من ملفات التحرير الشعب يريد تغيير السفير جرت سنة الحياة على التغيير ، فقديماً قيل : دوام الحال من المحال، قام نظام وسقط آخر ، تغيرت مفاهيم واستقرت أخرى ، إلا أن المهم هو الإيجابية في التعاطي مع الحدث ، لا أن تتعالى الصيحات ويظل الحال كما هو عليه وعلى المتضرر اللجوء للقضاء ،في الزيارة الأخيرة للدكتور عصام شرف رئيس الوزراء المصري الشرعي ، وأثناء لقائه التاريخي الذي عقده بجامعة الكويت مع أفراد الجالية المصرية ،وبعض الوجوه الكويتية التي احتضنت زيارته الرائدة كعادة الكويت الحبيب في احتضان الجميع وخاصة المصريين لمتانة العلاقة بين الشقيقتين مصر والكويت ، تعالت بعض الهتافات داخل القاعة " و إلتهبت النبرة الشعب يريد تغيير السفير " وإن كنت اتفق مع الجميع في أن واقع التغيير يتطلب من الجميع إعادة النظر لحق مشروع في تركة الماضي وغربلتها ، إلا أني أهيب بمن هتف أن يبدأ بنفسه أولاً لأن تغيير السفير وإن كان حسب ما سبق حق تكفله المشروعية الثورية وأنا معها ، إن التغيير لن يكون جدياً وأكثر بنائية بدون تغيير الذات ، فبنظرة متأنية إلى أحوال المصريين المقيمين فيما بينهم بالكويت نرى وللأسف الشديد العجب العجاب صفحات من الكراهية ... فصول من الحسد ... مجلدات من التعالي والتشاحن ، وكنا نظن أن ذلك من رواسب فترة ماضية طويت صفحاتها وإنها حالة وقتية انتهت بزوال حاكم ونظامه ، إلا أن الحالة استعصيت على المد الثوري الذي عصفت رياح التغيير المنبعثة منه بكل شكل إن طبيعة الشخصية المصرية رائعة في ذاتها، إنسانية في تكوينها ، ولكن لا أعرف تشخيص لهذه الأعراض ؟ أم أنها ثقافة الغربة التي أصبحت وللأسف الشديد تقف حجر عثرة أمام طموحات إعادة بناء الإنسان المصري المغترب الذي يحلم بالتغيير ، ما أجمل أن يعاد النظر في هذه السلوكيات وأن يعود المصري إلى أحضان بلده ، ويتخلص من آتون التخبط القاتل.