شارك في أعدادها الكاتب/ محمود عبد الموجود تساءل سامح في دهشة الاستفاقة : - طلب أيه . أجابه عم فاضل مستنكراً دهشتة : - وافق علي طلب نقلك إلي قسم الحالات الحرجة. أنبسطت أسارير وجه سامح وكأنما أخذ وعداً بدخول الجنه. دفعه الفضول في سرعة ولهفه قائلاً لعم فاضل : - هيا بنا. أندهش عم فاضل قائلاً : - الأن . فأجابه سامح ببساطة : - نعم " وهنستني أيه " ************* علت صوت خطواتهما معاً في أروقه المستشفي ، أخذت الافكار تراود عقل سامح متسائلا ما الذي ينتظره خلف كل باب يمر به ؟! تري هل سينتصر علي هذه المخاوف التي طالما راودته ؟!! هل سيحقق ما تمناه طوال حياته ؟!!! كم تمني وهو يقرأ قصص شاروك هولمز أن يكون محقق للشرطة ،كان يحلم بأمتلاك عصا سحرية يكشف بها الغموض ويزيح الستار عن الاسرار الخفيه . أفاق علي صوت عم فاضل وهو يخاطبه : - "مش قلتلك يا بني الوقت متأخر "جميع المرضي نائمون. أخذت عيني سامح تطرق الابواب المغلقة في أستجداء فلا يجيبها إلا الصمت مختلطاً ببعض أصوات النائمين ، وبرغم ذلك دفعه فضوله إلي أن يسأل عم فاضل عن نزيل كل حجرة. ودفعه الفضول أيضاً إلي أن يعطي بينه وبين نفسه تشخيصاً لكل حاله ." ضحكات ساخرة متقطعة أردفت له قائله في سخريه : -هل تستطيع تشخيص الحالات بهذه المهارة دون أن تري المريض أنت ماهراً حقاً. أمتعضت وجنتاه رداً علي نفسه الساخرة وفجأة .. تجاهل عم فاضل ذكراً غرفة بعينها وكأنه لم يراها وأسرع في خطاه من أمامها دون أن يعقب علي سؤال سامح عنها سوي بالصمت قطعت يد سامح طريق عم فاضل ليسأله في أصرار عن نزيل تلك الغرفة فنظر إليه عم فاضل نظرة كأنها العتاب اللين قبل أن يجيبه بنبرة لم تفلح في أقناعة : - أنها فارغة . لم تكن تلك الاجابة مرضية ، فهمست له نفسه: - أتظنه كاذباً . أرتجفت وجنتاه في أضطراب ملحوظ في حين كانت باب الغرفة الاسود يحمل نقوشاً من زمن مجهول فترسم ظل غريب ، وفي تلك اللحظة التي كان يتأمل فيها باب الغرفة المغلق ألتقطت أذناه صوت أشبه بصراخ مكتوم . - ما هذا الصوت . نظر إليه عم فاضل قائلاً: - أي صوت أنا لم أسمع شيئاً .يبدو أنك متعب . لكن حروفه المتقطعه وحركاته المضطربه كانت تقول غير ذلك . ومره أخري عاودته نفسه : - أتظنه كاذباً . لكن هذه المره شهدت أذناه علي ذلك ، لربما تخدعك أذناك ، ربما ؟!!!!!!!!!!!!!!!! ************** أطل القمربظلاله علي تلك البقعه المنعزله من حديقة المصحة حيث جلس سامح وعم فاضل ليريح أعصابه المنهكة حسب زعم عم فاضل الذي أخذ يحتسي بضع رشفات من كوب الشاي الساخن بينما أعد لسامح كوبا من القهوة ، وبدء عم فاضل بالحديث يسرد قصه حياته وكيف عمل في هذه المصحة الكبيرة قائلاً: - لقد تعرفت علي الدكتور راشد محمود حين بدء عمله في مستشفي العباسية بعد أن تخرج من الجامعة ، وعملت معه ممرضا حين أفتتح عيادته الصغيرة وحتى أصبح طبيباً مشهوراً وقبل أن يحول هذا القصر الكئيب إلي مستشفي . نظر إليه سامح وعلي وجهه علامات الاستفهام ، فأجابه عم فاضل بهزه من رأسه : - نعم . لقد كانت هذه المستشفي قصراً كبيراً في الماضي تملكه عائلة الدكتور راشد ، ولقد ترددت كثيراً في أن أعمل في هذه المستشفي في بادئ الامر . سأله سامح في تعجب : - لماذا. تردد عم فاضل للحظة قبل أن يقترب منه ويخفض صوته قائلا : - لقد سمعت من خدم القصر الكثير والكثير قبل أن يطردهم الدكتور راشد ، تحدثوا عن سماع أصوات غريبه في حجرة نوم صاحب القصر ، وقال البعض أنهم شاهدوا شموعاً تضاء بنفسها وأشياء تنتقل من مكانها وفي أحدي المرات قص لي بواب القصر يرحمه الله أنه رأي صاحب القصر يتجول في الحديقة ليلاً وأنه تحدث معه وأمره أن يغلق بوابه القصر وبعد أن خطا بالفعل بضع خطوات تذكر البواب أن صاحب القصر قد مات منذ فترة . ولكن الدكتور راشد كان دائماً ما يسخر من هذا الكلام ولولا أصرارة علي أن أعمل معه فأنا لم افارقه منذ مده طويله " عشرة عمر " ليتني ما وافقت . وأعقب كلماته لحظات صمت قصيرة حسبتها دهراً قبل أن يستأنف عم فاضل حديثه بقوله : - فكل ما سمعته هذا القصر شيئ وغرفه 517 شيئ أخر. أنفرجت أسارير سامح ولمعت عيناه أخيراً تكلم عن الغرفة أخيراً سيعرف سرها وتعلقت عيناي بشفتيه ترجو المزيد .... *************** إلي اللقاء في العدد القادم لنرى ما خلف الابواب