يناقشها فيما يحب ويكره.. تحدث نفسها:" سأفعل ما في جهدي حتى أحب كل ما يحبه.. سأسهر لراحته.. سأعيد ترتيب أولوياتي .. ماذا يحدث لي .. فرحتي به تقلب تفكيري رأسًا على عقب". لأول مرة تؤمن بأن كل شيء ترتبه الفتاة يتغير.. يتغير كثيرا عندما يدخل بيتها شاب تتوافر فيه أهم السمات التي تتمناها أي فتاة: سن مناسب.. عمل.. جمال رجولي.. هدوء.. قوة شخصية.. مبادئ. يؤرقها قليلا عدم اهتمامه هو بأولوياتها.. يبدو الوقت مناسبا لتسأله:" ما الأشياء التي تريدها في عروسك؟" يضحك ضحكة بسيطة.. ربما ساذجة بعض الشيء قائلا:" كل ما يميزك هو ما أتمناه في زوجتي المستقبيلة ". عظيمة هي الفرحة التي تغمرها بعد رده.. تتعدد الجلسات والحوارات بينهما.. تتكلم ويسمعها.. يحدد ميعاد الخطوبة مع والدها.. اقترب ميعاد الخطوبة.. تشتري (الفستان).. كثرة ألوان (الفساتين) تجتذب بصرها.. كثرة (الموديلات) تحيرها.. تستقر على هذا الأخير.. مطرز بالقطع المذهبة.. أرضيته (بيج).. متموج من الأسفل.. يناسبها كثيرا.. وهي تلبسه تبدو كأنها السندريلا .. تحدث والدتها بفرحة ممتزجة بشوق إلى ردة فعله بعد رؤيته (الفستان):" هل سيعجبه يا أمي؟" تومئ الأم برأسها موافقة.. تعود إلى البيت حاملة حلم حياتها في (كيس) بلاستيكي.. حلم كل فتاة في مثل سنها.. (فستان) جميل.. حفلة تكون هي ملكتها المتوجة.. (معازيم).. (جاتوهات).. تتصل بصديقاتها لتدعوهن لحضور حفل الخطوبة.. يباركن لها واحدة تلو الأخرى.. خطيبها يرن على الانتظار.. تستأذن صديقتها لترد عليه؛ فتضحك صديقتها قائلة لها:" تفضلي يا (عروسة)، من وجد أحبابه نسي أصحابه!" تبادلها الضحكات قائلة:" لا تقولي هذا فأنتِ حبيبتي أيضا".. ترد عليه:" كيف حالك؟".. يرد بنبرة غريبة... بها همس المضطرب.. :" بخير الحمد لله.. كيفك أنتِ؟" الخوف يتملكها.. تكذب قلبها للمرة الأولى، وترد بحنانها المعهود:" أنا بأفضل حال ما دمت أنت بخير..".. يقول لها:" أنا أعرف أن كل شيء قد اكتمل، وأنك أفضل امرأة رأتها عيني، لكن والدتي أجبرتني على الارتباط بكِ.. حاولت مرارًا أن أشعر تجاهك بمشاعر خاطب إلى خطيبته.. لكني لم أستطع.. أخبرتك الآن قبل أن يفوت الآوان، وقبل..." تلملم ما تبقى من أنوثتها لتقول له:" لا داعي للتبريرات الواهية.. أليس عندك الشجاعة لتقول: لن آتي!.. دعني أقول لك بشجاعة الأنثى: لا أريدك أن تأتي.. لا أريدك في حياتي.. لا تعرفني مرة أخرى.." يحاول تهدأتها قائلا:" أنا مقدر مشاعرك.. فأرجوكِ لا تشعريني بالذنب".. ترد قائلة:" لا عليك.. إن كنتُ ظلمتك فسامحني وإذا كنت ظلمتني فقد تعودتُ على ذلك"..