ظلت السحابة الديكتاتورية تغطي سماء مصر، مغيبة عن شعبها أشعة المعلومات والحقائق وما يدور في كواليس السياسة الى ان شاء الله بعاصفة الشباب المجيدة ، التي بددت تلك السحابة السوداء فشق النور سماء الوطن بأكمله ومثل كل مصري وكل عربي دبت الحياة في القلوب المقتولة ، وعرفت الحرية طريقها لروح مصر ، وامتزجت العزة والكرامة لتلون دم العروق بلونه الاحمر من جديد ..وفي خضم تلك الاحداث والايام المباركة بداية من جمعة الغضب الى هذه اللحظة وأنا اقف في مفترق الطرق حائرة، ولا اعرف في اى طرقة اسير لتحديد المصير ! فميدان التحرير أصبح نموذجا لدولة، وانتشرت الاعتصامات الفئوية وكثر الكلام وعلت الاصوات مع اختلاف المطالب العامة والخاصة وظهر الطوائف الدينية لتقول ها نحن في الصورة ، فالاخوان المسلمون لم تعد جماعة محظورة وهناك اجتماعات وانخراط في الميدان وبقوة ومن ثم خرج السلفيون ليناشدوا العالم بأنهم يتعرضون لحرب تشويه لصورتهم امام المجتمع ثم جاء صوت من بعيد عبر المحيط وتحديدا من سجون امريكا وهو الشيخ (عمر عبد الرحمن) يناشد المجلس الاعلى بالتحرك للافراج عنه من قبل الحكومة الامريكية وقال انه الاجدر على السيطرة على الطوائف الدينية في مصر ويتمنى وجوده في مصر في تلك الاحداث الكل يحاول ان يثبت وجوده ، ولأن هذا التوقيت تحديدا لا مجال للكتابة برأى شخصي ولا توقعات اعتباطية ، ولأنه وقت الوثائق والمستندات والادلة والبراهين والتحقيقات آثرت التوجه للبوابة الشرقية لمصر ، حيث توجسي خيفة من ارهاصات بني صهيون وحلمهم بإقامة دولتهم الدينية المزعومة ، وانهم لن يرتاح لهم بال الا بإقامتها من النيل الى الفرات فإن كان وعد بلفور الملعون هو النواة الاولى الخبيثة حيث باركت انجلترا قيام دولة اليهود في فلسطين ، فاليوم هم يصوبون سهام انظارهم الى النيل بعد وهمهم بسقوط بغداد لذا يجب علينا الا نغفل عن بوابة مصر الشرقية ، خاصة بعد تنحي وليهم الحميم مبارك فالثورةالمصرية اصابت الشارع الاسرائيلي بحالة من الرعب والفزع الامني ولذا نجده كالطير المذبوح يخبط في سماء غزة ويكشر عن انياب الحقد وكأنه يريد ان يقول : انا الاقوى لكن الواقع يقول انهم في حالة رعب من شباب مصر فماذا سيحدث لو ان الميدان طالب بوقف تصدير الغاز لاسرائيل فورا ؟ ماذا يحدث لو قرر الميدان بالاتفاق مع شباب ثورات العرب بفتح باب الجهاد والنزوح لفلسطين؟ ماذا لو طالب الميدان بأم الرشراش؟ ماذا يحدث لو علا سقف المطالب خارج الحدود وطار بعيدا بعيدا ؟ فهل سيقف الجيش المصري ضد ارادة الشعب ؟ افكار وهواجس كثيرة تقتل الشارع الصهيوني فلسان حال الميدان يقول : انها ارادة شعب، اقوى من كل تكنولوجيا واخطر من الدبابة والصاروخ والقنابل بأنواعها فالشعب العربي يحركه ما هو اكبر ، يحركه هويته وعقيدته وانه لأخطر سلاح على وجه الارض والله اقوى واكبر