاسد أو مغرض أو متطرف.