من أجل إنقاذ الكرامة أيها الشباب الفلسطيني الحر ، يا صاحب الثورة المستمرة ، كيف تصمت في الوقت الذي تثور فيه شعوب الأمة قاطبة ، وأنت من علّمت الشعوب الثورة؟ كيف تصمت وقادتك الأشاوس يسلّمون فلسطين ليهود على طبق من ذهب ودون أي مقابل ؟ كيف تصمت وقد أصبحت أضحوكة بل لعبة في أيدي أعدائك والمتآمرين عليك في كل مكان ؟ فالقدس تحاصر ، وغزة تحاصر ، وقبل ذلك تتعرض لاعتداءات وحشية وحرب مدمرة ، كيف تصمت وقادتك الذين تثق بهم يجالسون الأعداء ويتنازلون لهم التنازل تلو التنازل دون أي مقابل ، ألا فقد آن الأوان لثورتك الأخيرة التي لن تتوقف حتى تضع الحروف على النقاط ، فانزل إلى الميدان وواكب ثورات إخوتك من شباب المسلمين في كل مكان ، ولتكن مطالبك وحقوقك مشروعة تتلخص فيما يأتي : المطلب الأول : إنهاء الانقسام فورا وعدم الخضوع لإملاءات أمريكا الضاغطة على سلطة رام الله لمنع الوحدة ، على الرغم من أن أمريكا لم تقدم شيئا لفلسطين ، فها هي تضع العقبات أمام وقف الاستيطان بإعطائها الفيتو ضد وقف الاستيطان ، وكم وعدت بإقامة دولة فلسطينية على حدود سبعة وستين منذ عام 1993 وما وفت بوعودها حتى آخر وعد قطعه بوش على نفسه ، فذهب بوش وذهب وعده ، فأمريكا كالشيطان تعد الناس بالتحرير والاستقلال ، ولا تصدق في وعودها إلا مع يهود وهي لا صديق ولا حليف لها لأنها تتخلى عن عملائها التاريخيين ، أمثال حسني مبارك وعلي صالح والقذافي والحبل على الجرار ، تتخلى عنهم بعدما أخلصوا لها ، ودافعوا عن مصالحها ، حتى أنهم هاجموا إخوانهم في فلسطين والعراق وأفغانستان ، فلا ثقة بأمريكا ولا بجميع قوى الشر الغربية . أما المطلب الثاني فهو وقف التنسيق الأمني مع يهود ، وإطلاق يد المقاومة المخلصة ضد كيانه المسخ حتى يعلم بأننا لسنا بأضحوكة له ولمن خلفه من قوى الشر ، فهذا التنسيق الأمني من الأسباب الأساسية وراء سوء العلاقة بين الشعب الفلسطيني وقيادته ، لأنه يقوم على أساس ملاحقة الشرفاء ، وغض البصر عن العملاء . أما المطلب الثالث فيتلخص في إلغاء الاتفاقات السابقة مع يهود والتي تمت مقابل تنازل يهود عن أشياء لم يتنازلوا عنها ، ومنها توقف الاستيطان في مناطق السبعة والستين على اعتبار أن المجتمع الدولية والرباعية أكّدت بل أجمعت على قيام الدولة الفلسطينية على حدود السبعة والستين ، ووجود الاستيطان يعني عدم قيام هذه الدولة الموعودة ، أما المطلب الرابع فهو وقف الاعتقال السياسي في سجون السلطة بشقيها غزة والضفة فورا ودون شروط مع وقف ملاحقة المقاومين الشرفاء في الضفة وغزة لأن ذلك أصبح مخزيا في الوقت الذي تذهب فيه دماء الأبرياء من أبناء الشعب الفلسطيني الذين يقتلون بدم بارد ودون ذنب اقترفه تذهب سدى ، وبالمقابل تسارع قيادة السلطة بتعويض من قتل من أبناء يهود المجرمين على أيدي المقاومة بالملايين ، وقد كان قتله ثأرا لجريمة ارتكبها ذلك المقتول . أما المطلب الخامس فهو إطلاق الحريات العامة الفكرية والسياسية والإعلامية دون قيد أو شرط على أن لا تكون متضمنة تحريضا ضد الإخوة الفلسطينيين أيا كان توجههم ما عدا العملاء منهم والذين يثبت تورطهم في التجسس لمصلحة الأعداء ، مع السماح بالتجمعات السلمية المنظمة والبعيدة عن الفوضى والغوغائية والعمل على تنظيمها وحمايتها دون التشويش عليها بغض النظر عن الشعارات والهتافات التي ترددها ما دامت لا تحرض على العنف والاقتتال ، ففلسطين لم تتحرر بعد ، ولم يصبح لها حكومة مستقلة ، بل القائمين على الحكم هم موظفون لإدارة شؤون البلاد نيابة عن العدو ، وهذا لا ضير فيه ما دام لا علاقة له بالسياسة فلا تحريض ضد الحكومة القائمة في غزة والضفة ، ولكن الهجوم سيكون على الاحتلال فقط مع إعلام الحكومتين بأنهما راضختان لتوجهات الشعب نحو الوحدة ومقاومة الاحتلال حتى التحرر التام وإلا فليتركوا الإدارة فورا لمن لا يتعارض مع تطلعات الشعب في الحرية وتحقيق المصير فالشعوب الإسلامية بدأت نهضتها وأدركت حجمها ، وهي في طريقها لمساندتنا ضد هذا العدو فلا نقف نحن حجر عثرة في طريقها بعدما أزالت أحجارها المتمثلة في الحكام العملاء . أما المطلب السادس فهو تطهير الإدارة الفلسطينية من الفساد والمفسدين والعملاء المتواطئين مع الأعداء فورا ، وتشكيل إدارة نزيهة أمينة ترعى مصالح الفلسطينيين وتعطي كل ذي حق حقه ، والعمل على وضع الرجل المناسب في المكان المناسب ، أما المطلب السابع والأخير فيطلق على السلطة الفلسطينية في الضفة وغزة مسمى واحد وهو ( الإدارة الفلسطينية الذاتية في ظل الاحتلال ) وذلك لإعلام العالم وخاصة الإسلامي منه أننا ما زلنا محتلين ، وبحاجة إلى مساندة من أجل التحرر ، وأن الإدارة الذاتية لمصالحنا جاءت من قبيل رفض الاحتلال وعدم الموافقة على التعامل معه في إدارة شؤوننا بسبب صعوبة التفاهم واستحالة التعامل بيننا وبينه ، مما يترك انطباعا بأننا لا نرضاه جارا ولا شريكا معنا . بهذه المطالب انطلقوا ، ومن أجل تحقيقها انزلوا إلى الشارع وطالبوا المسئولين بضرورة تحقيقها فورا ودون تردد لأن المجتمع الدولي لا يرى إلا إسرائيل ولا يهتم إلا بإسرائيل وهي المحتلة المعتدية المجرمة ، وأما نحن فلنا الحق ولنا الأرض ولنا الوطن ولا أحد يرانا ، فلماذا هذا القهر ؟! ولماذا هذه الاستهانة بحقوقنا ؟! والاسترخاص لأرواحنا ؟! ونحن أهل الرباط ، وأصحاب الحق التاريخي ، ودعاة النهضة والسلام والتسامح والمحبة ، وإننا في بياننا هذا نعتبر كل فلسطين التاريخية أرضا محتلة ، ونضع أنفسنا وإخواننا المسلمين في العالم الإسلامي أمام واجبه الشرعي في الدفاع عن أرض ليست للفلسطينيين فحسب بل للأمة الإسلامية جمعاء بعربها وعجمها ، وإننا في تجمّع الشباب الفلسطيني الحر والخاص ببلد ترزح تحت الاحتلال لسنا حزبا سياسيا ولا حركة وطنية بل تجمعا من جميع أطياف المجتمع الفلسطيني الذي له حق المواطنة ، وبغض النظر عن طائفته أو توجهه أو ديانته ، نتطلع إلى تحقيق مطالب الشعب كافة ، وهدفنا إعادة فلسطين التاريخية في نظر العالم أرضا محتلة من يهود الذين لا حق لهم فيها ، وإنه من الواجب على العالم وخاصة الإسلامي منه أن يعمل جادا على تحرير هذه الأرض ، وطرد الاحتلال الغاصب لها ، ولا نتطلع إلى قيادة ولا سلطة في ظل احتلال ، بل إننا نرفض رفضا قاطعا وجود سلطة في ظل احتلال ، وإنما إدارة ذاتية ترعى مصالحنا قدر الإمكان حتى يتم التحرير التام لأرض السلام . إليكم ما أرى سبب احتقاني لثورة صامت حقي دعاني فمن يصمت بعيد اليوم يضحي عدوا للنهوض وقد رماني قال تعالى : " {وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ }هود113 اللجنة المنظمة تجمّع الشباب الفلسطيني الحر