بغض النظر عن معنى كلمة لو ، التى طالما درسناها فى النحو بأنها (امتناع الامتناع) وانما مضمونها اليوم معى مختلف فالكثير منا احيانا يشعر بأنه غير راضٍ عن واقعه الحالى وليس عن حاله . فمنا من أصبح شيئا لم يكن راغباً فيه مثل من اصبح طبيب وكان يريد ان يصير مطرباً حتى يخرج من داخله كلمات ومشاعر يريد نشرها للعالم . ولكن لصورة المجتمع فى وقت ما ونظرته للطبيب اصبح كذلك وهناك المحاسب الذى كان يريد ان يصبح مهندس ديكور او مصمم ازياء او رساماً او ربما ويتجول البلدان ويرسم ملامحها واثارها ، وان يصير من اشهر رسامى ايطاليا العظماء وهناك من يرغب فى ان يركب آلة الزمن العجيبه ويرجع للخلف ويذهب لايام الجاهليه و يعايش رسولنا الكريم . وماذا لو كان عمرو بن الخطاب , ليس ببعيد . فالخيال يجعلك تلتقط امانيك بيدك . وغيرهم الكثيرون . ولكن الشئ الوحيد الذى يعتبر ملكاً لنا فقط وليس شرك مع الاخرين ، هو الحلُم . والخيال ، فأحينا نذهب بعيداً بخيالنا ونشطح فى البعيد ، ونرى انفسنا رواد فضاء واحيانا مطربات ، والبعض راقصين استعراضيين ،واشياءً اخرى كثيره . واروع مافى الخيال هو اننا نرسُم الطرق والكيفيه واحيانا نصل حد النجاح والتفوق . وربما يشيد بنا العالم فأنت ايها الانسان اذا مازلت تتنفس ولديك العقل المفكر، لماذا لا تغير واقعك الى الواقع الذى تحبه وتتمناه . فأذا علمت ان الحياه فرصه واحده لن تتكرر . فسوف تلهث نحوها بما تريد . فلا تتركها تتحول وتتمحور حولك وانت مجرد مستقبل اصرخ فى وجهة النائم الذى بداخلك حتى يفيق ويعلم . ان الحياه قصيرة للغايه. لا تترك فرشاة الاخرين ترسم عالمك .. ألتقط فرشاتك وتعلم رسمك .لان التفاصيل الاخيره لديك ستكون اكثر دقه وكمال من رسمهم و اعتبر ان آله الزمن اتت اليك وفتحت ابوابها . وانها لاتأتى سوى مرة ، فهل سوف تقفز بداخلها وتحول واقعك الى واقع اروع كما تتمناه وتحول (لو ) ل (ممكن). ام ستترك واقعك كما هو وانت راضٍ عنه وتمضى آلاله بعيداً . فالقرار لك . واذا اردت ان تحلُم فلا تحلُم بالعناوين . بل ادخل للتفاصيل . فجمال الاحلام فى تفاصيلها .