بعد نوم عميق امتد لسنوات طويلة وفترة من الصمت المطبق والإستكانة المهينة واليأس وفقدان الثقة بالنفس و رهان من الأنظمة الدكتاتورية بأن الشعوب العربية ماتت و أصبحت جثة هامدة و أنها قد استسلمت لهذه الأنظمة الغاشمة الظالمة للأبد والتي تحكمه بالحديد والنار بعد أن نهبت كل ثرواته . كل ذلك جعل الأمم التي تتربص بنا تستهين بنا وتنتهك حروماتنا وتحاربنا في ديننا بل وعملت أيضا علي تمزيق دولنا وقطعت أوصالنا و حولتها إلي أشلاء دول وكل ذلك لم يحرك ساكنا في الحكام العرب حتي من باب الغيرة الوطنية أو الغيرة علي هويتها أو عقيدتها . وفجأة لاح في الافق بصيص من الأمل حين بزغ في الافق شعاع من الضؤفي اخر النفق المظلم وثار شعب تونس في هبة عبقرية تحدت كل قوي الظلم لتكسر حاجز الصمت وتفجر طاقات شبابها الكامنة في صدورها منذ سنين طويلة . بهذه الثورة بعث الشعب التونسي برسالة لجميع الشعوب بأنه مازال هناك أمل من أجل التغيير وأنه مازال هناك رجال لديها عزيمة و إصرار وأن (( إرادة الشعب لاتقهر)) مهما طال الظلم واستشري الفساد . وعلي الأنظمة الطاغية ان لا تستهين بصمت الشعب وطول صبره علي الظلم إنما ينتظر لحظة انطلاق الشرر فالظلم وإهانة الكرامة والادمية وهضم الحق طعمه مرير يولد غضب عظيم يبقي في النفوس مهما طال الزمن . تحية إلي الشعب التونسي من القلب لأنهم قادوا ثورة التغيير بأنفسهم وحققوا إرادتهم بأيديهم وعليهم ألا يلتفتوا إلي اعداء الثورات والتغيير التي تريد إجهاض تلك الثورة المباركة وعليهم أن يستغلوا الفرصة بإقتلاع قوي الشر والفساد من جذورها وفي هذه الفترة التاريخية علي جميع قوي الشعب الحر ان تتوحد من أجل إختيار قائدا من أبناء شعبهم الحر الشرفاء المخلصين ومن أجل تحقيق الأستقرار ..... فتحية لشعب تونس وإلي ثورة الياسمين .