حلم طفل في الأربعين من عمره

خير اللهم أجعله خير
حلم طفل في الأربعين من عمره
حلم : أحمد حسني عطوة
استيقظت من نومي هذا الصباح كالعادة وارتديت ملابسي وأريد التوجه إلى مقر عملي وذهلت عندما خطت قدماي خارج باب منزلي إذ صعقت وانتابني الهوس لما رأيت
( خير اللهم أجعله خير )
قطع العلم التي كانت متناثرة كل لون على حدا وجدتها قد أصبحت قطعة واحده جميلة وجدت علم فلسطين وقد التأم تمزيقه وأحاطته أم الأسير والشهيد أخاطته أرملة الشهيد وأخته وابنته وعلقه أبناء الشارع الفلسطيني الذين كانوا يطلقون النار على بعضهم البعض بالأمس فلم أصدق ما رأيت
وجدت الصور على لوحات الإعلانات ترفع شعارا واحدا لتحرير فلسطين ونصرة القدس وما زاد استغرابي أنني شاهدت صورة لم أتوقعها ولم أحلم بها أبدا منذ أحداث الانقسام
شاهدت تلك الصورة الجميلة التي يضحك فيها الأخوة يتعانقون ويتحالفون على عدو واحد اسمه المشروع الصهيوني واحتلال فلسطين
والغريب أنني لم أرى أنيابا في هذه الصورة فقد كانت ابتسامات جميلة ومعاني أجمل ترسمها ملامحهم الفلسطينية التي لا تحمل أي طابع غربي أو إقليمي .
رأيت صورة ألياسر والياسين في سماء غزة تبارك هذه الابتسامات التي حملت كل معاني الحب والسلام
رأيت كل بساطة الشعب في وجوههم وسمعت هتاف الناس لفلسطين لم أسمع بينهم من يهتف باسم فصيل أو حزب أو دولة حليفة لم أسمع سوى اسم واحد ولم أرى سوى علم واحد
رأيت الأطفال في الشارع يتحدثون عن تاريخ القدس ويالا غرابة ما سمعتهم يتحدثون فيه لقد سمعت طفلا يتحدث عن نشأة الكنعانيين ففرحت أن أطفالنا أصبحوا يتعلمون ألف باء الوطن والحرية والحب
عدت سريعا إلى بيتي وفتحت المذياع والتلفاز وقلبت كل المحطات فلم أجد قناة واحده تتحدث عن خصام أو فرقة أو انقسام وجدت الصوت واحد والخبر واحد فحمدت اله أن الانقسام والفرقة كانت فقط في حلمي ولم يحدث منها شيء فتوضأت وصليت ركعتين شكر لله لأن الفرقة لم تكن الا في حلمي وقد كانت كابوسا في منامي وما هي الا لحظات قليلة من سماعي للأخبار الا وكانت أصابع زوجتي تهزني قائلة
قوم تأخرت على شغلك
فنهضت من نومي ونظرت حولي فاذا بي أحلم بكل ما سبق وقد كان بجانبي درع يحمل علم فلسطين أمسكته وقبلته وبكيت وذرفت دموعي لأنني صحوت من نومي فكم تمنيت الموت على هذا الحلم الذي رأيته في منامي وأظنه لن يتحقق أبدا الا اذا نشرنا التسامح والحب بيننا فهل حلمتم بمثل هذا الحلم ؟؟!!