جاء فى التعديلات الدستورية المنتظرة وأهمها : المادة 76: شروط وأسلوب الترشح لرئاسة الجمهورية ما يلى : " يفتح باب الترشيح فى انتخابات الرئاسة للمستقلين بشرط الحصول على 30 ألف توقيع مؤيد لترشيحه من جموع المواطنين الذين لهم حق الترشيح ، يكونون موزعين على 12 محافظة 00" ولا أقول أن هذا جيد فقط ، بل أكثر من ذلك من حيث حماية منصب رئيس جمهورية مصر من أن يبتذل ، فنحن المصريون نريد أن يكون رئيس مصر عادلا حرا أبيا كريما ، فلا ولن نقبل أن يكون وجه مصر العربي الإسلامي إلا وجها عادلا حرا كريما مستقيما شامخا ، فلا مكان بعد اليوم لكل من هب ودب ، وكل من تسول له نفسه أن يعبث بمقدرات الوطن والمواطن وحق المصريين فى الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية والديموقراطية السليمة ، فلا يصح أن يدخل أحد من التافهين والمعتوهين فيما ليس من شأنه أن يدخل فيه ، ولا أولئك ممن تضخمت كروشهم ونفوسهم أيضا ظلما وعدوانا 00! ولكن – لم يتبين لنا نحن المصريون نوعية وحقيقة مؤهلات كل من له حق الترشح ، فمن هو ذلك الذى له حق الترشح ؟ وعلى أى أساس يتقدم ؟ وعلى أى أساس يوقع له من سيوقع ممن لهم حق الترشح ، فنحن لم نتعرف حتى الآن على مؤهلات من له حق الترشح لا السن ولا الجنسية ولا باقى عناصر الهوية المؤهلة لمن له حق الترشح فى أن يترشح أو أن يكون ممن يوقع لمن له حق الترشح مؤيدين ترشيحه ؟ كنت كتبت شروطا ينبغى أن تتوفر فيمن له حق الترشح لمنصب رئيس جمهورية مصر العربية الإسلامية ، فقلت إنها مجرد تصور أقدمه لكل من يريد النصيحة والمشورة 00 قلت أننى أتصور شروطا ينبغى أن تتوفر فيمن يترشح من خارج الأحزاب من أى جهة كان فردا أو جماعة أو نقابة أو مؤسسة ، فإذا انطبقت عليه الشروط كان من حقه دستوريا أن يترشح لهذا المنصب العالى المنيف الأول فى الدولة المصرية. هذا مجرد تصور ، فمن غير المعقول ولا المقبول أن يحدد شخصا واحدا بعينه مثل هذه الشروط. أقول : إنه مجرد تصور ، وأوجزه بسبب سرعة تجارى الأحداث فيما يلى : • أن يكون المرشح لرئاسة الجمهورية مصريا خالصا أقصد مصريا حتى الجد الثانى أما وأبا على الأقل . * مسلما خالصا من كل أدران التعصب والحزبية البغيضة . • لا يحمل جنسية أخرى زائدة عن جنسيته المصرية . • أن لا يكون جاهلا ، بل ممن يشهد له بالعلم والفهم فى مجال تخصصه وعمله على الأقل . • أن يكون منتميا انتماء حقيقيا لمصريته وعروبته ولأمته الإسلامية . • أن يكون عاقلا راشدا لا تقل سنة يوم الترشح عن أربعين سنة 40 سنة . • أن يكون قادرا سليما صحيح الجسم والعقل والنفس قويا مشهودا له بالنشاط والحيوية فى مجال عمله. • أن يكون ممن له أياد بيضاء بين مجتمعه الصغير والكبير من أعمال الخير والبر على قدره وسعته ؛ يعنى ( مش جاى يسترزق سفلقة على حساب الكبار والصغار ومص دما الشعب ونهب قوت الفقير واليتيم ) . • أن يوافق عليه على أقل تقدير مئة من الشخصيات العامة المشهود لهم بالنزاهة والعفة ، ويمكن الإشارة إلى أمثال هؤلاء بصورة عفوية : 1- شيخ الأزهر أو رجل جليل من علماء الأزهر العاملين . 2- رئيس إحدى الجامعات أو من يقدمه الأكاديميون ممن يشهدون له بالعفة والنزاهة وطهارة الثوب واليد 00 3- رتبة عسكرية كبيرة لا تقل عن رتبة لواء 00 4- واحد من رؤساء لجان مجلس الشعب وآخر من مجلس الشورى أو عشرين عضوا محترمين من المجلسين 00 5- واحد من رجال الشرطة ليس أن يكون لواءا بالضرورة ، فقط ممن لم تلوث أيديهم بدماء المصريين أو تعذيبهم 00 6- عشرة من خيرة علماء مصر وكتابها ومثقفيها ممن لم توجه إليهم جرائم الخوض فى الدين والتهجم على الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وإيذاء الصحابة والاستهانة بالعلم والعلماء00 7- واحد أو أكثر من المشهود لهم بالعفة والنزاهة ممن حصلوا على أوسمة ونياشين فى حرب العاشر من رمضان السادس من أكتوبر 1973م ، بشرط أن لا يكون ممن حصلوا على جوائز خارجية مثل نوبل وغيرها من الجوائز الأمريكية والإسرائيلية. يقول عز من قائل " يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ " ( سورة ص : 26 ) ومن هنا ينبغى على من يقرأ القرآن ويريد أن يحتكم إليه – والمسلم وغير المسلم من العقلاء يجب أن يحتكم إليه – إيجب لمن طلب ذلك ألا ينحرف بفهمه إلى ما تهواه نفسه أو قبيله ، فيحمل الآيات ما لا يفهمه منها الورثة من علماء الأمة وحكمائها ، فالخلافة فى الأرض بجعل الله تعالى لا تكون إلا لعبادة ممن اصطفى 00 ! ولا أتصور ولا أفهم أن الله سبحانه وتعالى يحرم منها عبدا من عباده ممن يختارهم أهليهم وأمتهم على أسس ومؤهلات صالحة التطبيق فى الزمان والمكان . هذا ، وكل من يختار بنزاهة من أهله وأمته ليكون راعيا فيهم ، فهو خليفة ما دام يحكم بالعدل وما أنزل الله سبحانه وتعالى من الحق. وهو ما تبين لى فى كتابى ( أبو البشر آدم بين الروح والجسد ) ( والله غالب على أمره ) *** دكتور / عبد العزيز أبو مندور [email protected] 000