اعلن مقاومون يسيطرون على مدينة الزاوية الليبية انهم صدوا هجومين يوم السبت للقوات الموالية للزعيم معمر القذافي التي استخدمت الدبابات والمدفعية لاستعادة بلدة استراتيجية بالقرب من العاصمة. وفي يوم ثان من القتال الضاري من أجل السيطرة على البلدة الساحلية التي تبعد 50 كيلومترا غربي العاصمة طرابلس تراجعت القوات الحكومية الى مشارف البلدة في وقت سابق السبت لكنها في وقت لاحق شنت هجوما مضادا. وقال مقاومون انه تم صد الهجومين. وتحمل المدينة علامات قتال شديد حيث يوجد مبنى احترق بالكامل وهناك أنقاض مشتعلة متناثرة في وسطه. وتوجد فتحات كبيرة في مبان اخرى بالميدان الرئيسي معقل مقاومة المعارضين نجمت عن أسلحة من عيار كبير. وكان المناخ متوترا وبدا الموقف غير مستقر بينما استعد المعارضون لمزيد من الهجمات. وقال يوسف شاقان المتحدث باسم المحتجين لرويترز "بعد هجوم الصباح هاجمونا مرة اخرى. دخلوا من الغرب وبدأوا اطلاق الصواريخ على المباني التي توجد في الميدان." وأضاف "نحن في وضع جيد... سيهاجمون مرة اخرى ليلا حسبما نعتقد." وقال احد السكان واسمه علي ان الهدوء ساد البلدة بعد سماع قتال متقطع في وقت سابق. وقال لرويترز بالتليفون "انها هادئة ولكننا خائفون. "اننا ننتظر لانه قد يحدث هجوم اخر.انهم مازالوا موجودين حولنا." وقال طبيب في الزاوية لرويترز ان 30 شخصا على الاقل معظمهم مدنيون قتلوا في وقت سابق في القتال السبت مما يرفع الى 60 على الاقل عدد الذين قتلوا في يومين من المعارك. وفي طرابلس قال خالد الكعيم نائب وزير الخارجية الليبي للصحفيين ان الزواية هادئة ومسالمة في ساعة متأخرة من مساء السبت. واردف قائلا انه فيما يتعلق بالوضع على الارض في الزاوية فالوضع هاديء ومسالم هذا المساء واعرب عن امله بان تعود الحياة الى طبيعتها بحلول صباح الاحد. وقال يوسف شاكر المستشار السياسي في وزارة الشؤون الخارجية ان الزاوية اصبحت تحت السيطرة بنسبة 99 في المئة يوم السبت . وفي الميدان الرئيسي تم حفر أربعة قبور في الاونة الاخيرة. وكان علم المعارضين بالالوان الاحمر والاخضر والاسود يرفرف على العديد من المباني في الميدان حيث ردد المعارضون هتافات مناهضة للقذافي على متن دبابات وعربات مدرعة استولوا عليها من الجيش. ولطخت بقع من الدم الارصفة بينما تناثرت الطلقات الفارغة من البنادق الالية في الميدان. وقام عشرات المعارضين المسلحين ببنادق باحتلال مواقع على أسطح المباني وهم يراقبون الشوارع القريبة من خلف أكوام من اجولة الرمال. وأقام المعارضون حواجز ونقاط تفتيش في الطرق والشوارع الجانبية. وفي الميدان عرض المعارضون دبابة متفحمة استولوا عليها من القوات الحكومية في وقت سابق السبت. وقد اصيبت بصاروخ أطلقه المعارضون بينما حاولت قوات القذافي دخول الميدان في وقت سابق. وقال احد السكان واسمه أبو عقيل بالتليفون وهو يتحدث عن هجوم بعد الظهر " اشتد القتال والدبابات تقصف كل شيء في طريقها. لقد قصفوا المنازل." وقال "والان يقصفون مسجدا يختبيء فيه مئات الاشخاص. لا يمكننا انقاذ أحد لان القصف شديد للغاية." وخارج المدينة أمكن مشاهدة سيارات مصطفة محملة بالحقائب والصناديق على أسقفها وهي تتجه غربا نحو حدود ليبيا مع تونس مع استمرار تدفق لاجئين فارين من العنف. وقال سكان انه من الصعب تحديد عدد الاشخاص الذين قتلوا في يومين من القتال. وقال لطفي وهو مدني من السكان المحليين كان يساعد في معالجة الجرحى في عيادة محلية "أخذوا العديد من المدنيين الجرحى والقتلى." وأضاف "شاهدت ذلك. كانوا يضعونهم في شاحنات." ويقول المسؤولون الليبيون ان الاضطرابات حيلة من القاعدة والغرب لزعزعة استقرار البلاد وتنفي استخدام القوة عمدا ضد المدنيين. وقال سكان ان قوات القذافي اقتحمت بعض المباني السكنية وقتلت الذين بداخل المنازل لتأمين مواقع قناصة على أسطح المباني. وقال شخص أفصح عن اسمه الاول فقط ويدعى وليد "عندما رفضنا السماح لهم بالدخول قتلوا شقيقي وقتلوا ابن عمي أيضا." وقال ساكن اكتفى بذكر اسمه الاول فقط أبو محمد "انهم يذبحون الناس. لكننا نقول للقذافي انه في كل مرة يسقط شهيد سيكون هناك عشرة يحلون محله." وأمكن سماع مكبرات الصوت عبر التليفون تدعو المعارضين الى مواصلة القتال. وقال معارضون يقاتلون حكم القذافي المستمر منذ 41 عاما انهم استولوا على دبابتين وثلاث عربات مدرعة من الجيش. وداخل مبنى يستخدم مقرا للقيادة المركزية للمعارضين قدم معارضون ستة أشخاص قالوا انهم مقاتلون تم اسرهم من ميليشيا القذافي. وكان اثنان منهم مصابين بجروح بالغة وكان احدهما يقف في بركة من دمه الذي كان يقطر من فخذه. وكانوا ينتظرون في صمت وبدا عليهم الرعب في الوقت الذي كان المقاومون يفحصون فيه اوراق هويتهم. (شارك في التغطية مريم قرعوني في تونس وشيماء فايد في القاهرة)