تجاهل المسئولين والروتين الممل يجعل من شهاب جثة هامدة وهو حى لمدة تجاوزت العشر سنوات طريح الفراش عندما تراه تجده مبتسما مستسلما للقدر وكأنه تعود فعلا على الوضع الذى أصبح عليه وهنا يأتى السؤال من المسئول عن هذه المأساة الانسانية ذات الابعاد الكبيرة والبعيدة فى نفس الوقت هل تتحمل وزارة التربية والتعليم وزر تلك المأساه أم يتحملها مديروا مستشفى جمال عبد الناصر الذين تعددوا على المستشفى وشهاب يرقد طريح الفراش بها أم يتحملها القدر الذى كثيرا مانعول عليه ما يحدث للبشر من مآسى أنها فعلا مأساه من نوع جديد يشوبها الاهمال والرجعية فى تطبيق اللقرارات والقوانين بالنظر الى قصة شهاب ترى معها ان هناك مجموعة من البشر انعدمت عنهم الرحمة وتبلدت لديهم المشاعر ماذا لو كان هذا الطفل الصغير الذى أصبح شابا فى غفلة من الزمن والذى كان لا يتعدى سنه العاشره الى ان أصبح صاحب الاربع وعشرين عاما ابن احد المسئولين بالتربية والتعليم أو بوزارة الصحة هل سيكون مصيرة هو الالقاء على ظهره بصفة مستمره لمدة زادت على العشر سنوات ومن الاهمال وعدم الرعاية تم قطع عضوة الذكرة لنصفين . ويا للأسف فأن والده كان أحد أفراد القوات المسلحة الذين عبروا خط بارليف بقناة السويس وأصيب فى اول دفعة للعبور ولم يشفع له ان والده هو أحد الافراد الذين اعادوا البسمة والعزة والكرامة الى المصريين منذ أربعون عاما مضت ليبقى هو طريح الفراش لمدة قاربت على العشر سنوات عانت فيها والدته سعاد واولادها أشد المعاناه مرة من قبل التربية والتعليم لأستخراج التصاريح اللازمة للأمتحان أو تأجيله ومرة من قبل وزارة الصحة أو التأمين الصحى لأستخراج تقارير طبية بحالة ابنها المريض . ومن هنا تبدأ قصة شهاب الذى يرقد بداخل حجرة ذات رقم معلوم بالدور الثالث بمستشفى جمال عبد الناصر للتأمين الصحى كونه تلميذ بمدرسة ويعالج على نفقة التأمين الصحى وفى حوار مع الطفل الذى أصبح شابا شهاب محمد أحمد قال فى البداية احب أقول أن يوم الخميس2/8/2012 هو عيد ميلادى الرابع والعشرين بالمناسبة ومنذ الخميس 15/5/2003 وأنا هنا بالمستشفى على هذا الوضع جثة هامدة بدون حركة أى منذ حوالى عشر سنوات وانا فى حجرة بأربعة حوائط وشباك وسريرين وكأنها مخزن المتروكات بالمستشفى حيث أن تلك الحجرة لا يخطر على أى مسئول بالمستفى أن يفكر بالمرور عليها ليرى ولو من باب الرحمة والشفقة من بداخلها من المرضى الموجودين بالمستشفى التى يعملون بها . قصتى منذ بدايتها قصة مأساوية وشائكة جدا والمسئولين عنها كثر منهم مسئولين بالتربية والتعليم ومنهم مسئولين بالتأمين الصحى والقومسيون الطبى والجزء الاكبر من المأساة يقع ويشترك فيه العاملين بمستشفى جمال عبد الناصر المستشفى ذات الاسم والصيت اللى أصبح الان زى الحبر على الورق بدون فائدة . تعود البداية منذ عام 2000الى مدرستى الابتدائية التى كنت بها وهى مدرسة الجيل الجديد الابتدائية التى أتممت بها المرحلة الابتدائية ( الصف الخامس الابتدائى ) حيث وقتها كانت نهاية التعليم الالزامى وكنت تلميذ عادى مجتهد وكنت ثمين الجسم وعندى عيب خلقى فى رجلى وهو الامر الذى كنت لا أستطيع معه للسير الطبيعى فكنت أتحرك على كرسى طبى بعجل وفى أحد الايام المريرة واثناء حصة النشاط الرياضى ( الالعاب ) وأنا مع زملائى بفناء المدرسة نلهو ونلعب كأطفال مبسوطين بالحصة الى أن يأتى القدر بما كان يخبأه لى حيث قام أحد زملائى بكسر حديدة الفرامل بالكرسى دون قصد منه فما كان الا الاندفاع الشديد بالكرسى الذى أجلس عليه زاحفا على ارضية فناء المدرسة لمسافة حوالى ثمانية أمتار أو يزيد جرى حولى الزملاء وحاولوا مساعدتى للقيام فقمت فعلا وأنا أحس بصدمة شديدة فى رجلى وجلست على الكرسى وأنا لا أشعر بخطورة ما أنا فيه حتى انتهى اليوم الدراسى وقتها وذهبت الى المنزل فلاحظت أننى لا أستطيع الوقف الطبيعى على رجلى وأشتد الالم بطريقة لا تحتمل حيث عرفت فيما بعد ان الاندفاع بالكرسى تسبب فى خلع الحوض بالكامل . المشكلة بدأت معى بتجاهل تام من ادارة مدرسة الجيل الجديد الابتدائية بالاسكندرية وكأننى لست تلميذ وتمت أصابته بها وأثناء اليوم الدراسى وكأن أحد من الادارة او المسئولين لا ما حدث لتلميذ بالمدرسة التى يعملون بها والاخطر فى الامر أنه لم يكن هناك مدرس للحصة يراعى التلاميذ أثناء النشاط الرياضى كل اللى عملته المدرسة معى هو أعطائى خطاب تحويل للمستشفى ليس الا والذى ذهبت به فى البداية الى مسشتفى الطلبة بأسبورتنج حيث قام الطبيب المتواجد بالاستقبال وقتها بالكشف على وبعد الكشف المبدئى اشار على بالاستمرار على الكرسى المتحرك حيث أننى مولود طبيعى بالخلع الموجود بالحوض ولم يكتب لى حتى علاج مسكن من الالم الذى بدأ يزداد مع الحركة وأستمر الامر كما هى بالمعاناة التى أعانيها حتى نهاية العام الدراسى بالصف الخامس والذى نجحت فيه وانتقلت الى الصف الاول الاعدادى وأنا مستمر بهذة الحالة الماساوية الصعبة . وأوضح شهاب أنه بعد الانتقال الى الصف الاول الاعداى طلب الذهاب الى المستشفى التابع له مدرستة وعندها تم تحويلة الى معهد ناصر بعد مكاتبات عديدة قامت بأرسالها والدتة السيد سعاد حسين عبد الرازق الى الرئيس السابق حسنى مبارك حيث افادت مستشفى الطلبة انه ليس له علاج بالمستشفى . ذهب شهاب بمصاحبة والدته الى معهد ناصر بالقاهرة بالخطاب المسلم اليهم من الرئاسة وقتها وتم عمل العملية اللازمة له بتثبيت الحوض بتركيب عدد من الشرائح المعدنية والمسامير للتثبيت وبعد العملية تم وضع القدمين بالكامل بالجبس حتى الحوض وتم صرفة من المستشفى ليعود اليها مرة اخرى بعد خمسة أشهر كاملة وفعلا مرت الايام وراء الايام صعبة مريرة طويلة وانتهت الخمسة أشهر وعاد الى معهد ناصر للمرة الثانية وبفك الجبس كانت المفاجأة قصور فى احدى القدمين عن الاخرى مما أضطر المستشفى الى عمل عملية فورا لنزع الشرائح المعدنية والمسامير وبعد العملية تم تحويلى الى مستشفى جمال عبد الناصر ليمارس العلاج الطبيعى الذى لم يتم ولو لمرة واحدة منذ دخول المستشفى والى الان . وبسؤال شهاب عن كيفية تقضية وقت الدراسة والامتحانات كيف يؤديها فقال منذ تحويلى من معهد ناصر بالقاهرة الى مستشفى جمال عبد الناصر وأنا جالس على هذا السرير لا أتحرك مطلقا وأتناول طعامى وأنام وأقضى حاجتى على السرير بمساعدة والدتى التى ترافقنى منذ اليوم الاول وبالنسبة للمذاكرة أذاكر أيضا على السرير وفى أثناء الامتحانات كانت والدتى تقوم باللف كعب داير على المسئولين بوكالة الوزارة بالتربية والتعليم والمسئولين بالصحة للحصول على التقارير الطبية اللازمة لأستخراج التصاريح لكى اؤدى الامتحان على سرير المرض وعندها أجد تعنت شديد من المراقبين على لجنة الامتحان بالمستشفى وصادف فى أحدى الللجان أن وقف على اللجنة التى تشملنى منفردا أربعة مراقبين دفعة واحدة مما كان له بالغ الاثر على فى تأدية الامتحان. وفى ذات السياق قال شهاب أن مدير المستشفى لا يعترف بوجودى بالمستشفى ولم يكلف نفسه مرة أن يقوم بمتابعة حالتى من باب الاطمئنان والشفقة . وفى لقاء مع سعاد عبد الرازق والدة شهاب والمرافقة له بالمستشفى أكدت كل ماقاله الابن ولكن كان الاسى والحزن فى نبرتها شديد وأوضحت انها عانت الامرين وشافت القسوة من العاملين بالتربية والتعليم والمسشتفيات التى لف عليها نجلها للعلاج ولم تجد من يرحمة من أى مسئول أو من يتعاطف معه والامر بسرعة علاجة وقد أوضحت الوالدة شيئا غريبا يحتاج لوقفة فعلا تتكسر عليها كل المشاكل التى حدثت لنجلها وهو أن والد شهاب كان أحد أفراد القوات المسلحة المجندين أثناء حرب أكتوبر 1973 وكان من أوائل الافراد الذين عبروا الى الضفة الاخرى فى أول ساعات حرب الكرامة والعزة وأصيب أصابه بالغة أقعدتة عن العمل حتى الان ويتقاضى معاشا شهريا من القوات المسلحة فهل يكون لهذا الموقف الاثر فى تبنى القوات المسلحة علاج شهاب ومحاسبة من تسبب فى عجزة ليعيش كما يعيش الاسوياء الذين تعنتوا فى أجراءات علاجة وقضوا على رجولتة مبكرا بقطع عضوه الذكرى لنصفين من جراء تركيب القسطرة الطبية .