يوجد مثل شعبي يتمثل في القول "إذا زاد الأمر عن حده انقلب إلى ضده"، وهذا ينطبق تماما على الليبراليين الجدد، في الماضي اشتكوا مثلما اشتكت كل طوائف المجتمع من فساد النظام السياسي، وظلم واستبداد الحاكم، وسيطرة القوة الأمنية المتوحشة في مقادير البلد، وأرواح الشعب وأمواله، فغُلقت أبواب العمل السياسي أمام جميع القوى السياسية بتنوع مدارسها السياسية واختلاف أيدلوجياتها الفكرية يسارية ليبرالية إسلامية، والتي أرادت ممارسة العمل السياسي والمشاركة في صنع القرار بما يحقق خدمة الوطن وتقدمه، ولم يشارك هذا النظام الفاسد إلا من ارتدوا أن يكونوا مطايا سياسية للحزب الفاسد، وارتدوا لعب دور الكومبارس السياسي ليرسم صورة مزيفة لممارسة نظام فاسد مزور لعملية ديمقراطية ممنهجة، أو قوى أرادت إحداث حراك سياسي مهما كانت التضحيات التي تنالها مثل الإخوان وحركة كفاية وشباب 6 أبريل، وحركة التغيير لمؤسسها البردعي. ثم منًّ الله علينا بشباب ليس له نظير ولا مثيل شباب مصر بل خيرة شبابها بالقيام بثورة أطاحت بالطواغيت الأمنيين والسياسيين والأعلاميين، وصدرت تعديلات دستورية تتيح حرية تكوين الأحزاب وتكفل المجلس العسكري بدفع قيمة الإعلان عن الحزب، وبالرغم من أن الجميع منفتحين على المجتمع إلا أن الليبراليين الجدد ما زالوا يشتكون ويصرخون على شاشات الفضائيات وعلى صفحات الجرائد بأن الإخوان سيسطرون على مجلس الشعب، فطفح الكيل من الغرب وأمريكا فصرح أوباما بنفسه بأنه لا يخشى صعود الإخوان إلى الحكم وصرح السفير الأوربي بدعوة الليبراليين للتواصل مع المجتمع والكف عن الشكوى. لقد ملًّ الغرب وأمريكا من سلبية الليبراليين المميتة والقاتلة، الليبرالية مليئة بالقيم الإيجابية التي إذا ما أحسنوا الدعوة إليها لوثق الشعب بهم، ولكن هذا ينم على أنهم لا يفهمون جوهر الليبرالية نفسها وما تحمله من قيم تساعد على إعادة بنا هذا الوطن والمواطن في آن واحد، وتحقق له تقدمه، وعمق تواصلهم وتعايشهم مع القوى السياسية وبخاصة الإخوان المسلمين فتكسب مصر الوحدة والتعايش والاحترام. عاشت مصر حرة