الصفة الأولى: الشغف: الشغف يدفع أصحابه إلى أن يعملوا وأن ينموا وأن تزداد قدراتهم كما يمدهم بالوقود الذي يحرك قطار نجاحهم ويؤدي إلى إطلاق العنان لقدراتهم الحقيقية. الشغف هو الذي يدفع علماء الكمبيوتر إلى تكريس سنوات عمرهم من أجل تحقيق النجاح الذي يؤدي إلى إرسال الإنسان إلى الفضاء وعودته مرة أخرى إلى الأرض وهو الذي يجعل الناس ينامون في وقت متأخر ليلاً ويستيقظون في الصباح الباكر. الشغف هو ما يرغب الناس في وجوده في علاقاتهم وهو الذي يعطي قوة وحلاوة على الحياة. الصفة الثانية: الإيمان والاعتقاد: يتحدث كل كتاب ديني عما للإيمان من قوة وأثر على البشرية. إن من يحققون نجاحا هائلاً يختلفون في معتقداتهم عن الذين يصادفهم الفشل. إن اعتقادنا بما نحن عليه وبما يمكن أن نصل إليه يحدد على وجه الدقة ما سنكون عليه في المستقبل ولو اعتقدنا أن حياتنا تحدها حدود ضيقة فإن هذه الحدود ستصبح فجأة أمراً واقعاً ، إن ما نؤمن بصحته وبإمكانية حدوثه يتحول إلى ما هو واقع ممكن بالفعل. كثير من الناس يتمتعون بالضعف إلا ان نتيجة لمحدودية إيمانهم بما هم عليه وبما يمكن أن يقوموا به فإنهم لا يقومون مطلقاً بما يمكن أن يحول حلمهم إلى حقيقة واقعة ، إن الناجحين يعرفون ما يريدون ويؤمنون بقدرتهم على الحصول عليه. يساعد الشغف والإيمان على تزويدنا بالوقود إلى اتجاه التميز غير أن الحافز لا يكفي فبجانب هذه القوة نحتاج إلى شعور زكي بالتقدم المنطقي وللنجاح في تحقيق أهدافنا فإننا نحتاج إلى الاستراتيجية. الصفة الثالثة: الاستراتيجية: الاستراتيجية هى وسيلة لتنظيم الموارد. فعندما قرر ستيفن سيبلبرج أن يصبح مخرجاً سينمائياً للأفلام خط لنفسه طريقاً يقوده إلى العالم الذي أراد قهره ولقد أدرك ما يجب أن يتعلمه وما يحتاج إلى معرفته وما يحتاج إلى القيام به ، لقد كان لدية الشغف والإيمان وكان لديه كذلك استراتيجية جعلت كل هذه الأشياء تنجح إلى أقصى درجة ممكنة. الاستراتيجية هى الإدراك بأن أفضل المواهب والطموحات تحتاج أيضاً إلى طريق صحيح فبإمكانك أن تفتح الباب إما بكسره أو بالعثور على المفتاح الذي يفتحه دون المساس به. الصفة الرابعة: وضوح القيم: عندما نفكر في الأمور التي جعلت من امريكا دولة عظمى فإننا نفكر في أشياء من قبيل الوطنية والفخر والتسامح وحب الحرية وهذه الأشياء قيم والقيم هى الأحكام الأساسية والأخلاقية والعملية التي نفرق بها ما هو مهم وضروري حقاً والقيم هى نظم وأعراف مجددة لدينا تتعلق بالصواب والخطأ في حياتنا وهى أحكام نحكم بها على ما يجعل حياتنا ذات قيمة وليس لدى العديد من الناس فكرة واضحة عما هو مهم بالنسبة إليهم وفي الغالب يفعل الناس أشياء لا يشعرون بالسعادة معها فيما بعد وذلك ببساطة لعدم وضوح رؤيتهم بشأن ما يؤمنون به في عقلهم الباطن وعما إذا كان سراباً بالنسبة إليهم وإلى الأخرين وعندما ننظر إلى من حققوا النجاحات الباهرة فإننا نجدهم في الغالب أناساً لديهم شعور أساسي واضح بما هو ضروري فعلاً. إن فهم القيم هو أحد أهم المفاتيح النافعة والعصبية لتحقيق التميز والتفوق وقد تلاحظون أن جميع هذه الصفات تتفاعل مع بعضها البعض فهل يتأثر الشغف بالإيمان ؟ بالطبع نعم فكلما زاد إيماننا أنجزنا شيئاً وأصبحنا على استعداد للاستثمار من أجل تحقيقه . هل الإيمان وحده كاف لتحقيق التميز والتفوق؟ الإيمان نقطة بداية جيدة ولكن لو آمنت بأنك سترى شروق الشمس ثم كانت استراتيجيتك لتحقيق هذا الهدف هى الاتجاه صوب الغرب فقد تواجهك بعض الصعوبة في تحقيقه . هل تتأثر استراتيجيات تحقيقنا للنجاح بقيمنا؟ نعم فلو تطلبت استراتيجية تحقيقك للنجاح فعل أشياء لا تتوافق مع معتقدات عقلك الباطن لما هو صواب وخطأ في الحياة فسوف تفشل حتى في أفضل استراتيجياتك. الصفة الخامسة : الطاقة: إن هناك الكثيرين في هذا العالم ممن لهم شغف يؤمنون به ومع أنهم يعرفون الاستراتيجية التي ستضمن النجاح ومع انسجام قيمهم إلا أنهم ببساطة لا يملكون الحيوية الجسمانية للقيام بأعمال عظيمة استناداً إلى ما يعرفون فالنجاح الباهر لا ينفصل عن الطاقة الجسمانية والفكرية والروحية التي تسمح لهم بتحقيق أقصى استفادة مما يملكون. الصفة السادسة: القدرة على الارتباط : يشترك جميع الناجحين تقريباً في قدرة غير عادية على الارتباط بالأخرين وهى القدرة على الاتصال وإقامة علاقات حميمة مع أناس من مختلف البيئات والمعتقدات وبكل تأكيد هناك العبقري الذي يخرج من وقت إلى آخر والذي يخترع شيئاً يغير به العالم ولكن لو قضى العبقري كل وقته في منطقة معزولة فسوف ينجح على مستوى واحد ولكنه سيفشل على مستويات عدة ، لقد كان لجميع الناجحين القدرة على إقامة علاقات حميمة توحد بينهم وبين الملايين ، وأهم نجاح لا يتم على الساحة الدولية بل يتم في أعماق قلبك ففي أعماقنا جميعاً نحتاج إلى إقامة علاقات خالدة متشبعة مع الأخرين والتي بدونها يكون أي نجاح أو تفوق خاوياً فعلاً. الصفة السابعة : اتقان وإجادة فن الاتصال : إن طريقة اتصالاتنا مع أنفسنا ومع الأخرين تحدد في نهاية المطاف جودة حياتنا. إن من ينجحون في الحياة هم أولئك الذين يتعلمون كيف يواجهون أي تحدي يصادفونه في الحياة وينقلون هذه التجربة إلى أنفسهم بصورة تؤدي إلى تغييرهم للأمور بنجاح. أما من يفشلون فإنهم يقبلون محن الحياة على أنها أوجه قصور أو حدود لقدراتهم . إن من يشكلون حياتنا وثقافتنا هم كذلك ممن يجيدون فن الاتصال بالأخرين. والأمر الذي يجمع بينهم هو قدرتهم على توصيل رؤية أو مسعى أو فرصة أو مهمة. وإجادة هذا الفن هو الذي يجعل من أحد الأبوين أو الفنان أو السياسي أو المدرس شخصاً عظيماً بشكل أو بآخر. ولنا مقال آخر في لقاء آخر بإذن الله وليد المهدي