أقر وأعترف اني كنت واحدا ضمن من كانوا يثقون ويؤيدون التيار الاسلامي وكنت أدافع عنه بكل ما أوتيت من قوة وبراهين وفقا وطبقا للمعطيات المتاحة لي وانما : تبين لنا بعد فترة بل اكتشفنا ذاك المخطط الأحمق الصهيوني الأمريكي لتقسيم منطقة الشرق الاوسط الى دويلات ضعيفة ومخطط الحرب بالانابة وكان يجب ان ننتبه ان الصدفة تطلق على الشيء الذي لا يتكرر ولكن تكرر امامنا هذا السيناريو والمخطط في دول بشكل متلاحق دولة تلو الاخرى : العراق , سوريا , تونس , مصر , ليبيا , ليس من المعقول ان تكون صدفة محضة لا بل بالفعل مخطط ولكن باذن الله سوف يخذيهم الله ويجعل كيدهم في نحورهم , فرغم ما مرت به مصر منذ الخامس والعشرين من يناير 2011 وبالمناسبة لم اعد اطلق عليها بثورة فهي لا تعدو سوى انتفاضة شبابية شعبية ايدها وانحاز لها الجيش المصري حقنا للدماء وحفاظا على شعب مصر منذ ذلك الحين ولم تنعم مصر بمطالب الانتفاضة بل افرزت لنا أسوأ ما فينا وانتجت لنا الصراع والتناحر السياسي وحالة من الانشقاق والانقسامات السياسية والاجتماعية , والانزلاق في نفق مظلم لا يسوده الا الانفلات الأمني وانعدام الاستقرار وتهديدا للأمن القومي وافتقاد هيبة الدولة ومؤسساتها , فكان لابد من تصحيح المسار ولن اخفي على نفس او على غيري انني اؤمن انها أتت بثورة أيدتها المؤسسة العسكرية وانحازت لها قلبا وقالبا أو انقلابا كما يدعون عمل على اسقاط حكم الاخوان أيدتها ارادة شعبية حرة , أبية , شريفة , أصيلة ولا أخجل من هذا فكان الجدل قبل اياما مضت حول تسمية الوضع وتوصيفه هل هي ثورة أم انقلابا ومن هنا أقول انها كانت ثورة خرجت معبرة عن مخاوف المؤسسة العسكرية على الأمن القومي ومعبرة عن كبت واحباط الشعب الذي عانى طوال فترة حكم جماعة الاخوان من التهميش والاقصاء والتمييز لصالح فصيل واحد بعينه وهو التيار الاسلامي وبالاخص جماعة الاخوان غابت في تلك المرحلة المظلمة من حكم الاخوان دولة المواطنة غاب فيه الأمن والاستقرار , وانعدمت فيه روح الوطن الواحد وكان هذا ناتجا عن سعي ودأب الاخوان في تحقيق هدفهم وفقط بغض النظر عن الصالح العام للبلاد وهو هدف التمكين الذي قضى عليهم قضوا على انفسهم بايديهم واختاروا لهم نهاية ليست مأساوية فحسب بل اختاروا بمحض ارادتهم وكامل قواهم العقلية نهاية قد سبقها مرض عضال خبيث استشرى في أنحاء الجسد وقد آن الأوان لاستئصاله والمتخلص منه ومن تلك النهاية التي لن ينساها التاريخ أبدا , ولكنهم لم يكتفوا بتلك النهاية المأساوية بل أرادوا واختاروا خيارا واحدا لا غنى عنه وهو احراق الارض واثارة الفتن الطائفية وترويع المواطنين بأنفسهم أو بغيرهم من عناصر اجنبية أو الجماعات الجهادية ومعاونة حركة حماس التي لن تنال البر ابدا ولن تنال غايتها ومرادها من المخطط الامريكي ظنا من جماعة الاخوان الارهابية ان ما تقوم به يعد بمثابة ضغط مباشر لارغام الارادة المصرية والشعبية ولكن ما أود ان اؤكد عليه وأنوه وأشير اليه بأن : مصر رغم ما تمر به الآن من صعاب وتحديات قوية بالغة الخطورة من هنا وهناك من الداخل والخارج الا وأنه لن ينال أحدا من أمن واستقرار مصر ولن يملي عليها أحدا أو يفرض عليها ما تقره وتراه , فضلا عن توقف عجلة الزمن وتوقف ذاكرة التاريخ كثيرا وطويلا بالفحص والدرس بالتأمل والتدبر عن بناء قواعد المجد بصناعة الوطن الواحد الشامخ بل صناعة وانتاج أمة عربية قوية يهاب منها العالم أجمع كي تواجه وتتصدى لأي عدوان أو مخطط ينال من أمنها واستقرارها , والخروج من قبضة الهيمنة الامريكية وهزيمة الكيان الصهيوني وعلى جميع الدول العربية الوقوف بجانب مصر وعليهم ان يعلموا القاصي منهم والداني انهم بدون مصر لن ينالوا وينعموا بالأمن والاستقرار فمصر فؤاد الأمة العربية مصر هي صمام الأمان , وهنا نتوجه جميعا بالشكر والعرفان بالجميل للمملكة العربية السعودية رمانة الميزان بمنطقة الخيلج العربي حكومة وشعبا والى خادم الحرمين بصفة خاصة وكذلك نتوجه بالشكر الى دولة الامارات الشقيقة والكويت والي كل من اختار وأراد ان يقف بجانبنا ويشد من أزرنا ويكون عونا لنا لتحقيق الامن والاستقرار , أما عن مجلس الأمن وهواه فلا يشغلني أمره بعد الآن ولكن ما يشغلني هو ايمان وعقيدة الأمة المصرية بوجدان وكيان مصر بين الأمم فاهدأوا يا أبناء وطني ولا تخافوا يا أحبابي وأهلي لا تكتثرون ودعوهم حائرون يفكرون , يتساءلون في جنون , يفكرون يتخيلون أسماء وخطوات , أشياء , وتحديات , فيضيع كل هذا وذاك هباء......... حفظ الله وطننا وأبناءنا الشرفاء