(وقفل ونزل بسرعة وركب عربيتة وراح على بيت أخوة! اللي لما عرف إنه جاى قفل ملفاته وقال في نفسه: مافيش فايده مش هعرف أكمل شغلي رن جرس الباب وفتحت الشغالة الباب, ودخل حازم وقابل حاتم بالأحضان والسلامات.. ودخلوا غرفة الجلوس وطلب حاتم من زينب الشغالة إتنين قهوة حازم: عايز منك خدمة حاتم: قول كدا! وأنا اللي فاكر إني وحشتك وجاى تشوفني! آخره ... هات ماعندك (حازم بدأ يحكي لحاتم كل اللي حصل بينه وبين حنين! وكان مايعرفش اسمها ونهى كلامه ب .......وبعد ماقولتلهم إني أخوك وأنا واثق إنهم مش يعرفوك شخصيا لكن مجرد اسم منصبك رعبهم! ومشيت البنت لكن أنا عايز أبهدلها وأذلها! مافيش واحدة قدرت تعمل معايا كدا حاتم بضيق: خلصت كلامك؟ حازم: أيوه حاتم: إزاي تسمح لنفسك تستخدم اسمي ومنصبي عشان تهدد بيه الناس وتقطع عيش بنت مسكينة! هي دي الرجولة؟ إنت عارف كويس أنا مبحبش كدا حازم بانفعال: في إيه يا أبية هو أنا مش أخوك ؟ وبعدين هي تستاهل!قليلة الأدب وكلمتني بوقاحة شديدة .. لازم تتربى! حاتم بقسوة: إنت اللي لازم تتربى! فووق بأه (حازم ينظر ليه بدهشة ) كمل حاتم: إيه.. مستغرب كلامي ليه؟ فعلا انت اللي المفروض تتربي! من وقت ما ماتوا بابا وماما وأنا بحاول دايما أعوضك عن حرمانك منهم, ومش أخليك ناقصك حاجة .. عودتك بدون ما أقصد على الأنانية وحب الذات! كل طلباتك مُجابة من قبل حتي ماتطلبها! كنت فاكر إني كدا بحافظ عليك وبعوضك عن اليُتم! لكن بالعكس! وكمان من يوم ما اشتغلت شغلتك دي وانت أخدك الغرور أكتر وأكتر! بقيت إنسان سيء جدا ومعندكش قلب! كل حاجه بالنسبالك مالهاش قيمة تدوسها برجليك! مش حرام عليك بنت مسكينة زي دي أكيد بتشتغل عشان تعول أهلها, عملتلك إيه؟ معملتش غير إنها ردت إهانتك ليها! ولاّ الكبر أخدك لأنها غير باقي البنات اللي لما يشوفوك يترموا تحت رجليك! إنت اللي إبتديت بالوقاحة! وسمحت لنفسك تتحامى بمنصبي لترهيب الناس وتخرب البيوت! اسمع؟؟........ الوظيفة دي اتعملت عشان تحمي مصالح الناس وشؤون الدولة مش للتباهي وتصفية الحسابات الشخصية! أنا لو منك أخجل من نفسي وأروح للراجل أخليه يرجع البنت المسكينة! اللي ممكن تكون بأمس الحاجة للعمل دا! خسارة يا حازم إنت بقيت من سيء لأسوء! تفضل وقتك انتهى عايز أنام (حازم عنيه بالأرض ومكسوف جدا من رد فعل أخوه الغير متوقع! لكن حازم غلطان لأنه أدرى الناس بأخوة.. وكان لازم يتوقع رد فعلة ..لأنه إنسان محترم ونزيه جدا! مايحبش الظلم أبدا.. وحنون على كل المحيطين وأكتر إنسان يسارع بالصدقات! وعملة شيء وحياته كإنسان شيء تاني! تفتكروا في كدا؟ أكيد في!) ومشي حازم ويفكر في كل اللي قاله حاتم, وروح البيت حزين ولأول مره بحياته يشعر بالذنب! وأثناء كل دا كانت حنين روحت لجدتها مهمومة حزينة جدا ولما شافتها ..جدتها سألتها: مالك يا حنين زعلانه ليه.. وراجعة بدري من شغلك ليه؟ حنين بحزن: (حكت لجدتها كل اللي حصل ونهت كلامها بتنهيدا): هو فاكر نفسه إيه؟ هو ولا حاجة! كريمة: معلش ماتزعليش! رب الأرزاق موجود! بس عايزه أقولك حاجة تخليها حلقة فودنك! الراجل حتى لو شحات فهو كل حاجة! الراجل راجل! غني أو مش لاقي ياكل , واجب علينا احترامه! وبعدين اللي بيحترم بيحترم نفسه! مهما الراجل يهين الست مايصحش ترد عليه! إنتِ غلطانة! وبعدين يمكن كان محتاج يكلم حد ضروري! لازم تلتمسي العذر للي قدامك ومش تردي مهما قال! البنت المحترمة بتعمل كدا! يل روحي غيري هدومك وأنا ها جهز الأكل! وربك يعدلها قامت حنين وغسلت وشها وغيرت وقعدت تاكل مع جدتها ..... وتفتكر ....؟ تاني يوم من بدري صحيت حنين على جرس الباب وراحت فتحت.... وجدتها من جوه غرفتها بتسألها: مين يا حنين ؟ حنين: عم فتحي يا نينى كريمة تخرج من غرفتها وتلف الطرحة البيضاعلى راسها و: اهلا وسهلا إتفضل (ويدخل عم فتحي وقعد على الكنبة في الصالة ,وقعدت كريمه وترحب بيه! ) فتحي: إزيك يا حاجة عامله إيه ؟ كريمة: الحمد لله فتحي لحنين: خدي مفتاح المحل وروحي افتحي حنين: لا ياعم فتحي أنا مش أرضا ليك الضرر فتحي: يابنتي الأرزاق بيد الله.. وبعدين دا شكله كان تايه في الحارة, ومش هيرجع تاني! وحتى لو رجع يعمل اللي يعمله... حنين: لا يعم فتحي معلش.. أنا مارجعش مكان إتهنت فيه! ياريت ماتزعلش مني فتحي: إيه رأيك يا حاجة؟ إنتِ موافقة على الكلام دا؟ كريمة: لله الأمر من قبل ومن بعد فتحي: عموما المحل محلك يابنتي لو حبيتي ترجعي في أي وقت! أستأذن أنا (وقام وخرج وقفلت حنين وراه الباب ) كريمة: ربنا يكرمه راجل طيب! دإنتِ متربية على ايده حنين: عارفا .. عشان كدا ها دور على شغل.. واستحالة أرجع عنده أو أسبب له أي مشاكل كريمة: ربنا يكرمك يا بنتي! ويرزقك بالشغل الحلال حنين: قوليلي يا كرمله أمي كانت بتحب أبويا؟ كريمه تبتسم: وإيه مناسبة الكلام دا يابنت راوية؟ حنين بدلع: والنبي إحكيلي يا كرمله!عايزة أعرف كريمه تتنهد: أبوكِ كان ابن ناس أوي, وكان صاحب واحد جارنا, وكان بيجي كتير عشان يشوف أمك! كانت أجمل بنات الحارة وكل الشباب يتمنوها! لحد ماشغلها بيه وحبته! وتقدم عشان يخطبها وقامت قيامة أهلة ومرضيوش أبدا! لكنه سابهم وسكن هنا في الحارة, ورضي إنه يشتغل شغل بسيط وعاشوا مبسوطين!ولكن ؟ أبوه الله يسامحة, فضل وراه لحد ما خلاه يسيبها ويروح يعيش معاهم! وكانت حامل فيكِ.. في الشهر السابع! وحزنت على بعده أوي وكانت كل يوم تبكي!وهو كان كل فترة يجي الحارة وإحنا نايمين ويحط ظرف تحت الباب فيه فلوس كتيرة عشان أمك! وكانت تزعل أوي وتنهار وتقول أنا عايزاه هو.. مش عايزة فلوس! ويوم ولادتك الصبح ساب لها مع الفلوس ورقه! وكان كاتب فيها؟ حبيبتي راوية: لازم تعرفي إني عمري ماحب حد غيرك! إنتِ عمري كله ومصيرنا نتلاقى من تاني! أنا قولت خليني بعيد وأوهم أهلي إني بسمع كلامهم عشان ياحبيبتي أجيبلك فلوس كتير! لأني بهدلتك أوي معايا! إنتِ اللي زيك لازم تعيش هانم! سامحيني إني مش جنبك وإنتِ بأمس الحاجة لوجودي! بس لازم تعرفي إنهم هددوني بقتلك لو مش بعدت عنك! وانا مكنتش باجي بالليل عشان أسيبلك الفلوس وبس ......لا يا حياتي أنا كنت باجي باستمرار عشان احس إني جنبك وأتنفس الهوا اللي بتتنفسي منه..أشعر بوجودك بنبضي.. تعرفي .. باتمنى من ربنا يرزقنا ببنوته... وتكون جميلة زيك.. ونسميها حنين يا راوية! تعرفي ليه ؟ لأنها ثمرة حبنا وإمتداد لحنين بين قلوبنا عمره ما ينتهي أبدا! حنين يدوم بعيون حنين! بحب رشد ي ك (وتتنهد كريمة بحزن وتكمل): وكانت الورقة في ايد أمك بتقراها ودموعها تنزل, ورمت أمك الفلوس في الأرض وحضنت الورقة وقعدت في الأرض وتصرخ وحاسة انها مقهورة.. وأنا أهديها لكنها تصرخ أكتر وأنا مش عارفه أعمل إيه ؟ ولاقتها بتقولي: أنا تعبانه يامة أنا بولد! وبسرعة جبت الحكيمة! وولدتك يأحلى البنات! ولما عرفت إنك بنت قالت حنين! ورحت أنا كتبتك حنين! ولما فاقت من التعب ومر وقت بعد ولادتك , في يوم قالتلي: أنا هاروح أجيبه وزي ماتيجي! العيشة وحشة أوي يامة من غيره! وسابتك معايا قالت عشان أقوله يجي يشوف حنين... هاروح استناه عند بوابة الفيلا بتاعتهم وأكلمه وهو رايح شغله الصبح!( وكان بيشتغل في شركة أبوه).............؟ راوية واقفة جنب شجرة قدام البوابة و شافته خارج) نادت عليه: رشدي ؟؟ ؟ ؟ تابعوني