اذا كنا نقول عن أنفسنا مسلمين فليتنا نتعلم سماحة التعامل مع الآخرين حولنا كما دعانا اليها الاسلام فالتعامل مع الآخرين من حولنا لابد اذا كنا بحق مسلمين أن نتعامل معه بأصول حددها ديننا الحنيف السلام والمسالمة؛ ليعيش الناس آمنين على أنفسهم وأعراضهم وأموالهم؛ ولهذا شرع السلام للمؤمنين في تحية اللقاء، وفي تحية الانصراف من الصلاة، ليكون شعارًا لهم في غدوهم ورَواحهم، وفي مجتمعهم في مساجدهم ونواديهم، وفي ردهم على من يجهل عليهم؛ قال - تعالى -: ﴿ وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا الفرقان: 63، وحيث كان السلام شعار الإسلام، فالمراد منه معناه حقيقة، وهو السلامة والأمان، ومن دواعيها أن تتجاوز عن مساءة أخيك، وتحسن تأويل ما اشتبه عليك من أمره، وتعينه في سرائه وضرائه، وتحنو عليه وتدفع الظلم عنه، ويكون أمرك معه، وألا تؤذيه بقول أو فعل؛ قال - صلى الله عليه وسلم -: المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده وكذلك يدعونا ربنا - عز وجل - للسلام مع الغير بقوله: وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ من صور سماحة الإسلام مع غير المسلمين أنه حرّم التعرض بالأذى بالقول والفعل لكل معاهد أو مستأمن دخل ديار الإسلام؛ ووعد وأغلظ في العقوبة لمن تعرض لهم بالأذى؛ فقد روى البخاري في صحيحه عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا-، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ) مَنْ قَتَلَ مُعَاهَدًا لَمْ يَرِحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ، وَإِنَّ رِيحَهَا تُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ أَرْبَعِينَ عَامًا (. · ومن صور سماحة الإسلام أنه أمر بالإحسان إلى غير المسلمين الذين لم يعرف لهم أذية للمسلمين ولا قتالهم؛ كما قال تعالى: ﴿ لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ﴾ [الممتحنة: 8]، بل فوق ذلك أمر بصلتهم والإنفاق عليهم، فقد روى البخاري في صحيحه عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- قَالَتْ: ) قَدِمَتْ عَلَيَّ أُمِّي وَهِيَ مُشْرِكَةٌ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَاسْتَفْتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قُلْتُ وَهِيَ رَاغِبَةٌ أَفَأَصِلُ أُمِّي؟ قَالَ: نَعَمْ صِلِي أُمَّكِ ومن صور سماحة الإسلام أنه حرم التعرض لدور العبادة التي يتعبد فيها غير المسلمين عند نشوب حرب بين المسلمين وغيرهم،وتذكروا ما يحدث هذه الأيام من الاخوان من التعرض للكنائس بل وأحيانآ التعرض للمساجد وعدم احترامها واتخاذها كملجأ يهربون فيه من الشرطة ومن غضب الشعب عليهم بل وحرم قتل من لم يشارك في تلك الحرب من النساء والأطفال؛ فقد روى مسلم في صحيحه عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: ) كَانَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذَا أَمَّرَ أَمِيرًا عَلَى جَيْشٍ، أَوْ سَرِيَّةٍ، أَوْصَاهُ فِي خَاصَّتِهِ بِتَقْوَى اللهِ وَمَنْ مَعَهُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ خَيْرًا، ثُمَّ قَالَ: اغْزُوا بِاسْمِ اللهِ فِي سَبِيلِ اللهِ، قَاتِلُوا مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ، اغْزُوا وَلَا تَغُلُّوا، وَلَا تَغْدِرُوا، وَلَا تَمْثُلُوا، وَلَا تَقْتُلُوا وَلِيدًا (. وكان من وصايا أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- لأمرائه على الحرب قوله: «وستمرون على قوم في صوامع لهم احتبسوا أنفسهم فيها، فدعهم حتى يميتهم الله فيها على ضلالتهم، يا يزيد: لا تقتل صبيا ولا امرأة ولا صغيرا، ولا تخربن عامرا، ولا تعقرن شجرا مثمرا، ولا دابة عجماء، ولا بقرة ولا شاة إلا لمأكلة، ولا تحرقن نخلا ولا تغرقنه، ولا تغلل، ولا تجبن». علينا ان نعود لنتذكر سماحة الاسلام وعقائد الاسلام السمحة فى التعامل مع المسلمين وغير المسلمين ..................ليتنا نعود ونتعامل بما دعانا اليه الاسلام ودعانا اليه رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم