قال تعالي: ﴿ يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا ، يا عبادي ، كلكم ضال إلا من هديته ، فاستهدوني أهدكم﴾ في بادئ ذي بدء ومن خلال مقدمة سطور مقالي أوجه ندائي لابن آدم المخلوق من طين والذي يتغير و يتلون كالحرباء في كل حين .أيها الظالم المتجبر المخدوع المخبول المغرور المتخم حتى الثمالة بسكرات الحياة يا صاحب المقام الهش والمنصب السفيه والبرستيج الاجتماعي المتعجرف والفشخرة الكذابة..قف..وفكر.. واحذر.. !!! وتأمل في عظمة الخالق الجبار الأكبر!!!!. المعز ..المذل...القاهر...القادر...القدير المقتدر على كل شيء وهو الذي يؤتي الملك من يشاء وينزعه ممن يشاء..يا من فقدت توازنك العقلي والنفسي وغيبت ضميرك وضللت نفسك وأسكرت عقلك وتساوقت في ظلمك مع عدوك وبعت ذمتك بأبخص الأثمان وسجدت كاذباً أرضاً لغير ابتغاء مرضات الله ورفعت يدك للسماء ونطقت يا.. الله بكل اللغات زوراً وبهتانا ًوزاولت مهنة الظلم قولاً وعملاً بكل أسفاه..لابد أن تعلم أيها الصفيق المتعالي أينما كنت ومهما كانت قدرتك وعلمك ومكانتك واسمك وحمولتك وانتمائك وملتك وجنسيتك. فأنت أضعف مما تتصور فقد خلقت بقدرة قادر فلا تنسى أن الله صبرواً حكيماً يمهل ولا يهمل في ظلمك لغيرك تذكر قول عمر بن الخطاب(رضي الله عنه): لقد خلقتنا أمهاتنا أحرار) وليس عبيد وسيأتي اليوم الذي تندم فيه وتتحسر لأن الله لا يحب الظالمين. تذكر يابن آدم دائماً إذا دعتك قدرتك على ظلم الناس فتذكر قدرة الله عليك. .فمن منكم أنتم أيها الغارقين في وحل الرذيلة لم يسمع أو يقرأ عن هذه المقولة الكريمة فكثير الكثير كان لها واقع التأثير في نفوس المظللين الساقطين اللاهثين وراء غرائز الحياة دون تفكير.. وكثير الكثير منكم لم يحركه إحساسه المتجمد ولو بعد حين أو يؤنبه ضميره الميت أو يعيرها أي اهتمام في تعسفه وظلمه وتجاهله لكلمات الرحمن الرحيم .ولكن هل يتذكر أم نسى هذا المرء الأهوج الحكمة التي تقول ﴿ لو دامت لغيرك ما وصلت إليك ﴾؟هذا هو قانون الواقع الدهر يومان: يوم لك ويوماً عليك شئت أم أبيت ألم يعلم المرء أنه غير مخلد بهذه الحياة حتى لو كان في بروج مشيدة ولديه بودي جارد (الحراسات الخاصة) فلن تحميه من مصيره المحتوم وأن نهاية كل إنسان صالح أو طالح مهما طال من عمره إما الموت أو يحال إلى التقاعد والاستغناء عن خدمته الدنيوية بسبب تقصيره وإهماله في عمله أو عجزه وكبر سنه أو الانتهاء من مدة صلاحية دورة بما هو مطلوب منه ..وبعدها يصبح المرء فيكم لا قيمة له في المجتمع نسياُ منسياُ وكأنه خبر كان مر مرور الكرام كلمح البصر دون أي اهتمام له ولنا عبرة في الآخرين والتاريخ شاهد على حماقة كل ظالم جحود حقود متجبر مارس كل الموبقات فلفظته الأرض وأكلته الكلاب الضارية.لهذا فإن ظروف الحياة والمناخ الذي يحيط بنا ونعتاشه يومياً بقسوته ومرارته حتماً سوف تتغير الموازين وتنقلب الأمور وأعتقد بأن الجميع يخاف من كل شي مجهول...ولا يثبت أي شئ على حال .كما قال الله تعالى عزوجل: ﴿ وتلك الأيام نداولها بين الناس﴾ .صدق الله العظيم.فإن دوام المحال من الحال أيها المرء الضال المضل المفقود والمغيب والمغلوب على أمرك فإذا ما دارت عليك الأيام فتذكر سيأتي يوماً ما ستدور الدائرة عليك..لهذا استصرخ في آذان كل الطرشان والعميان والعقول المطلمسة والضمائر الغائبة في كهوف النسيان والنفوس المريضة التي أدمنتها عقاقير التوهان وأفقدت صوابها وجعلتها تتخبط كالثيران..أن يقفوا أمام عظمة الخالق لحظة واحدة ويتقوا فيها الله ويرحموا من يتعذب و يتألم بالأرض حتى يرحمهم الله ويكون لهم مخرجاً يوماً ما...بقلوب مؤمنة وحريصة على كل قطرة دم وبعقولاً نيره تناجي كل من يهمه الأمر وبأيدي طاهرة من السرقة وسفك الدم تخط إليكم بأقلامها وهي ترزح تحت سياط الظلم والقهر والتي لا تعرف الخيانة والغدر. فمن حق أبناء شعبنا الذي أوجعهم بطش الحصار وما تبع الحصار بحق الكبار والصغار أن يتساءلوا ويقولوا وآه أسفااااااااااه على أنفسنا لأننا لسنا جديرين أن نستحق الحياة على هذه الأرض.. أم أن الحياة ليست جديرة بنا لأننا أصبحنا طغاة بحق أنفسنا وقلوبنا سوداء قاصية أقصى من الصخر على بعضنا بعض وضمائرنا لم يعد منها الرجاء. وكلاً منا يعتقد في ذاته أنه الذكي في عالم الأغبياء. وكفرنا بكل المعايير الوضعية والربانية على حد سواء. وحققنا كل ما كان يتمناه عدونا منا دون عناء ..أم أن نفوسنا التي خذلتنا وطأطأت رؤوسنا وألقت بنا في بحر من الدماء.وأعمت بصيرتنا وشلت عقولنا وأطفئت قلوبنا وأغوتنا بملذات الحياة .وقد تصور المرء أن الدرهم والدينار والدولار سيقوي من أمره والارتماء كالسجاد الأحمر تحت أقدام غيره سيعلوا من شأنه والتغني باسم الوطن والأرض والشعب والعلم والدين والقدس والأقصى سيفرض نفسه ونسي أن كل ما تمناه كان سراباً ولم يجده ...لقد أصبحت ثقافتنا بامتياز في شهادة الزور والكذب والتظليل والنفاق والرياء والبغضاء والحقد والطمع والجشع والتخوين والتكفير والتشفي حتى بشهدائنا الأوفياء أمر يندي له الجبين وتدمي له العين ويصدع القلب شفقة على هذا المختل السكير ..لا أعرف كيف تسللت لنا هذه الثقافة الجوفاء أم نحن الذين تمرغنا بوحل الإثم واستوردنا ثقافة السفهاء .. ما الذي حل بنا بعد ما كنا في نظر الشعوب صورة طاهرة حافلة بأسماء الأسرى والشهداء؟؟. أين نضال شعبنا الذي أصبح في عيون هؤلاء الملايين الذين عرفوا كوفية الياسر السمراء في العواصم العربية والإسلامية والأوربية والغربية جمعاء؟؟....فالمرء فيكم عندما تتعثر خطواته وتوصد الأبواب والحدود في وجهه وتشل مناحي الحياة من حوله يضرب خمس أخماسه على وجهه ويندب حظه كالولايا (الحريم)على الزمان الذي كشف قبحه .فلماذا نعيب زماننا والعيب فينا وما لزماننا عيب سوانا؟؟ . ..... اللهم إني بلغت اللهم فأشهد ........