ولدت منيرة المهدية في العام 1885 في قرية «مهدية» بمحافظة الشرقية واسمها الحقيقي «زكية حسن منصور» لأسرة بسيطة وقد توفي والدها وهي صغيرة السن وتولت شقيقتها رعايتها. من رائدات المسرح الغنائي في العالم العربي حيث إنها أول سيدة تقف على خشبة المسرح، كما أنها كانت تتمتع بشخصية قوية وقيادية وبدأت منيرة المهدية حياتها الفنية كمطربة تحيي الليالي والحفلات في مدينة الزقازيق. سافرت إلى القاهرة عام 1905، وذاع صيتها واقبل رواد الموسيقى والطرب على المسرح الصغير داخل احد المقاهى ومنهم سليمان قرداحي وإبراهيم القباني وايضا سلامة حجازي والتى كانت تعتبره مثلها الأعلى في الحياة الفنيه وزاد الإقبال على المقهى وزادت شهرة منيرة إلى أن انتقلت إلى العمل بملهى الألدورادو. وفي العام 1914 وبعد أن تأكدت من نجاحها استأجرت مقهى بحي الأزبكية وأسسته بطريقة راقية واطلقت عليه «نزهة النفوس» وسرعان ما اشتهر وأصبح ملتقى رجال الفكر والسياسة والصحافة. وفي صيف 1915 وقفت منيرة المهدية على خشبة المسرح مع فرقة عزيز عيد لتؤدي دور «حسن» في رواية للشيخ سلامة حجازي، وكانت أول سيدة مصرية تقف على خشبة المسرح وبذلك زاد الإقبال على المسرحيات وأصبحت فرقة عزيز عيد تنافس فرقة سلامة حجازي. وكانت منيرة تكتب على الأفيشات «الممثلة الأولى» بالرغم من أنها كانت تقوم بدور رجل ثم انفصلت منيرة عن فرقة عزيز عيد وكونت فرقة خاصة بها وقدمت أشهر أعمال الشيخ سلامة حجازي مثل «ضحية الغواية» و«علي نور الدين» و«صلاح الدين» في العام 1916 و«كلام في سرك» في العام 1918 و«التالتة ثابتة» في العام 1920 و«كلها يومين» في العام 1921 و«العندورة» في العام 1925 و«البريكول» في العام 1926، و«صاحبة الملايين» 1927، و«شهداء الغرام» و«عايدة» و«صدق الاخاء» و«روميو وجوليت» و«سميراميس» و«البوهيمية» و«العذارى» و«أدنا» و«روزيتا» و«كارمينينا» و«الفراشة» و«عواطف البنين» و«عظة الملوك» و«غانية الأندلس» و«أنس الجليس» و«بائعة التفاح» و«قمر الزمان» و«شوف لك واسطة» و«الأميرة الفلاحة» و«المظلومة» و«كيد النساء» و«حرم المفتش» و«حماتي» و«لص بغداد» و«حورية هانم» و«مملكة الحب» و«عروس الشرق» و«كيلوباترا وأنطونيو» و«جيوكندا» و«أميرة روشنارا» و«الأميرة الهندية» و«أبو النوم» كما قامت بإخراج مسرحية «كارمن» و«تاييس» وفي العام 1935 قامت بتمثيل فيلم «الغندورة» مع مجموعه من اهل التمثيل المسرحى ومنهم احمد علام وعباس فارس وبشاره واكيم وروحيه خالد وغنت خلال احداثه من نظم بديع خيرى والحان داوود حسنى من إخراج ماريو فولبى وكان تلك العمل السينمائى هو الاول والاخير لها على ساحة السينما ورغم نجاح تلك العمل فى تلك الزمن كما كانت منيرة المهدية تحرص على تقديم الفقرات الغنائية خلال الحفلات الغنائية التي كانت تقدمها في «نزهة النفوس». قدمت منيرة المهدية خلال أربعين عاماً من عمرها الفني حوالي 42 عملاً مسرحياً من نوع الأوبريت كما لحن لها أشهر الملحنين مثل كامل الخلعي وداود حسني وسيد درويش ورياض السنباطي ومحمد القصبجي ومحمد عبدالوهاب وكان لها الفضل في اكتشافه وتقديمه على خشبة مسرحها من خلال مسرحية كليوباترا ومارك انطونيو والتى اكمل موسيقاها محمد عبد الوهاب وبعد ابعاده من المسرحيه عمل معها عبد الغنى السيد وعبد اللطيف البنا وكما شاركها المطرب صالح عبدالحي في بطولة أوبرا «توسكا». ومن اعمالها الكريمه على المسؤلين الحكوميين فى مصر ان كانت تدعوا رئيس وزراء مصر حسين باشا رشدى والوزراء ليديروا اعمال الوزاره فى عواماتها فى النيل وذلك بعد ان منع الانجليز الوزاره المصريه من الاجتماع فى القصر الملكى بعد خلع الخديو عباس حلمى الثانى عن العرش - وفي العام 1918 تزوجت منيرة المهدية من محمود جبر الذي أصبح بمثابة مدير أعمالها إلا أن هذا الزواج انتهى بالطلاق بعد أربع سنوات وكان ذلك في العام 1922. واقترنت بالممثل احمد الفقى ( وفى السينما اسمه احمد البيه ) وكان احد اصدقاء محمد بيومى المصور والمخرج السينمائى الشهير ولم تستمر تلك الزيجه فتره طويله - وكانت رؤية منيرة المهدية أن تبتعد قليلاً عن مصر فقامت بجولة فنية استمرت ثلاث أعوام في كل من سوريا ولبنان وليبيا والعراق وتركيا وإيران وفلسطين قدمت خلالها الكثير من أعمالها المسرحية والغنائية. ثم عادت منيرة المهدية إلى مصر في العام 1925 وتزوجت مرة أخرى من بطل للمصارعة يدعى حسن كمال ثم هجرته وتزوجت من شقيقه الأصغر إبراهيم كمال. ومن أشهر أغانيها «أسمر ملك روحي» ويامامه حلوه من نظم محمد يونس القاضى وموسيقى محمد على لعبه و«ارخي الستارةمن نظم محمد يونس القاضى والحان زكريا احمد ومن الحان زكريا احمد غنت ايضا من نظم بديع خيرى الحلوه شافت صورتها - اربع خطاب واقفين \ وغنت من الحان محمد القصبجى وكلمات محمد يونس القاضى من بعد 13 سنه - مايجيش زييى انا - بعد العشا يحلا الهزار والفرفشه \ وغنت «علي دول يامه علي دول» و و«اشكي لمين الهوى» و«أنا هويت» و«أنا عشقت» و«عليه سلام الله» - الجفا بعد الوفا - اتمخطرى يا حلوه - وقصائد الا ليت لم اعرفك -ان كان عذابى سئمى - غيرى على السلوان قادر - الشمس غابت والبدر - تركت مصر بلادى - قد ايه الحب - نويت ابيعك - ندرا عليه - مصر الجميله محلاكى - من غمزة عين - ماقدرشى - وغنت من الحان السيد درويش وكلمات محمد يونس القاضى من رواية كلها يومين سبرتو - كليوباترا عيونك من رواية كليوباترا - وغنت ايضا يمينك سوق - يا منصفين ازاى يكون - يا اميرتى ان حبى وهو دويتو مع المطرب فهمى امان - يا محلا الفسحه فى راس البر - وغيرها بعد حياة فنية حافلة قدمت خلالها العشرات من القصائد والكثير من الطقاطيق والمواويل والمنولوجات الغنائيه وايضا الادوار واكثر من 40 مسرحية غنائيه . وفي العام 1948 قررت منيرة المهدية العودة إلى المسرح بعد ان اعتزلت الحياة الفنية لمدة عشرين عاماً لتعيد تقديم أعمالها الفنية ولكنها للاسف لم تلق النجاح والقبول الذي كانت تنتظره فما كان منها إلا أن اعتزلت الفن وتفرغت لهوايتها وهي تربية الحيوانات الأليفة. وفي السبعينات قامت الفنانة شريفة فاضل بإنتاج وتمثيل فيلم بعنوان «منيرة المهدية» عن قصة حياتها ومن إخراج حسن الإمام. حصلت منيرة المهدية على الجائزة الممتازة في مسابقة الغناء المسرحي التي أقامتها وزارة الأشغال العمومية عام 1926، كما نالت وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى عام 1960 ووسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى عام 1961. كما حصلت على العديد من الأوسمة من ملك مراكش ومن باي تونس وادرج اسمها في الكتاب الذهبي الخاص بملك إيطاليا. توفيت منيرة المهدية في 12 مارس 1965 عن عمر يناهز الثمانين عاماً وللاسف الشديد لم يشيعها فى القاهره الا عدد محدود من الشارع الذى كانت تقطن به - رحمها الله واسكنها فسيح جناته على ما قدمته للمسرح الغنائى والذى اقتدت واستفادت به اجيال واجيال - والى مقال اخر \ المؤرخ والباحث فى التراث الفنى وجيه ندى وللتواصل 0106802177 [email protected]