شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ حقا إن شهر رمضان فيه من البينات والهدى ما الله به عليم أيام ويطل علينا موسم من مواسم الخيرات ونهر مليء بالحسنات . فأهلا ومرحبا شهر الصوم حللت أهلا ونزلت سهلا . فقد كان السلف ينتظرونك ستة أشهر ويتضرعون لله بالقبول الست الأخر. وها نحن على الأبواب فهيا نشد الهمم ولنعزم على اغتنام هذه الأوقات المباركة من صيام وصلاة وتنقل بين روضات القرآن ننهل من الحسنات وبإذن الله نرقى إلى أعلى الدرجات. فوالله إن المحروم من حرم الطاعة . وإن لم ينلها في شهر القرآن فمتى، أليست فيه ليلة خير من ألف شهر أعطانا الله إياها لزيادة البركة فهنيئا لمن وفق إليها . وإن للصوم آداب يجب علينا التحلي بها حتى لان نخرج وما نلنا إلا الجوع والعطش فالصوم جنة وكان تعليم ديننا لنا كاف على الغنيمة منه فلنتحلى بالصبر وحسن المعاملة والإخلاص في العبادة ولنعرف أن هذا الشهر إنما شرع لترويض النفس على الصبر والرضا بالكفاف وليس لزيادة المأكولات والمشروبات وتنويع الطعام وكأننا في شهر الطعام ليس الصيام، ولنشعر بالمساكين ونحسن إليهم ولنكون حجة للإسلام بأخلاقنا في شهر الصيام . فلا داعي للضجر وقلة التحمل لسلوك الآخرين ودائما لنضع أمام أعيننا أن بلوغنا هذا الشهر من المنن التر من الله علينا بها فكم من حبيب كان بيننا وهو الآن تحت التراب وكم من صحيح أصبح سقيما لا يقوى على الصيام فأهلا ومرحبا بك شهر الحسنات والغفران وارتفاع الدرجات وأهلا بك ليلة القدر ليلة مباركة وندعو ربنا البلوغ والقبول. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين