قال مبعوث الولاياتالمتحدة جورج ميتشل يوم الاربعاء خلال محادثات في اسرائيل تهدف لانقاذ مفاوضات السلام مع الفلسطينيين ان الرئيس الامريكي باراك اوباما "عازم أكثر من اي وقت مضى" على تحقيق السلام في الشرق الاوسط. ولم تظهر من خلال التعليقات العامة أثناء اجتماع بين رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو وميتشل اي دلائل على تحقيق تقدم تجاه التوصل الى صيغة لتفادي تهديد الفلسطينيين بالانسحاب بسبب البناء الاستيطاني. وقال ميتشل ان اوباما ووزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كينتون طلبا منه ان ينقل للاسرائيليين والفلسطينيين رسالة يؤكدان لهم فيها التزامهما بتحقيق سلام شامل في الشرق الاوسط. وأضاف المبعوث في تسجيل مصور أصدره المكتب الاعلامي للحكومة الاسرائيلية لاجتماعه مع نتنياهو "كنا ندرك ان هذا سيكون طريقا به عثرات كثيرة.. وهناك بالفعل عثرات كثيرة وهو أمر قائم حتى يومنا هذا." وتابع "لكن هذا لن يردعنا بل نحن عازمون أكثر من أي وقت مضى على المضي قدما لتحقيق الهدف المشترك بالنسبة لنا جميعا وهو شرق اوسط ينعم بالسلام ويتمتع فيه الشعب الاسرائيلي والفلسطينيون وجميع شعوب المنطقة بالامن والرخاء." وتعرضت محادثات السلام التي بدأت في الثاني من سبتمبر ايلول لازمة بعد أن انقضت يوم الاثنين فترة تجميد لمدة عشرة أشهر لبناء مساكن جديدة في المستوطنات الاسرائيلية في الضفة الغربية. وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس قد هدد بالانسحاب من المفاوضات ما لم يتم تمديد قرار التجميد ولكنه أرجأ اتخاذ قرار في هذا الصدد حتى اجتماع لجنة المتابعة العربية في الرابع من اكتوبر تشرين الاول. ولم يمتثل نتنياهو الذي تهيمن على ائتلافه الحاكم أحزاب مؤيدة للاستيطان منها حزبه اليميني الليكود لدعوات اوباما وزعماء اجانب لتمديد التجميد الجزئي. وقال نتنياهو مرددا تصريحات أدلى بها يوم الثلاثاء "انا ملتزم والحكومة ملتزمة بالتوصل لاتفاق سلام يحفظ امن دولة اسرائيل ومصالحها الحيوية." وتابع قوله "نحن ملتزمون بالسير على هذا النهج. امل ان تستمر المحادثات الجيدة التي بدأت مع (عباس) دون توقف كي نحاول تحقيق هذا الهدف." ومن المقرر ان يلتقي ميتشل مع عباس في رام الله بالضفة الغربية يوم الخميس. وقال ياسر عبد ربه عضو فريق التفاوض الفلسطيني لاذاعة صوت فلسطين ان اسرائيل وحدها تتحمل مسؤولية انهيار عملية السلام اذا لم توقف البناء في المستوطنات. ومن شأن انهيار عملية السلام أن يسبب حرجا سياسيا كبيرا للرئيس الامريكي الذي يواجه حزبه الديمقراطي احتمال التعرض لخسائر في انتخابات التجديد النصفي للكونجرس في الثاني من نوفمبر تشرين الثاني. وقال مسؤول أمريكي كبير طلب عدم ذكر اسمه ان الولاياتالمتحدة لم تفقد الامل في امكانية انقاذ العملية. وأضاف المسؤول في واشنطن "نلمس ضبطا للنفس من الجانبين وأمامنا بضعة ايام نأمل أن نتمكن خلالها من معالجة هذه القضايا والابقاء على عجلة المحادثات. أعتقد أنهم يصغون باهتمام بالغ لما نقوله لهم." وأشار نتنياهو لامكانية تقييد نطاق أعمال البناء الجديدة في الضفة الغربية التي استولت عليها اسرائيل في حرب 1967 ويريد الفلسطينيون ان تصبح جزءا من دولتهم في المستقبل. ويخشى الفلسطينيون من ان تحرمهم المستوطنات من دولة تملك مقومات البقاء. ويعيش زهاء 500 الف يهودي في ما يزيد عن 100 مستوطنة أقيمت في الضفة الغربية والقدس الشرقية. وتعتبر محكمة العدل الدولية المستوطنات غير مشروعة لكن اسرائيل ترفض هذا. ويعيش نحو 2.5 مليون فلسطيني في نفس المناطق